عبَّر عددٌ من القيادات العسكرية بوزارة الحرس الوطني عن مشاعرهم بمناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، وعن الإنجازات والنهضة الشاملة التي تحققت على أرض الواقع. وقالوا في تصريحات ل»الجزيرة» بأن هذه الوحدة بين القيادة والشعب أسستها حكمة قائد محنك مخلص لدينه ووطنه، حيث استطاع توحيد القلوب قبل توحيد البلاد. وأثنى القادة على جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في الوقوف مع الأشقاء في اليمن، معاهدين على الولاء والطاعة لخدمة الدين والوطن، فإلى نص التصريحات: الفريق ابن لبدة الفريق - فيصل بن عبد العزيز بن لبدة المستشار بمكتب وزير الحرس الوطني، قال: تُعد ذكرى اليوم الوطني لبلادنا الحبيبة عنواناً مشرقاً للوحدة المباركة التي قادها المؤسس العظيم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - يرحمه الله -، وهذه الوحدة التي قامت تحت راية التوحيد ووحدة التعاضد الواحد لجميع الفئات، ووحدة الحدود بسور الأمن والأمان وإرساء دعائمه، كل هذا لأجل الرقي بالوطن والمواطن واللحاق بالركب في تطور مستمر وبناء لا يتوقف حاضراً ومستقبلاً على أعقاب تاريخ يحكي مجد رجل ووحدة أمة وبناء دولة. خمس وثمانون عاماً توهجت بإمضاءات فكرة عظيمة سعت لتوحيد الشعب والوطن، سطّر تاريخها ذلك الملك الذي لم يهنأ له بال حتى حقق حلمه بعد كفاح طويل فتحقق الحلم والمأمول إلى واقع ملموس وراسخ - بإذن الله تعالى - بما ورثه الملك عبد العزيز - طيَّب الله ثراه - لأبنائه الكرام الذين واصلوا البناء بحكمة وعطاء المؤسس لهذا الكيان العظيم. مناسبة اليوم الوطني تُذكّرنا بماضٍ مجيد، تسطّر بمفخرة تاريخية لهذا الوطن الغالي، وارتسمت على هذا الوطن ورايته كلمة التوحيد، بفضل من الله ثم بفضل المؤسس الملك عبد العزيز - طيَّب الله ثراه -، حيث أتمَّ في وقتها أسوار الأمن وجمع الشتات لتكون هذه الوحدة التي أطلت بهذا الوطن إلى مصاف الدول المتقدمة، ونحن والحمد الله ما زلنا ننعم بهذه النعمة التي زُرعت بحكمة المؤسس وأتت ثمارها بما نراه من تقدم وتطور ورخاء في ظل حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية - يحفظه الله -. فهذا الوطن خصّه المولى باحتضان أقدس البقاع الحرمين الشريفين، وأنعم عليها بثروات عظيمة تصب في خدمة الوطن والمواطن، ووزارة الحرس الوطني إحدى صفحات الوطن الناصعة تسهم في أمن بلادنا ويذود أبطاله عن حدودنا الغالية يتشاركون في حماية مكتسبات الوطن ومنجزاته العسكرية والأمنية والحضارية ويسعد منسوبوه في تقديم أرواحهم فداء لهذا الوطن الغالي، ليبقى تاريخاً ومستقبلاً، وليبقى هذا الوطن الغالي نفديه جميعاً بأرواحنا وندافع عنه ضد كل معتدٍ ونصون حدوده ومقدساته الغالية. رئيس الجهاز العسكري قال الفريق محمد بن خالد الناهض، رئيس الجهاز العسكري بالحرس الوطني: يُمثل اليوم الوطني لبلادنا الغالية مناسبة مجيدة, نستقبلها بمشاعر الفخر والاعتزاز في الأول من الميزان من كل عام, وتعيدنا إلى يوم توحيد هذا الكيان الكبير على يد جلالة المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيَّب الله ثراه - الذي استطاع بتوفيق من الله عز وجل ثم بإيمانه الراسخ وعزيمته