عند الساعة الثانية عشر ليلاً من يوم الجمعة في شهر رمضان عام 1436ه جاءتني رسالة مكتوب فيها بأن أخي محمد بن عبدالعزيز الصويغ انتقل إلى رحمة الله حينها جلست مندهشاً ومشدوهاً وأحسست بأن الدنيا ضاقت علي وحينها مر شريط الذكريات مع الأخ والصديق والقريب فرأيت فيه ذلك الوجه المبتسم البشوش صاحب الكرم، تذكرت يوم زواجه كانت بداية تعرفي عليه, حيث كنت صغيراً في ذلك الوقت،كان رحمه الله تعالى يسكن بالقرب من منزلنا سابقاً ولا زلت أتذكر كيف كان يحتفي بنا ويكرمنا جزاه الله خير الجزاء فهذه عادة أبيه رحمه الله ومن بعده أبناؤه، رحمك الله يا أبا عبدالعزيز رحلت والجميع يشهد لك بالخير والمحبة وحسن الخلق, وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما مرت به جنازة وأثنى عليها الصحابة فقال وجبت وجبت ثم قال من أثنيتم عليه خيراً وجبت له الجنة أنتم شهداء الله في أرضه» رواه مسلم وأحسب أن أبا عبدالعزيز من الذين أثنى عليه الكثير من محبيه فاللهم أوجب له الجنة. تذكرتك يا صديقي يوم أن كنا في حج 1423ه يومها كنت أنت الموجه لي في أن أتبع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وتذكرت فعلك يوم كنا في المطاف يوم أن كانت الشمس شديدة علينا فنزعت غترتك لكي تعطيني إياها لتخفف علي حرارة الشمس فاللهم أظله يوم لا ظل إلا ظلك، رحمك الله رحمة واسعة كنت مبادراً دون تردد حينما أعرض عليك مساعدة بعض المحتاجين وكيف كنت حريصاً على صلة الرحم ولا زلت أذكر أنك تريد اجتماع الأسرة على أفضل حال وخسرت من مالك ولكنك تحتسب ذلك عند الله، ولله الحمد والمنة وفقت بأنك زوجت ثلاث من بناتك لرجال صالحين نحسبهم والله حسيبهم وكنت مطمئناً على أسرتك و أصبحت بعد ذلك جداً لك أحفاد وأنت لا تزال في شبابك فحينها كنت أنا ومن يغبطونك يقولون لك ممازحين لقد كبرت اللهم أحسن الخاتمة، ومضت الأيام ولم ندر إلا والخبر ينزل علينا كالصاعقة بأن الله اصطفاك وأحسن خاتمتك فقد جمعت بين الصيام والعمرة والشهادة, فكما قال شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله بأن من مات في حادث سيارة يلحق بشهيد الهدم والغرق. فاللهم اكتب له أن يختار الدخول إلى الجنة من أي أبواب الجنة شاء والله اجعله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. اللهم ارزق أمه وإخوانه وزوجته وأبنائه الصبر والسلوان واجعل من ذريته الصالحين. مآثرك كثيرة يا أبا عبدالعزيز رحمك الله رحمة واسعة وأسكنك الفردوس الأعلى.