تعلن جائزة الملك خالد الخيرية آخر محرم الحالي أسماء الفائزين بفروع الجائزة، حيث سيعقد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير رئيس هيئة الجائزة مؤتمرًا صحفيًا يعقده في مدينة الرياض يوم الخميس 30 محرم وسوف يتحدث سموه عن دور هذه الجائزة في خدمة العمل الخيري في المملكة ومساهمتها في خلق تنافسية للعمل الإنساني والإبداعي في القطاع الحكومي والأهلي. وبهذه المناسبة تحدث ل(الجزيرة) أمين عام جائزة الملك خالد، سعود بن عبدالرحمن الشمري الذي أكَّد أن الجائزة شهدت في فروعها الثلاثة في دورتها الخامسة هذا العام 2015م إقبالاً وتفاعلاً كبيرًا، امتدادًا لما حصل في الدورات الأربع السابقة من مشاركات واسعة، تسجل ارتفاعًا متواصلاً كل عام. وأوضح الشمري أن فرع شركاء التنمية سجل نقلة نوعية في عدد المشاركين ونوعية المبادرات هذا العام، حيث بلغ عدد المبادرات المتقدمة على الموقع الإلكتروني لهذا الفرع من الجائزة 221 مبادرة. وأكَّد الأمين العام للجائزة أن فروع الجائزة الثلاثة لهذا العام سجلت تنافسًا محمومًا بين المترشحين، وخصوصًا أن الجائزة لاقت تفاعلاً واسعًا في أوساط الفئات المستهدفة، وهو ما يعكس مدى اتساع الوعي الاجتماعي والإيمان بضرورة الارتقاء بالفكر الإستراتيجي للعمل الخيري في المجتمع السعودي. وهنا نص الحوار: * ما أكثر فروع جائزة الملك خالد التي شهدت إقبالاً وتفاعلاً لافتًا هذا العام؟ - يعد فرع شركاء التنمية أكثر فروع الجائزة الثلاثة التي شهدت إقبالاً وتفاعلاً كبيرًا في دورة الجائزة لهذا العام، ويمثل هذا الإقبال امتدادًا لما حظي به هذا الفرع من مشاركات واسعة في العامين الماضيين، وهي تسجل ارتفاعًا متواصلاً كل عام، حيث شهدنا نقلة نوعية في عدد المشاركين ونوعية المبادرات هذا العام، حيث بلغ عدد المبادرات المتقدمة على الموقع الإلكتروني لهذا الفرع من الجائزة 221 مبادرة. وشهد الفرع الثاني من جائزة الملك خالد وهو (التَّميز للمنظمات غير الربحية) إقبالاً متميزًا أيضًا، إِذ بلغ عدد المنظمات المتقدمة لنيل جائزة الفرع 139 منظمة، أما جائزة الفرع الثالث والأخير وهو فرع (التنافسية المسؤولة)، فقد بلغ عدد الشركات المسجلة لنيل الجائزة 60 منشأة. * ما أبرز المشاركات في جائزة الملك خالد هذا العام في فروعها الثلاثة؟ - كانت المبادرات المتقدمة لفرع شركاء التنمية هذا العام ذات ابتكار نوعي تنموي وأغلبها يسهم في حل جانب من القضايا المجتمعية والإنسانية ومجالات أخرى عدة يمكن تطبيق معظمها في مناطق مختلفة في المملكة، أما الشركات المتقدمة لفرع التنافسية المسؤولة هذا العام فمعظمها شركات كبيرة ورائدة تعمل في قطاعات مختلفة، وتقوم بإدراج المسائل الاجتماعية والبيئية ضمن قراراتها الإدارية الأساسية. وأود أن أنوه بأن الشركات المتقدمة لنيل جائزة الملك خالد للتنافسية المسؤولة هذا العام شهدت تحسنًا في تطبيق المعايير المطلوبة كافة، كما أفادت شركات رائدة شاركت هذا العام بأن استمارة التنافسية المسؤولة كانت أداة ساعدتها على ابتكار وتطبيق إجراءات وممارسات جديدة، إضافة إلى أنها عززت الشركة على توسيع نطاق شبكاتها. وقد أظهرت استبانات استطلاعية حول مرئيات المترشحين للجائزة أن مجرد تقدمهم للترشح كان له أثر إيجابي في مراجعة أدائهم والحرص على تبني ممارسات فاعلة مستدامة في المستقبل مما يشير إلى انتشار الوعي برسالة الجائزة التي ترتكز على تأصيل العمل التنموي المؤسسي، وتشجيع وتعزيز الممارسات المميزة، وبناء القدرات والمهارات وتمكين شبكات من الممارسين القياديين، ونشر ممارسات رائدة للاستفادة منها. * هل تحدثونا عن طبيعة المبادرات المترشحة لنيل جائزة شركاء التنمية هذا العام؟ وما الاختلاف فيها عن الدورتين الماضيتين لهذا الفرع؟ - أغلب المبادرات التي تقدمت لهذا العام مبادرات خلاقة ونوعية تسهم في علاج جوانب في قضايا اجتماعية وتصب في الصالح التنموي للمملكة، فمنها ما يقوم على تقديم الرعاية الطبية والاجتماعية والتعليمية لذوي الدخل المحدود وغير القادرين على دفع نفقات العلاج، وأخرى تعنى بتعليم وتثقيف الطفل لحمايته من الاعتداء الجسدي واللفظي، وأخرى تهدف إلى توعية الأطفال بحقوقهم وتعويدهم على روح الحوار الجريء والتعبير عن النفس والديمقراطية في اتخاذ القرارات. كما أن هناك مبادرات تعنى بتوظيف الشباب المعاقين بشكل يتناسب مع مؤهلاتهم، ومواقع إلكترونية تهدف لنشر العلم والمعرفة، وبعض المبادرات تهتم بتدوير المقتنيات والحفاظ على البيئة وأخرى تهتم بإدارة مخاطر الكوارث الطبيعية، إضافة إلى بعض المبادرات التي تسهم في تعزيز التواصل بين المجتمع وفئة الصم والبكم، وغيرها من عشرات المبادرات الرائدة والملهمة التي يمكن تطبيقها في كل مناطق المملكة. * ما المبادرات المتأهلة لنيل جائزة شركاء التنمية هذا العام؟ - كانت المنافسة محتدمة بين المبادرات المتقدمة لنيل جائزة الملك خالد لشركاء التنمية لعام 2015م، والمبادرات الثلاث المرشحة للفوز بالجائزة عن مبادرة مواكب الأجر ومبادرة (مجموعة نون العلمية)، ومبادرة (شبكة وساطة لتوظيف ذوي الإعاقة). وقد وصلت المبادرات الثلاث السابقة إلى المرحلة النهائية للفوز بجائزة شركاء التنمية بعد تخطيها مرحلة الفرز وتحقيقها أعلى درجات التقويم طبقًا للمعايير المعتمدة وذلك من قبل لجنة تقييم متخصصة (تضم خبراء ومهنيين في المجال الاجتماعي والإعلامي والإنساني) وسيتم إعلان النتائج النهائية للفائزين بهذا الفرع والفروع الأخرى لجائزة الملك خالد عبر مؤتمر صحفي يعقده رئيس هيئة الجائزة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز يوم الخميس 30 محرم 1437ه بمقر مؤسسة الملك خالد الخيرية بمدينة الرياض. * وماذا عن جائزة الملك خالد للتنافسية المسؤولة؟ - استطيع أن أؤكد أن جائزة الملك خالد للتنافسية المسؤولة حققت منذ انطلاقتها مستوى عاليًا من التنافسية بين الشركات السعودية الربحية الرائدة التي تركز على أن تكون مسؤولة اقتصاديًا واجتماعيًا وبيئيًا، حيث نجحت الجائزة في إذكاء التنافس بين الشركات على بناء ميزة تنافسية، وتطبيق أفضل الممارسات في دعم التنمية المستدامة، إضافة إلى الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية للشركات، والإسهام في تحقيق أهداف المملكة التنموية الاجتماعية، والاقتصادية والبيئية، وحيث بلغ عدد المنشآت التي سجلت لنيل الجائزة 60 منشأة. ويتطلب الفوز بجائزة التنافسية المسؤولة اجتياز مجموعة من المعايير والاشتراطات، ومنها بناء عمالة تنافسية على المستوى الوطني من خلال توظيف المواطنيين السعوديين والمواطنات السعوديات وتطوير أدائهم ودعم الموردين وتقديم أداء عالٍ في الحوكمة والحفاظ على البيئة. إذا انتقلنا إلى جائزة التَّميز للمنظمات غير الربحية، ماذا حققت الجائزة منذ انطلاقتها؟ - بخصوص جائزة التَّميز للمنظمات غير الربحية، فإنها تهدف إلى تكريم وتقدير المنظمات غير الربحية المسجلة لدى وزارة الشؤون الاجتماعية (مؤسسات وجمعيات خيرية ومراكز ولجان التنمية) ذات الأداء الإداري المتَّميز والرائد في الممارسات الإدارية. وساعدت الجائزة الكثير من المنظمات الخيرية من الوصول إلى الأداء المتميز الذي يمكن في القدرة على تحقيق الأهداف من خلال استخدام الموارد المتاحة بطريقة فعالة، تساعد على تحقيق الأهداف الإستراتيجية، وتعزيز القدرة التنافسية والسعي لإيجاد بيئة محفزة على العطاء، وذلك عبر تحسين أداء الأنشطة والبرامج المنوطة بها وارتفاع درجة رضا العاملين والمستفيدين، مما يجعلها أكثر استدامة وتأثيرًا في مواجهة القضايا والتحديات المجتمعية. * ما طموحكم لجائزة الملك خالد في الفترة المقبلة؟ - الجائزة -كما ذكرت- وصلت إلى مكانة مرموقة في العمل الخيري القائم على أسس تنظيمية متقدمة في المملكة العربية السعودية، وسنعمل خلال المرحلة المقبلة على التطوير المستمر لتحقيق التَّميز لتصبح الجائزة أداة رفيعة رائدة تسهم في دفع عجلة التنمية الاجتماعية وتطوير العمل الخيري الوطني، إضافة إلى تأصيل وتطوير العمل المؤسسي الاجتماعي بجميع صوره، آخذين بعين الاعتبار ضرورة ترسيخ ثقافة العمل الاجتماعي والخيري والإنساني وتعزيز قيمه النبيلة.