القوية أن يرسي قواعد هذا البناء الشامخ ويشيّد منطلقاته وثوابته التي ما زلنا نستلهم منها الدروس والعبر لتنير حاضرنا ونستشرف بها ملامح ما نتطلع إليه من الرقي والتقدم في جميع المجالات في ظل حكومتنا الرشيدة بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية - يحفظه الله -. وذكرى يوم الوطن هي ذكرى تاريخية نتأمل بين صفحاتها سيرة جلالة الملك عبد العزيز - يرحمه الله -، لنقرأ تاريخه، ونسترجع ما قام به من أعمال عظيمة لندرك أن الباري عز وجل قد هيأ لهذه البلاد رجلاً من أبنائها حمل راية التوحيد وسعى لجمع الشتات، داعياً إلى التآخي والتلاحم وقاد هذه البلاد المباركة لتأخذ مكانتها الريادية كونها بلاد الحرمين الشريفين ومهوى أفئدة المسلمين في كل بقاع العالم، وبفضل الله وتوفيقه تمَّ له ما أراد، فانطلقت بلادنا نحو الاستقرار والأمان - حتى أصبحت مثالاً يُحتذى في وحدتها السياسية وترابط نسيجها الوطني الذي يزداد تماسكاً وقوة يوماً بعد يوم. وخلال خمسة وثمانين عاماً مضت على تأسيس هذا الكيان الشامخ تحقق للمملكة نهضة شاملة، وخطت بلادنا خطوات متواصلة في مختلف المجالات والميادين التنموية والحضارية عبر جميع العهود المتوالية لهذه الدولة الفتية. لقد حققت المملكة العربية السعودية - بفضل الله - إنجازات فاعلة في مختلف المحافل الداخلية والخارجية. ووزارة الحرس الوطني هذه المؤسسة العسكرية الحضارية العملاقة.. هي إحدى الصفحات المضيئة لمنجزات هذا الوطن ونهضته وتطوره. ويتشرف منسوبو وزارة الحرس الوطني في المساهمة الفاعلة في رفعة بلادهم الغالية ومقدساتهم وردع من يحاول المساس بأرضنا ومقدساتنا، واليوم تشارك وزارة الحرس الوطني على الحد الجنوبي مع زملائهم من القوات العسكرية الأخرى في الذود عن تراب الوطن ومقدراته، وفي المجال الحضاري تتعدد أوجه مشاركة وزارة الحرس الوطني في مسيرة التنمية في بلادنا الطاهرة، ففي المجال الطبي حققت المؤسسة الطبية في وزارة الحرس الوطني إنجازات مثمرة، وكذلك الحال في مجال التعليم الطبي حيث أنشأ الحرس الوطني أحد أهم الجامعات المتخصصة في مجال العلوم الصحية تسهم في خدمة هذا الوطن في هذا المجال الهام وفي المجال الثقافي تنظم وزارة الحرس الوطني المهرجان الوطني للتراث والثقافة سنوياً والتي تمثّل مناسبة وطنية يمتزج في نشاطها عبق تاريخنا المجيد مع نتاج حاضر زاهر. ووزارة الحرس الوطني إذ تشارك الوطن احتفاءه بهذه الذكرى الغالية ليومنا الوطني المجيد لتجدد العهد على مواصلة الإسهام في المسيرة التنموية والحضارية في كل المجالات وعلى كافة الأصعدة، منطلقين من توجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، سائلين المولى - عز وجل - أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والاستقرار والرخاء. قائد الدفاع الجوي وقال اللواء غازي بن عساف بن محيا قائد الدفاع الجوي بالحرس الوطني: إن الاحتفال باليوم الوطني دائماً يحمل لنا العديد من المعاني والدلالات الرائدة الخالدة فهي الذاكرة الحية لتحولات عظيمة صنعتها الإرادة الصلبة والعزيمة القوية، في اليوم الوطني علينا أن نتذكّر ونذكّر الأجيال الصاعدة كيف كانت هذه البلاد قبل أن تتوحد وتصبح دولة لها