قامت مجموعة من حوالي 400 مهاجر وصلوا في حافلات من المجر بعبور الحدود النمساوية سيراً على الأقدام وسط أجواء من الفرح للصعود في قطار متوجه إلى فيينا خصصته لهم السلطات النمساوية، على ما أفاد صحافيو وكالة فرانس برس. وقطعت المجموعة تحت المطر مسافة 5 كلم تقريباً التي تفصل بين المركز الحدودي في نيكلسدورف ومحطة القطارات في القرية التي تحمل الاسم ذاته، حيث سيقوم قطار خاص تابع لشركة القطارات الوطنية بنقل الراغبين منهم في مواصلة طريقهم حتى ألمانيا إلى سالزبورغ قرب الحدود الألمانية. ودعيت أقلية المهاجرين الراغبين في تقديم طلب لجوء في النمسا للتوجه إلى صالة ضخمة للحفلات الموسيقية، حيث سيتم استكمال الإجراءات والترتيبات قبل نقلهم إلى مراكز إيواء. وتولى الصليب الأحمر الاهتمام بالمهاجرين الذين وصلوا بمواكبة من الشرطة التي أعلنت إغلاق الطريق العام والطريق المؤدي إلى نيكلسدورف أمام حركة السير ريثما يتم نقل المهاجرين. وتتوقع النمسا وصول ثلاثة آلاف مهاجر قبل الظهر بعدما كانت المجر أعلنت الجمعة تهيئة مئة حافلة لنقل آلاف المهاجرين إلى النمسا التي وافقت مع ألمانيا على استقبالهم. من جهة أخرى وجه القضاء التركي التهمة رسمياً أمس الأول الجمعة إلى أربعة سوريين يشتبه بأنهم مهربو مهاجرين وأودعوا السجن إثر حادث الغرق الذي أدى إلى مقتل 12 مهاجراً بينهم الطفل آلان كردي الذي أثارت صورة جثته ملقاة على شاطئ تركي موجة تأثر في العالم. ووجهت محكمة في مدينة بودروم الساحلية جنوب غرب تركيا التهمة رسمياً إلى الأشخاص الأربعة الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و41 عاماً بالقتل غير العمد و»الاتجار بالمهاجرين»، ووضعوا قيد الاعتقال حتى محاكمتهم. وأثارت صورة جثة الطفل آلان البالغ الثالثة من العمر ممدداً على بطنه على رمال شاطئ بودروم جنوب غرب تركيا لدى نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم على الصفحات الأولى للعديد من الصحف الأوروبية، صدمة حقيقية وموجة تأثر في العالم. وكان بين مجموعة من المهاجرين السوريين الذين غرقوا عندما انقلب بهم زورق كان يقلهم من بودروم إلى جزيرة كوس اليونانية. وكان بين القتلى شقيق آلان غالب (خمس سنوات) ووالدته ريحانة (28 عاماً). ودفن الطفل آلان وشقيقه ووالدته الجمعة في مدينة كوباني ذات الغالبية الكردية الحدودية مع تركيا، التي كانت العائلة غادرتها للجوء إلى تركيا هرباً من أعمال العنف قبل أن تقرر الهجرة إلى أوروبا. ويسعى عدد متزايد من المهاجرين معظمهم من السوريين والأفغان والأفارقة منذ أشهر عدة لعبور بحر إيجيه في ظروف بالغة الخطورة للوصول إلى الجزر اليونانية بوابة الاتحاد الأوروبي.