من البرنامج التجريبي لرسوم الأطفال حكاية شعبية من فلسطين *** كان يا ما كان، في قديم الزمان، امرأة لا تحمل ولا تلد، في أحد الأيام مر من أمام بيتها رجل يبيع الجبن، رأت المرأة أقراص الجبن فقالت: يا رب تطعمني بنت يكون وجهها أبيض بلون قرص الجبن، سمع الله منها وحقق دعوتها، حملت المرأة وولدت طفلة وجهها أبيض بلون قرص الجبن، فسمتها (جُبَيْنَةُ). كبرت جُبَيْنَةُ وأصبحت جميلة جدا، وصارت كل بنات الحي يغرن منها لجمالها، في أحد الأيام أرادت فتيات الحي الذهاب لقطف ثمر الدوم، فذهبن إلى جُبَيْنَةُ، وقلن: جُبَيْنَةُ! هل يمكن الذهاب معنا لقطف الدوم؟ قالت جُبَيْنَةُ: لا أستطيع الذهاب قبل أن أستأذن من أمي، ذهبت الفتيات إلى أم جُبَيْنَةُ وقلن لها: يا أم جُبَيْنَةُ، نسألك بحياة جُبَيْنَةُ أن تسمحي لجُبَيْنَةُ بالذهاب معنا لقطف الدوم. قالت أم جُبَيْنَةُ: الأمر ليس بيدي، عليكن طلب الإذن من والدها، ذهبت الفتيات إلى والد جُبَيْنَةُ، وقلن له: يا والد جُبَيْنَةُ، نسألك بحياة جُبَيْنَةُ أن تسمح لجُبَيْنَةُ بالذهاب معنا لقطف الدوم). قال والد جُبَيْنَةُ لهن: الأمر ليس بيدي، عليكم طلب الإذن من خال جُبَيْنَةُ، ذهبت الفتيات إلى خال جُبَيْنَةُ وقلن له: يا خال جُبَيْنَةُ، نسألك بحياة جُبَيْنَةُ أن تسمح لجُبَيْنَةُ بالذهاب معنا لقطف الدوم). قال خال جُبَيْنَةُ: لا مانع لي، يمكنها الذهاب معكن). ذهبت جُبَيْنَةُ مع باقي فتيات الحي لقطف الدوم، عندما وصلت الفتيات إلى حيث شجرات السدر التي تحمل ثمر الدوم قالت الفتيات: من سيصعد إلى الشجرة ليقطف لنا الدوم؟ قالت جُبَيْنَةُ: أنا أفعل ذلك، ثم صعدت على الشجرة وأخذت تقطف الدوم وتلقيه على الأرض، بينما قامت باقي الفتيات بالتقاط الدوم ووضعه في سلالهن. عندما اقتربت الشمس من الغياب كانت الفتيات قد ملأن سلالهن، فعدن إلى البيت وتركن جُبَيْنَةُ على الشجرة. حاولت جُبَيْنَةُ النزول فلم تتمكن، ثم حل الظلام فذهبت أم جُبَيْنَةُ وسألت الفتيات عن جُبَيْنَةُ، فأجبن بأن جُبَيْنَةُ لم تذهب معهن لقطف الدوم. بعد حلول الظلام جاء إلى الشجرة شاب يركب فرساً، أخذت الفرس تقترب من الشجرة ثم تراجعت إلى الوراء، نظر الشاب إلى الشجرة فرأى عليها فتاة اقترح الشاب على الفتاة أن يساعدها في النزول عن الشجرة فرفضت فقال لها: (عليك الله، وأمان الله، والخائن يخونه الله، وثقت الفتاة بالشاب ونزلت عن الشجرة، ركبت جُبَيْنَةُ على الفرس وراء الشاب وأخذها معه إلى بيته. في أثناء الليل قامت جُبَيْنَةُ بدهن وجهها ويديها وكل جسمها باللون الأسود كي لا يعرفها أحد، وفي الصباح رأى أهل البيت أن الفتاة كانت سوداء فكفوها برعي الغنم، أخذت جُبَيْنَةُ تسرح مع الغنم كل يوم من الصباح حتى المساء، وفي أثناء ذلك وهي لوحدها مع الغنم تشعر بالحزن فتأخذ بالبكاء وهي تغني: يا طوير طايرة في جبال عالية سلمن على أمي وأبوي وقلن جُبَيْنَةُ راعية ترعى غنم وترعى نوق وتقبل تحت الدالية فتسمعها الطيور والغنم والماشية فتجتمع حولها وتأخذ كلها بالبكاء معها. لاحظ الشاب، وكان ابن أمير، أن الغنم تذهب إلى المرعى في الصباح وتعود في المساء وهي لم تأكل شيئاً، وأخذت تضعف يوماً بعد يوم لقلة الأكل، قرر ابن الأمير أن يتبع الراعية السوداء إلى المرعى ليعرف ما يجري فوجد أن الفتاة عندما تصل إلى المرعى تجلس وتبدأ بالغناء. يا طيور طايرة في جبال عالية سلمن على أمي وأبوي وقلن جُبَيْنَةُ راعية ترعى غنم وترعى نوق وتقبل تحت الدالية فتتوقف الطيور والحيوانات عن الأكل وتأخذ بالبكاء مع الفتاة، وحتى ابن الأمير نفسه أخذ بالبكاء معها. في المساء عندما عادت الفتاة قال لها ابن الأمير: قولي الصدق، من أنت؟ ماذا جرى معك؟ اعترفت الفتاة وقالت: أنا أسمي جُبَيْنَةُ، وحدث معي كذا وكذا، وحكت له كل ما جرى معها. ثم ذهبت جُبَيْنَةُ فاغتسلت وأزالت اللون الأسود عن جسمها، وإذا بها جميلة كالقمر، فكتب ابن الأمير كتابه عليها، وأقاموا الأفراح والليالي الملاح، وتزوج ابن الأمير جُبَيْنَةُ. بعد الزواج أحضرت جُبَيْنَةُ أمها وأباها فعاشا معهما. ** ** ** رسوم 1 - حسين خالد حرب 2 - سندس صالح جعابر 3 - ياسمين أمين كسبة 4 - فرح محمود أبو حليلو