كيان ومكانة.. فهذه الدولة الفتية كانت قبل توحيدها عبارة عن إمارات متناثرة متناحرة يسودها الجهل والفقر حيث كان التعليم معدوماً والموارد ضئيلة كما كان السلب والنهب بين قبائلها ثقافة سائدة. وفي هذا اليوم يجب أن نتوقف في لحظات تأمُّل نتذكر فيها الدور الكبير والإنجازات الرائعة التي حققها المغفور له - بإذن الله - الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه -، فقد استطاع أن يؤسس هذا الكيان على أسس إسلامية سمحة تضمن كل سبل العيش الكريم لأجيال المملكة العربية السعودية، فأقام الشريعة الإسلامية ونشر العدل والمساواة في كل أطراف الوطن، واستطاع - طيَّب الله ثراه - أن يلم الشتات ويوحد الكلمة ويزرع سنابل السلام في كل شبر من هذه الأرض الطيبة. فقامت المملكة العربية السعودية على هذا النهج منذ الوهلة الأولى حتى يومنا هذا، ومهّد بذلك الطريق لمن بعده لإكمال المسيرة الطيبة وتحقيق أهدافه السامية للنهوض بأمة مسلمة. إن سياسة التوازن والاعتدال من أهم مميزات حكام المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله -».. وقد أكسب هذا الأسلوب والاستمرار عليه وتجذيره احترام العالم وثقته بسياسة المملكة وتوازنها والتعامل معها. وبتاريخ الثالث من شهر ربيع الآخر لهذا العام ألف وأربعمائة وستة وثلاثين، وانطلاقاً من المبادئ الشرعية التي استقر عليها النظام الأساسي للحكم في المملكة العربية السعودية، ورعاية لكيان الدولة ومستقبلها، وضماناً - بعون الله تعالى - لاستمرارها على الأسس التي قامت عليها لخدمة الدين ثم البلاد والعباد، وما فيه الخير لشعبها الوفي تمت مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ملكاً للمملكة العربية السعودية، وكان ذلك إيذاناً ببداية عهد جديد يستطيع الجميع تسميته عهد الأمن والرخاء والاستقرار والحزم بما واكبه من قرارات جريئة ضخت بدماء شابة على جميع المستويات القيادية والوزارية. وعلى مستوى الصعيد العالمي والعربي وما مر به هذا العام من أحداث، فلا شك أن المملكة العربية السعودية تمثّل قلب الأمة النابض من خلال مواقفها الثابتة من مختلف قضايا العرب والمسلمين وسعيها إلى وحدة الصف والكلمة ومحاربة الإرهاب والأفكار الضالة المنحرفة التي تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار الشعوب، فكان لخادم الحرمين الشريفين الموقف الحازم لما آلت إليه الأوضاع الأمنية في الجمهورية اليمنية الشقيقة من تدهور شديد وبالغ الخطورة جراء الأعمال العدوانية المستمرة والاعتداءات المتواصلة على سيادة اليمن التي قام ولا يزال يقوم بها الانقلابيون «الحوثيون» بهدف تفتيت اليمن وضرب أمنه واستقراره، وحيث إن الاعتداءات قد أمسّت بأمن المملكة العربية السعودية، فأصدر أمره الكريم بتنفيذ عملية عاصفة الحزم بتحالف عربي مشترك استجابةً لمطالبة رئيس جمهورية اليمن لحماية اليمن وشعبه العزيز من عدوان الميليشيات الحوثية وإعادة الشرعية لهذا البلد الآمن والتي كانت ولا تزال أداة في يد قوى خارجية لم تكف عن العبث بأمن واستقرار اليمن الشقيق.. تلاها عاصفة الأمل التي يسعى التحالف بها إلى إعادة الاستقرار وبناء الدولة كما كانت في السابق. قائد كلية الملك خالد