لم تكن شهادة مستشار الرئيس التركي لشؤون الاستثمار الدكتور مصطفى جوكسو، للسائح السعودي بأنه أسخى سائح يزور بلادهم، فقد سبقتها بأشهر شهادة مماثلة لوزير السياحة المصري للسائح السعودي بأنه أسخى السياح الذين يزورون مصر على الإطلاق. وكان مستشار الرئيس التركي لشؤون الاستثمار الدكتور مصطفى جوكسو، قال: إن السائح السعودي الذي يتوجه إلى تركيا يعادل عشرة سياح أوروبيين نظرًا لما ينفقه يوميًّا، مشيراً إلى أن إنفاقه يقدر بنحو 300 دولار. وأوضح «جوكسو» في تصريحات صحفية مؤخراً أن هناك ازديادًا في أعداد السياح السعوديين في الفترة الماضية، وأن السياح من السعودية يحلون ثالثًا في الترتيب بعد ألمانيا وروسيا من ناحية الأعداد التي تأتي سنويًّا إلى تركيا، وفقًا لأرقام جهات حكومية تركية. وفي تصريح مماثل صرح هشام زعزوع؛ وزير السياحة المصري، قبلها بأسابيع، قال إن أعداد السياح السعوديين شهدت نمواً ملحوظا خلال الفترة من كانون الثاني (يناير) حتى آب (أغسطس) الماضي، بنسبة تقدر ب 34.6 في المائة إلى قرابة 288.7 ألف، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مشيراً إلى أنهم أمضوا أكثر من 2.9 مليون ليلة بمعدل 11 ليلة للسائح الواحد، أنفقوا خلالها أكثر من 46 مليون دولار، (ما يعادل 172.51 مليون ريال) بمعدل 156.7 دولار (588 ريالا) للفرد الواحد. وأضاف زعزوع أن عدد السياح السعوديين بلغ في عام 2014 نحو 350.1 ألف سعودي، بمعدل نمو بلغ 68.6 في المائة، مقارنة بعام 2013، فيما وصل إجمالي الليالي التي قضوا أربعة ملايين ليلة، بمعدل نمو 29.6 في المائة، مقارنة بعام 2013، فيما بلغ إجمالي الإنفاق في العام نفسه نحو 47 مليون دولار، بمعدل 131.5 دولار للفرد الواحد. ولفت وزير السياحة إلى أن السياح الخليجيين والسعوديين على وجه الخصوص، ينفقون بالإجمالي ضعف ما ينفقه السياح الأوروبيون، رغم أن إجمالي أعداد السياح الخليجيين أقل من الأوروبيين خلال العام، مقدرا متوسط ما ينفقه السياح العرب بين 140 و160 دولارا للفرد في اليوم، فيما ينفق السائح الأوروبي 75 دولارا فقط. وأشار إلى أن عدد المشاريع السياحية السعودية المتوقع دخولها إلى السوق السياحي المصري خلال الفترة المقبلة، ضمن حزمة المشاريع السعودية التي دخلت مصر أخيرا بعد عام 2011، تصل إلى ثلاثة مشاريع كبرى تقدر بمليارات الدولارات. وأكد ترحيب مصر بدخول جميع الاستثمارات بشكل عام، إذ تم تجديد قانون الاستثمار الأجنبي، وجرى تسهيل إجراءات المستثمرين من خلال النافذة الموحدة للاستثمار، لأن هناك بعض الاستثمارات السياحية السعودية القديمة واجهت بعض المشاكل في السابق وتم حل بعضها وتبقى عدد قليل منها في طريقه للحل. إنفاق مرتفع وأصبح سخاء السائح السعودي ظاهرة عالمية بعدما احتلت السعوديَّة المرتبة الأولى عالمياً في الإنفاق على رحلات السفر والسياحة، إذ كشف تقرير نشره موقع «ترافيلر ديلي»، المتخصص في شؤون السياحة والسفر، أنَّ 4.5 مليون سائح سعودي، ينفقون أكثر من 80 مليار ريال سنوياً خلال رحلاتهم التي يجوبون فيها الأرض، ما جعلهم الأعلى إنفاقاً على مستوى العالم. وبلغ إجمالي الإنفاق على الرحلات السياحية المغادرة «السعودية» خلال عام 2014 نحو 77.5 مليار ريال، مقارنة بنحو 74.5 مليار ريال خلال 2013، بنمو نسبته 4 في المئة أي ما يعادل 3 مليارات ريال. وينقسم الإنفاق على الرحلات السياحية المغادرة، إلى 4 أقسام هي الإنفاق على «العطلات والتسوق»، والإنفاق على «زيارة الأقارب والأصدقاء»، والإنفاق على «الأعمال والمؤتمرات»، والإنفاق على «أغراض أخرى». واستحوذ الإنفاق على الرحلات المغادرة «لأغراض أخرى» على نحو 36 في المئة من إجمالي الإنفاق على «الرحلات السياحية المغادرة»، حيث بلغ حجم الإنفاق عليها خلال 2014 نحو 27.8 مليار ريال. وجاء القسم الثاني عن السفر لأغراض «العطلات والتسوق» وهو ثاني أكثر الأقسام إنفاقا بالرحلات السياحية المغادرة بنحو 26.1 مليار ريال، مستحوذاً على 34 في المئة من إجمالي الإنفاق على الرحلات السياحية المغادرة خلال 2014. وجاء في القسم الثالث الإنفاق على «زيارة الأقارب والأصدقاء» ب 18.8 مليار ريال بنسبة استحواذ قدرها 24 في المئة. أما القسم الرابع والأخير فكان الإنفاق على «الأعمال والمؤتمرات» الذي بلغ حجم الإنفاق عليه من خلال الرحلات السياحية المغادرة 4.9 مليار ريال، بنسبة استحواذ قدرها 6 في المئة من إجمالي الإنفاق على الرحلات السياحية المغادرة. من جهة أخرى، نما مستوى الإنفاق على الرحلات السياحية لكافة الأقسام، باستثناء قسم السفر لأغراض «الأعمال والمؤتمرات»، حيث تراجع مستوى الإنفاق عليها بنسبة 26 في المئة من نحو 6.6 مليار ريال خلال 2013 إلى نحو 4.9 مليار ريال خلال 2014. وجهات أساسية وتصدَّرت مصر قائمة الوجهات السياحية الخارجية للمواطنين السعوديين في موسم 2015م، باستحواذها على 35% من حجوزات السعوديين، وفي مرتبة تالية تحلُّ دبي، ومن ثم كلٌّ من تركيا، وشرق آسيا، والنمسا. هذا، وقد حقق عدد السياح السعوديين المتجهين إلى مصر قفزات كبيرة في الأرقام، ونسب الحجوزات بشكل يومي. وعادت مصر للتربع على عرش الوجهات السياحية للسعوديين بشكل فاق المتوقع. فقد ارتفع عدد السياح السعوديين إلى مصر خلال الأربعة أشهر الأولى من العام الحالي بنسبة 70%، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، فيما زاد عددهم خلال شهر أبريل 2015م، بنسبة 57.3%، مقارنة بالشهر ذاته من عام 2014م. وأظهر تقرير حكومي حديث أن إمارة دبي استقبلت خلال النصف الأول من العام الجاري نحو 723 ألف مواطن سعودي. وقال تقرير دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي: إن الإمارة استقبلت 7.2 مليون زائر خارجي خلال 180 يوماً؛ وبالتحديد في النصف الأول من العام الجاري؛ بينهم 723 ألف سعودي. وطيلة الأعوام السابقة، تعد دبي إحدى أبرز وجهات السفر للسياح السعوديين، بالإضافة إلى بعض دول أوربا الغربية مثل ألمانيا والنمسا وتركيا. وتعد بريطانيا أيضاً إحدى أهم الوجهات للسائح السعودي إذ قالت مديرة السياحة البريطانية بالشرق الأوسط «سوماتي رماناثان»، إن السعوديين يحتلون المرتبة الأولى، في الإقبال على السفر والسياحة ببريطانيا، من بين جميع الجنسيات العربية. وأبانت أن عدد السياح السعوديين الذين يتوجهون لبريطانيا سنوياً يبلغ نحو 80 ألف سائح، لافتة إلى سهولة الحصول على الفيزا للدخول لبريطانيا. وأوضحت أن معظم السعوديين يتجهون إلى العاصمة لندن، في حين أن هناك وجهات سياحية كثيرة من أهمها مانشيستر واسكتلندا، بالإضافة للريف الإنجليزي الذي يضم الكثير من المكونات السياحية التي تلائم السياح العرب وعائلاتهم. إغراءات للسائح السعودي باللغة العربية الفصحى وعبر عشرات المندوبين ممن يتكلمون بها أطلقت هيئة السياحة السويسرية موقعًا إلكترونيًا خاصًا بالسياح السعوديين والعرب. وتستهدف الخطوة التي استكملتها الهيئة بنحو 2400 صفحة من المحتوى العربي للمعلومات جذب أكبر عدد من هؤلاء السياح. وخلال أيام ووفقًا للهيئة تنطلق الجولة الكبرى في سويسرا (ذا جراند تور أوف سويتزرلاند)، وهي تجربة تستهدف تحديدًا الزوار السعوديين. وستعبر الرحلة نحو 1600 كم في أكثر المناطق جمالًا في سويسرا عبر أربع مناطق لغوية، وفوق خمسة طرق ألبية، وصولًا إلى أحد عشر موقعًا تراثيًا مُصنَّفًا وفقًا لمنظمة اليونسكو، واثنتين من محميات المحيط الحيوي (بيوسفير) وعلى طول 22 بحيرة. وستتوقف الرحلة في أكثر الوجهات شهرةً في سويسرا ومنها جنيف، لوزان، مونترو، جشتاد، ولضمان توفير مستويات عالية من المتعة للسياح حرصت، الهيئة على تزويد المشتركين بعنوان موقعها الإلكتروني www.switzerland.com والذي يتضمن أسماء وعناوين أشهر المستشفيات الجامعية والعيادات الخاصة، والعديد من المدارس الداخلية وكليات الإدارة السياحية والفندقية في منطقة بحيرة جنيف. وفي تركيا أعلن حسن أس المستشار الثقافي والسياحي لتركيا في السعودية العام الماضي أن بلاده تستهدف زيادة أعداد السائحين السعوديين الوافدين إليها بمعدل الضعفين عن مستوياته في 2013، البالغة 250 الف سائح خلال فترة وجيزة، بما يعني بلوغها 750 الف سائح. وذكر أس في مقابلة مع وكالة الأناضول» أنه توجد زيادة مطردة في أعداد السياح القادمين إلى تركيا من السعودية والدول الخليجية، فبينما بلغ عدد السياح السعوديين عام 2012، 200 الف سائح، وارتفع إلى 250 الف سائح في عام 2013 ونحن نهدف إلى زيادة هذه النسبة إلى ضعفيها في وقت وجيز».