زار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة جناح المملكة العربية السعودية المشارك في معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته ال»34» الذي تُشرف عليه الملحقية الثقافية في سفارة خادم الحرمين الشريفين بدولة الإمارات. وكان في استقبالهما الملحق الثقافي السعودي في الإمارات المكلف الدكتور صالح بن محمد الدوسري، ومدير الشؤون الثقافية بالملحقية والمشرف العام على «الصالون الثقافي السعودي» الدكتور محمد المسعودي. وأشاد سمو الدكتور سلطان القاسمي وسمو الأمير خالد الفيصل خلال جولتهما في جناح المملكة بالهوية الثقافية للجناح الذي تنطلق من الأصالة الإسلامية المستوحاة من تصميمه المعتمد على اللغة البصرية والجمالية للحرمين الشريفين ومسجد الشيخ زايد ومساجد الشارقة، ورسالتها التي تجمع بين الدور الثقافي وتأكيد أهمية الأصالة والاعتدال والقيم الإسلامية والثقافية وتعزيز التعايش الثقافي والتسامح والحوار بين دول العالم. واطلع سموهما على ما يحتويه الجناح من صور فوتوغرافية، وكتب ثقافية وتاريخية تبرز تاريخ المملكة وحضارتها التنموية، كما اطلعا على معرض المؤرخ جابر الغامدي الذي يوثق محطات مهمة في حياة «الأمير خالد الفيصل» بالتزامن مع حصوله على لقب الشخصية الثقافية لمعرض الشارقة الدولي للكتاب لعام 2015م، واحتوى على وثائق وصور وثقت هذه المحطات على مدى 60 عاماً. وعقب الجولة أهدى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي كتابه «سيرة مدينة» لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الذي يتناول قصة إمارة «الشارقة» وما شهدته من تطورات وأحداث على مر التاريخ. وأكد الملحق الثقافي السعودي في الإمارات في تصريح صحفي بالمناسبة، أن مشاركة المملكة هذا العام بجناح مميز، تعكس العمق التاريخي المتين للعلاقات والروابط المتينة بين البلدين الشقيقين ضمن منظومة مجلس التعاون الخليجي، وتعزز أواصر المحبة التي تجمع بين البلدين الشقيقين في ضوء ما يشهدانه من حراك ثقافي مميز على الساحتين العربية والدولية، الذي ينطلق من رؤية حكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظهما الله-، التي تركز على بث روح ثقافة التسامح والحوار ونشر السلام. من جانبه، نوه الدكتور محمد المسعودي مدير الشئون الثقافية بالملحقية والمشرف العام على «الصالون الثقافي السعودي» في المعرض، بالأنشطة الثقافية التي يحتضنها الجناح السعودي والفعاليات المصاحبة التي تركز على الفكر والثقافة في تفاعل حواري ثقافي يهتم بنقل التجارب الثقافية والإعلامية والعلمية والتربوية، إضافة إلى الإسهام في التجانس الثقافي داخل نسيج المجتمع الثقافي الخليجي والعربي، وبناء صلات وجسور مع الثقافات الأخرى. وأفاد بأن أولى فعاليات الصالون الثقافي دشنت بندوة تحمل عنوان «خالد الفيصل.. شخصية العام الثقافية بين الفكر والإدارة»، بحضور عدد من الأدباء والمفكرين السعوديين، كما ستقام عدد من الندوات الفكرية التي تتمحور حول «الأصالة والاعتدال»، و»فلسفة الولاء بين الفكر والتطبيق.. المصطلح والمضمون»، إضافة إلى أمسية شعرية بعنوان «إلى روح الشهداء» لشعراء بارزين من المملكة والإمارات، إضافة إلى ندوة «الرواية النسائية السعودية.. الحكاية وبنائية النص»، وبرنامج «في حضور الغياب» الذي يشكل لمسة وفاء وفتحاً على الذاكرة الثقافية السعودية، باستعادة رموز كانوا رواداً في مساراتهم. وقال: إن الصالون سيشهد على المستوى التربوي محاضرة عن «المسرح المدرسي ودوره في ثقافة الطفل»، وكذلك ندوة عن «أسرتك أمنك.. دور الأسرة في نبذ العنف والإرهاب»، كما سيكون هناك برنامج «طاقة المستقبل»، الذي يستضيف عددا من المبدعين الشباب من الطلبة المبتعثين في الإمارات لمناقشة إبداعاتهم. كما تتضمن هذه الفعاليات استضافة الملحقية لعدد من الشعراء والروائيين السعوديين والخليجيين والعرب، يستمع خلالها زوار المعرض من الجمهور العربي إلى باقة من مجموعاتهم الشعرية والقصصية التي أثرت الساحة الثقافية. وأبرز المسعودي أهمية «جناح مكتبة الطفل» الذي يعكس المشاركة الفاعلة في هذه المناسبات الثقافية، ويشمل برنامجاً شاملاً عن مكتبة الطفل التي تتضمن حزمة من الأنشطة المجهزة خصيصاً للأطفال، وكتباً متنوعة، وبرامج مميزة تعكس واقع حركة التأليف الثقافية للطفل، بالإضافة إلى حضور «مسرح العرائس» الذي يعد نقلة نوعية للجناح بإشراف نوعي من مكتبة الملك عبدالعزيز. وأشار إلى أن جناح المملكة الذي يحظى بدعم وزارة التعليم وسفارة خادم الحرمين الشريفين في الإمارات يستضيف قرابة 26 جهة حكومية سعودية ممثلة في مؤسسات التعليم والجامعات السعودية والتدريب التقني والمكتبات الحكومية، إضافة إلى عدد من الوزارات التي وفرت أكثر من 7500 كتاب، وأكثر من 40 ألف عنوان إلكتروني وورقي لإبراز ما تقدمه حكومة المملكة لخدمة الثقافة والمهتمين بها، ورسالتها نحو العالم، وإبراز ما وصلت إليه من تقدم علمي وحضاري، منوهاً إلى أن هذه المشاركة ستعكس المكانة المتميزة للمملكة في قلوب المسلمين والعالم أجمع.