العسكرية وقال اللواء الدكتور - سعيد بن ناصر بن مرشان قائد كلية الملك خالد العسكرية: احتفالنا بذكرى اليوم الوطني، هو احتفال بما تحقق للوطن من وحدة أراضيه، وترابط أبنائه، وانضوائهم تحت راية واحدة، هي راية التوحيد؛ وقيادة تعمل جاهدة على إسعاد مواطنيه وحماية مقدّراته، والرقيّ به إلى مصاف الدول المتقدمة، بدءاً بصقر الجزيرة الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه -، ثم أبنائه من بعده: سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله - يرحمهم الله -، وصولاً إلى سيدي خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز - يحفظه الله - الذي يواصل المسيرة المباركة للمحافظة على المنجز، ويعمل على أن تبقى مملكتنا قوية عزيزة شامخة. هو احتفال بحب الوطن، وصدق الانتماء له، وتجسيد المواطنة الصالحة بالحفاظ على مقدساته ومكتسباته، واليقظة الدائمة والوعي التام بما يُحاك له من دسائس ومؤامرات، وبما يتهدده من مخاطر وتحديات، والتصدي لذلك كله بتمسكنا بعقيدتنا الصحيحة وفكرنا المعتدل، واستعدادنا الدائم لفداء الوطن بأرواحنا؛ وبذل المزيد من الجهد والإخلاص في العمل لرفعته وسموه، والالتفاف حول قيادته ليبقى منيعاً قوياً بقادته وشعبه. لقد أدرك ذو البصيرة، والمتمعن في متابعة الأحداث التي تمر بها بلادنا الغالية أن ما يميّز شعبنا الوفي هو تعلقه بقادته ومحبته لهم وتلاحمه معهم؛ وقد بدت هذه المعاني النبيلة في مواقف عديدة كان من أبرزها ما عمّ أبناء الشعب السعودي من مشاعر الحزن والأسى، وهو يُودع قائده الراحل سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يرحمه الله -، الذي لم يألُ جهداً طيلة عهده الزاهر في الرقي بالوطن والاهتمام بشؤون المواطنين. وتكرر مشهد الحب والولاء والوفاء من الشعب لقادته، عندما خرجت الجموع من أبنائه - في كل مناطق المملكة ومدنها وقراها وهجرها - لتبايع قائدها وولي أمرها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - يحفظه الله -، ليحمل الأمانة ويواصل المسيرة، فكان للمشهد روعته وبهاؤه. لقد استهل سيدي - يحفظه الله - عهده الميمون، بالعديد من الأوامر الملكية التي ترفع من دخل المواطنين، وتسهم في ارتقاء أحوالهم المعيشية والاجتماعية؛ ويبث في قلوبهم الطمأنينة بالتأكيد على أن الوطن الذي بناه أجدادهم وآباؤهم بعرقهم ودمائهم، سيمضي قُدماً على نهج القائد المؤسس، القائم على: تمسُّك الدولة بالشريعة الإسلامية دستوراً للحكم؛ والمحافظة على وحدة البلاد وتثبيت أمنها واستقرارها؛ ومواصلة البناء والنماء وتحقيق التنمية الشاملة والمتوازنة في مناطق المملكة كافة، والتأكيد على عزم الدولة على الاستمرار في تنمية الاقتصاد وترسيخ أسسه المتينة لتعدد من مصادر الدخل وتوفير فرص العمل للمواطنين في القطاعين: الحكومي والخاص؛ والعمل على الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين في مجالات: الصحة، والتعليم، والإسكان، والأمن... وغيرها.. وهو ما يؤكِّد على أن المواطن سيبقى دائماً في بؤرة اهتمام القيادة ومؤسسات الدولة، وسيظل استقراره، وتنمية قدراته، وتوفير سبل سعادته ورخائه شغلها الشاغل وهمها الدائم. وإذا كانت الأزمات تجلي