كعادته المتوارثه منذ تأسيسه أبى زعيم الأندية السعودية أن تطول فترة انتظار عشاقه للبطولات والإنجازات التي لا يتقن صناعتها سوى الهلال الذي أهدى جماهيره البطولة رقم «55» من أمام شقيقه النصر في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين. في النهائي الكبير امتلك الهلال كل الأسلحة التي تتيح له فرصة التفوق والانتصار، الأرض والجمهور والنجوم، هدير المدرجات الزرقاء المزلزل أشعل الحماس في نفوس نجوم الهلال حتى الدقيقة 119 و12 ثانية، والتي كان الهلال خلالها خاسراً (0/ 1) لتأتي رأسية جحفلي وتنقذ الهلال من خسارة لا يستحقها لتمتد المباراة إلى الركلات الترجيحية والتي جاءت لتنصف الهلال وتمنحه الانتصار الأغلى، حيث تألق وأبدع نجوم الزعيم في الركلات الترجيحية بهدوئهم وتركيزهم ودقة تصويبهم ليتوجوا بالذهب من خادم الحرمين الشريفين، بعد أن قدموا في هذه البطولة أداءً اشتاقت الجماهير الهلالية لرؤيته بعد سلسلة من المستويات والنتائج المتواضعة في الدوري، ولكن سرعان ما يعود هلال القمة لنشوة الانتصارات والإنجازات ومنصات التتويج فبعد رباعية الاتحاد في الدور نصف النهائي عادوا وأكدوا أحقيتهم وجدارتهم بالذهب من أمام المنافس التقليدي النصر. في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين ظهر الهلال كبيراً كعادته، نجومه بهروا جمهورهم وحيروا خصومهم، بالفن أرعبوهم وزادوا همومهم ومزقوا شباكهم وكانوا كا الأمواج الزرقاء التي تبتلع كل من يحاول الاقتراب منها هديرها لا يتوقف، وآمالها لا حدود لها، فالذهب والهلال صنوان لا يفترقان والتاريخ يشهد بأن الزعيم زعيماً للكرة السعودية ومنافسته على أرقامه في قائمة الأندية الأبطال باتت حلما صعب المنال ولن يتحقق لمنافسيه حتى يعلق الهلال مشاركاته في البطولات السعودية لعشرين سنة وهذا الحل الوحيد لكي يصلوا إلى ما وصل إليه الهلال من إنجازات. إذا حضر الهلال في النهائيات يكتمل الجمال ويكثر الجدال ويحتد النقاش بين محب للزعيم وبين من يتمنى سقوطه، لكن بين جنبات جوهرة الملاعب في جدة أبى الهلال إلا أن يكتمل بدرًا في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين ولا بد للكأس أن ترتمي في أحضان الهلال، فمهما طال الغياب فحتمًا ستعود بإذن الله، فهو عرَّابها وزعيمها وسيدها وكبير أنديتها بالفعل لا بالقول وتزوير البطولات الوهمية والإنجازات غير الواقعية وغير الرسمية. في النهائيات يبقى الهلال رقمًا صعبًا على كل من يحاول مجاراته وإيقافه ومنعه من تحقيق هواياته، وهذا لا يحدث إلا بأخطاء تحكيمية تقف حائلاً بين أماني وطموحات زعيم الأندية السعودية. لغة البطولات ومنذ تأسيس الرياضة السعودية لا يجيدها سوى الهلال، حيث كان زعيماً وصديقاً لكل الألقاب بمختلف أنواعها ومسمياتها سواءً البطولات المحلية أو الخارجية، وهذا لم يأت من فراغ، بل تحقق نتيجة رحلة طويلة من التأسيس السليم والعمل الجاد والتعاون المثمر بين الإدارات التي تولت مهام الإشراف على هذا النادي وبين أعضاء الشرف الفاعلين لتكتمل مسيرة النجاح الهلالي وتترجم الجهود الجبارة إلى نجاحات متوالية جنى ثمارها الهلال ومحبوه فكانوا في كل موسم يتبادلون التهاني لتحقيق رباعية أو ثلاثية أو ثنائية أو حتى بطولة واحدة، لكن من النادر أن يخرج الزعيم بلا بطولة إلا حينما يتعرض لعوامل تحكيمية خارجه عن إرادته. الزعامة صعبة أن ترى غير الهلال اسمًا لائقًا فهو حامل الرقم القياسي في عدد البطولات والنهائيات المتتالية خاصةً وأنه وصل لنهائي كأس سمو ولي العهد للمرة الثامنه على التوالي. هناك من يحاول العبث والتطاول على تاريخ وبطولات الهلال نراهم يتسابقون في ذلك، وقد لفظهم الزمن على أعتاب الحقد والحسد وعراهم التاريخ وفضحهم، نراهم يزورون التاريخ ويدلسون على جماهيرهم لتخفيف وطأة تحقيق الهلال للألقاب الكبيرة، فأخذ بعضهم يسعى ويقاتل من أجل التقليل من حجم البطولة وأنها تحققت بركلات الحظ، فيما حرص البعض الآخر للتقليل من حجم الفرق التي قابلت الهلال قبل تحقيقه للقب وتناسى أنه قابل الاتحاد والنصر. وفي الختام هنيئاً لكل الهلاليين رئيسا وأعضاء مجلس الإدارة وأعضاء الشرف وللجماهير الزرقاء ولكل من يحمل في قلبه حب الهلال لتحقيق هذه البطولة ووصولهم للرقم «55» في سلم البطولات، أثبتت مباراة الهلال والنصر الأخيرة أن الروح الرياضية حاضرة ولا يعكر صفوها سوى عبث بعض الاعلاميين المتعصبين لبث الحقد والكراهية بين اللاعبين، بينما الواقع الذي شاهدناه أكد أن اللاعبين حبايب داخل الملعب وخارجه، ومعسكر المنتخب الذي تلا مباراة الهلال والنصر خير شاهد على العلاقة القوية والمتينة التي تربط لاعبي الهلال والنصر.