حينما يفقد الوطن رمزاً وقامة سياسية دبلوماسية بحجم الأمير الراحل سعود الفيصل فإن الكلمات تعجز أن تعبر عما يختلجها من مشاعر حزينة على فراقه، وتعطي هذا الرجل العظيم حقه. لم يكن الأمير سعود الفيصل سياسياً محنكاً ووزيراً ناجحاً لخارجية أهم دولة في الشرق الأوسط وحسب، بقدر ما كان نبراساً ومدرسة حقيقية متكاملة للعمل السياسي وفن التفاوض في أحلك الظروف. قاد الأمير الراحل سعود الفيصل الدبلوماسية السعودية نحو الآفاق العالمية باقتدار، وتمكن بفطنته ومهاراته العالمية في ايصال الصوت السعودي بقوة إلى كل مكان. ترجم الأمير الفقيد سياسات القيادات السعودية المتتالية عبر عدة عصور بكل اقتدار. وكان عامل نجاح ومحل ثقة واطمئنان قادته الملوك السابقون حتى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله. يصعب لنا كمتابعين أن نتخيل الدبلوماسية أو الخارجية السعودية بدون (سعود الفيصل) وعزاؤنا أن جميع سفرائنا ودبلوماسيينا السعوديين هم جميعاً سعود للفيصل فهؤلاء تلاميذ مدرسته العريقة، وهؤلاء أبناء لمليكنا المحبوب سلمان بن عبدالعزيز وقادرون على السير مضيًا نحو رفعة المملكة دبلوماسياً في العالم الخارجي. إن الحزن الذي عم الأرجاء برحيل الأمير سعود الفيصل لم يكن على الصعيد المحلي أو الداخلي فحسب بل امتد لوزراء خارجية العالم بكافة أطيافه فهؤلاء.. عرفوا سعود الفيصل عن قرب وعملوا جنباً إلى جنب معه ونهلوا كثيراً من خبرته الطويلة في العمل الدبلوماسي والسياسي. ولذا نعوه قائلين: فقدنا رمزاً.. فقدنا عميداً.. فقدنا موجها وخبيراً. رحم الله سعود الفيصل بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته. وعزاؤنا لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله ولسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد ولاخوته وأبنائه وبناته. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.