معادن الشعوب وتظهر حبها لأوطانها، وصدق انتمائها لها، والتفافها حول قادتها، فإن شعبنا المخلص الوفي قد جسّد هذه المعاني فيما أبداه من تأييد لقيادتنا الرشيدة، حينما أصدر سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان العزم والحزم والأمل، أمره ببدء عاصفة الحزم - بمشاركة دول الخليج وغيرها من دول التحالف العربي - تلبية لاستغاثة الشعب اليمني، ممثلاً في قيادته الشرعية، لإنقاذ دولة اليمن الشقيقة من الوقوع في قبضة الحوثيين المدعومين من إيران، ومن قوات المخلوع (علي عبد الله صالح)، والذين يمثّلون تهديداً مباشراً لأمننا الوطني والخليجي، فضلاً عن تهديدهم للأمن القومي العربي والأمن الدولي. واختتم اللواء ابن مرشان كلمته قائلاً: ويبقى التأكيد على أن أفضل مراسم الاحتفال بيومنا الوطني، هي أن نحرص جميعاً على الحفاظ على لُحمتنا الوطنية والتفافنا حول قيادتنا الرشيدة؛ وأن نعمل بكل جهد وتفانٍ وإخلاص على حماية الوطن وصيانة أمنه واستقراره باعتبار أن المواطن هو رجل الأمن الأول؛ وأن نتمسك بوحدتنا الوطنية ونعلي شأنها ونحافظ عليها، وهذا لن يتأتى إلا من خلال التصدِّي لدعاة الفتنة والاختلاف والفُرقة؛ ونعاضد رجالنا البواسل الساهرين على حماية أمننا، ونشد من أزرهم، ونشيد بالدور الكبير الذي يقومون به دفاعاً عن الوطن، وحفاظاً على ممتلكاته ومقدراته ومقدساته، ونثمِّن كل حبة عرق وقطرة دم يبذلونها من أجل دينهم ووطنهم وقادتهم وشعبهم. قائد قوات الحرس بنجران وقال اللواء محمد بن علي الشهراني قائد قوات الحرس بمنطقة نجران: اليوم المجيد لبلادنا الغالية اليوم الذي انطلقت فيه رايات توحيد هذا الوطن الغالي على يد القائد الفذ الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله -، وكانت تلك الانطلاقة المخلصة الواعية قد أرست قواعدها على منهج الإسلام القويم الذي هو المنهاج الراسخ الثابت المستمد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد سار على خطاه أبناؤه الأشاوس من بعده حتى يرث الله الأرض ومن عليها، هكذا نتفاءل لها - إن شاء الله -. ونحن إذ نقرأ في سيرة المجدد التضحية والبطولة والصبر والجلَد لنيْل المطلوب، فإننا نجد ذلك ملهماً وحافزاً كبيراً لنا ونحن على ثغور الجهاد والرباط في سبيل الله على حدود بلدنا الغالي حيث يقدم أبناؤه الجنود أغلى ما يملكونه من أجله. أن هذه الذكرى المجيدة تشعرنا بالفخر والاعتزاز على ما تحقق لهذا الوطن الشامخ الذي أذهل العالم أجمع بوحدته وقوة تماسكه واستقرار أمنه. وتعتز وزارة الحرس الوطني بما تسهم به في سبيل عزة بلادنا ونصرتها سواء في الميادين العسكرية أو الأمنية أو الحضارية ويتشرف منسوبو الحرس الوطني في المساهمة في حماية حدود بلادنا الغالية، بأذلين أرواحهم فداء لدينهم ووطنهم. قائد كلية القيادة والأركان وقال اللواء ركن أحمد بن سعيد آل مفرح قائد كلية القيادة والأركان بالحرس الوطني: إن احتفالنا بهذه الذكرى في هذا العام يتوافق مع مناسبة دينية عظيمة، وهي عيد الأضحى المبارك، فبعد أن أكرم الله حجاج بيته الكريم، بأداء مناسكهم في يسر وأمن واطمئنان، في ظل منظومة مكتملة ومتكاملة من الخدمات التي تجنّد لها حكومة خادم الحرمين الشريفين كل الإمكانات البشرية والمادية، خدمة لحجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد رسوله الكريم. وكم هي مناسبة مباركة في تزامن هذين الحدثين السعيدين لتذكّرنا بجسامة توحيد أجزاء هذه البلاد على يد المغفور له الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - في وحدة عظيمة راسخة يشهدها كل مسلم يقصد بيته الحرام، وهو يلمس اليسر والسهولة والرغد والأمن الذي يحف حركاته وسكناته، في محيط مضطرب بالأحداث والقلاقل، والتي نسأل المولى أن يزيل الغمة عن ديار المسلمين، وأن يحقق لها الأمن والاستقرار. ما أعظمها من وحدة، أنعم الله عليها بركته وتوفيقه، فخطت بهذا البلد المبارك إلى مصاف الدول المتقدمة في وقت وجيز، نقلته من مجتمع متخلف متنافر يضربه الخوف والجوع والمرض، إلى مجتمع متحضّر، متعلم، ينشد الخير للبشرية، حيث امتدت خيراته إلى القريب والبعيد، وحمل شعلة الإسلام ورحمته إلى العالمين.. فما أروع أن تمتزج في هذه الأيام الفاضلة ذكريات الماضي بآلامه وآماله، بمعطيات الحاضر بحقائقه وتطلعاته، من أجل إيمان يدفعنا للمستقبل دفعاً، لتحقيق غد أفضل وأجمل. إن الحديث عن يوم توحيد وطننا، واستذكار تاريخه، واستعراض مسيرته وتطوره المستمر، يجعلنا ننظر بعين الفخر والاعتزاز، لحرسنا الوطني، الذي شكَّل جزءاً من ذاكرة الوطن، وحصناً منيعاً من حصونه، فمن مكتب للجهاد، إلى أن أصبح وزارة عظيمة تسهم في التنمية الوطنية، وتشارك في حفظ أمن الوطن، والدفاع عن أبنائه ومكتسباته وكيانه المستقل، مما يعكس ضخامة التطور والتقدم الذي حققته المملكة العربية السعودية في مجالات الحياة ومصادر القوة خلال مدة زمنية قصيرة، مليئة بالاضطرابات والصراعات الدولية والإقليمية، وهو ما يؤكد مدى الحكمة التي اتسم بها قادة هذه البلاد المباركة، والمصداقية التي تمتعوا بها، ونجاح السياسات التي اتبعوها في حفظ مصالح الوطن والمواطن. وفي ذاكرة الوطن هذا العام سيذكر التاريخ أن الأمة قد فقدت خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بعد حياة مليئة بالعطاء الحافل، حمل فيها لواء الوطن، وواصل مسيرة البناء، وواجه التحديات وتحمَّل المسؤوليات، فعزز رصيد الوطن، وخدم أمته واهتم بالجوانب الإنسانية، حتى حاز المحبة والتقدير على جميع الصُّعد المحلية والعالمية، فرحمه الله رحمة واسعة. وفي ذاكرة الوطن لهذا العام، بايع المواطنون خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لحمل الأمانة، وتسنُّم القيادة، ومواصلة المسيرة، فكان خيراً بعد خير، فقيّضه الله حزماً في مواجهة الأطماع الأجنبية، وسنداً للأشقاء في اليمن السعيد الذي تآمر عليه الأعداء، فأغرقوه في فوضى الحرب والدمار، واستباحوا أرضه وشعبه وحكومته الشرعية، وأرادوا إلحاقه بالمحاور الأجنبية المعادية، خنجراً في خاصرة المملكة، وابتزازاً لها، وتآمراً عليها، فكانت عاصفة الحزم إعلاناً بأننا وطن عزيز كريم، فقادت تحالفاً عربياً إسلامياً لمساندة الشعب اليمني الشقيق وحكومته الشرعية، في استعادة دولتهم وأمنهم وقرارهم، وأعقبتها بعملية عودة الأمل، حيث جهود الإعمار والبناء والإنقاذ والإغاثة وعودة الحياة. وقال العميد ركن د. محمد بن زيد القحطاني: اليوم الوطني السعودي في مجمل القول لا يخرج عن هذا السياق. ولكن عندما نمعن النظر فيه ونسبر ما يجسّده في ذهن كل أبناء هذا الوطن، سنجد أن له نكهة أخرى قلَّ أن يضاهيه فيها مناسبة أخرى، فهو يوم وحدة بعد فرقه طويلة وتناحر لم يكد ينتهي.. وهو تتويج نصر من الله على كل أسباب التشرذم والتشظّي الذي عاناه أسلافنا لحقب طويله.. وهو أيضاً تجسيد لدحر كل الذوات المخذولة ودعاة الأنانية التي جعلت من مصالحها الخاصة فوق الجميع. إن اليوم الوطني السعودي يشكّل تتويجاً لجهود مضنية ومعارك طويلة امتدت لأكثر من ثلاثين سنة، على الصعيد الداخلي وكذلك الخارجي، منذ دخول الرياض في 1319 (1902) حتى إعلان الهوية السياسية للبلد تحت مسمى المملكة العربية السعودية في 1351(1932). إن يومنا الوطني وببساطه هو اليوم الذي احتفل فيه أسلافنا بنتاج تضحياتهم وإصرارهم على تقديم الوطن وتوحيده وبنائه على كل ما سواه. وقال القحطاني: إن اليوم الوطني هو يوم التجسيد لملحمة التوحيد، عندما انطلقت على يد المغفور له - بإذن الله - الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه -، والمخلصين معه - رحمهم الله جميعاً -، ممن ارتضوه إماماً وانقادوا لطاعته وساروا في ركابه، وبذلوا تحت راياته دماءهم وأموالهم، لكي ننعم بما نحن فيه اليوم من عزة وأمن ورغد ورفاهية. وهنا في هذا اليوم الخالد، وبمثل ما يحق لنا أن نسجل فخرنا واعتزازنا بأسلافنا العظام، ونستذكر جهادهم كرموز خالدة يتربع على قمتها ذلك الرجل الصالح - الإمام عبد العزيز - الذي جعل الله في بزوغ شمسه نعمة من أجلّ النعم على الجزير العربية وأهلها، فإن علينا في ذات اللحظة أن ندعو لهم ونتذاكر فضلهم - بعد الله -، ونجتهد في السير على خطاهم في التضحية والفداء، ونتشرَّب عُمق المسؤولية تجاه حفظ ما ورثناه منهم، متجسّداً في هذا الوطن ومقدراته. إن هذا الوطن وما على ترابه من منجزات هي أمانتهم لدينا التي ننعم بها اليوم، وهي ما سنورّثه للأبناء لينعموا به، ويحفظوا من خلاله كما حفظنا نحن أسلافنا. واختتم كلمته قائلاً: وفي هذه السنة تمر علينا هذه الذكرى ولها وقعها الذي لا يخفى على كل ذي لب، حيث بات بلدنا هدفاً ومستهدفاً.. فنحن اليوم بتنا غاية كل صديق يلتمس منا النصر ورفع الحيف وجعلنا هدفه ومقصده بعد أن تكالبت عليه الظروف الداخلية والخارجية، وانقطعت آماله إلا من الله ثم من المملكة العربية السعودية.. كما أننا أيضاً مستهدفون من كل عدو طامع وحاسد يتربص بنا الدوائر ويستهدفنا في كل عزيز لدينا، لأننا نقف بالمرصاد ضد كل مخططاته التي تستهدف عقيدتنا وأمننا ومقدراتنا، أو تستهدف الأشقاء والجيران من حولنا لكي تعبر من خلالهم في طريقها إلينا باعتبار أننا غايتها النهائية.. والأنكى من هذا للأسف أنه وبقدر ما نحن فيه من ظروف حرجة، فإن من أبناء الوطن من غاب وعيه وتاه رشده وغلبت عليه عمايته، فوالى أعداء وطنه بجهل منه أو بخديعة انطلت عليه، وما علم أنه باستهداف الوطن لن يسلم ولن يستثنى أحد، وأن العمالة للأجنبي مقت في الدنيا وخسران في الآخرة.. حفظ الله لنا قائدنا سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وقيادتنا الرشيدة ونعاهدهم على الولاء والطاعة.