قد يكون مدافع الهلال محمد جحفلي أسعد شخص في العالم ليلة لقاء فريقه بالنصر في نهائي كأس الملك ولما لا يكون كذلك وهو من خطف التعادل في الرمق الأخير للمباراة وغيّر مسار البطولة، قابلت جحفلي فوجدته نفس ذلك الرجل الذي حاورته عند انتقاله للهلال.. بسيط ومباشر وطموح، فكان لنا هذا الحوار الذي كشف فيه تفاصيل ذلك النهائي المثير: * حدثنا عما قبل المواجهة.. كيف كانت ليلة المباراة؟ - كنت في غرفتي مع زميلي فيصل درويش في معسكر النهائي، وقد كان فيصل يتكلم معي عن النهائي ويقول أنا أشعر بأنها هلالية، وكذلك كان نفس شعوري وللأمانة شعور كل لاعبي الهلال فقد كنا نطمح للقب ونريد مصالحة جماهيرنا. * ماذا كان يقول لك فيصل؟ - كان يرفع معنوياتي وكان يقول أنتم قدها كلاعبين أساسيين ويحفزني للمباراة. * أول ديربي لك خسرت وطردت بالأحمر، لم يكن ذلك سلبياً عليك كلاعب؟ - بصراحة مباريات الديربي كانت جديدة علي وقلة الخبرة وشد المباريات التنافسية كان السبب ولكن بعد المباراة وعندما يكون لديك قائدان مثل ياسر والشلهوب وكريري ودونيس والمفرج فسيكون الأمر مختلفا فقد أخرجوني من الجو اللي صار بأكمله وأعطوني درسا وتكلموا معي بإيجابية غير عادية وقالوا بأن الطريق ما زال طويلاً أمامي وأن لديّ فرصا كبيرة لفرض نفسي كنجم للفريق وفي مباراة النصر الأخيرة كنت أنتظر مباراة ديربي سواء نهائي أو غيره لأغير من شكلي أمام الجماهير في المباريات التنافسية ونجحت ولله الحمد. * كنت في قمة تركيزك بالنهائي.. ما السر؟ - كنت هادئا في الملعب وهذه نصيحة الشلهوب قبل المباراة وأخذت بها وكان يحرصني على الهدوء وقالوا لي انسَ كل شيء برا الملعب وكلما كنت أهدأ راح تلعب بشكل أفضل وهو ما حصل بالفعل. * هل شعرت باليأس في آخر لحظات المباراة؟ - أجواء جدة الرطبة والحارة لم تساعدنا على تقديم كل ما نملك وتمديد المباراة لأوقات إضافية أرهقنا ولم أشعر بالإحباط وكنت أقول ربما نعود في أي لحظة. * وكيف جاء الهدف.. ما قصته؟ - عندما حصلنا على ركلة ركنية تقدمت للمشاركة فيها ولما شاهدني زميلي سعود كريري متقدم للركنية وجهني بالعودة خوفاً من الهجمة المرتدة ولكن المدرب دونيس لاحظ توجيه كريري فوجهني بأن أتقدم وطلب من كريري ألا يوجهني بالعودة وكنت أشعر بأني سأسجل وكان هذا الشعور حقيقياً وليس كلاماً أقوله بعد التسجيل كنت أشعر بذلك بالفعل أنني سأسجل هدفا وعندما تخطتني الكرة في المرة الأولى كنت في قمة تركيزي وزميلي تياقو يعيدها لي مرة أخرى وارتميت عليها وسددتها برأسي وكان هناك أحد لاعبي النصر قد ضربني في رأسي وشعرت بألم ولكن عندما شاهدت الكرة تهز الشباك لم أفكر بالألم وذهبت للاحتفال ولا أتذكر كيف احتلفت، بل أتذكر أنني سجلت وهو الأهم بالنسبة لي بأن يعود الهلال للمباراة ونمددها لركلات الترجيح. * هل توقعت التفوق في ركلات الترجيح؟ - نعم، بصراحة تفاءلت بزميلي خالد شراحيلي لأنه حارس مميز ومتألق بالإضافة إلى أنني كنت على ثقة بأن اللاعبين لن يضيعوا ركلات الترجيح وهو ما تحقق ولله الحمد. * بالمناسبة كان هناك عبارات سخرية من جماهير النصر تجاهك قبل المباراة، هل كانت تصلك؟ - بالتأكيد سمعت عنها وقرأتها وفي جل وسائل التواصل الاجتماعي أصبح كل شيء متاح وقريب، وكانت تلك العبارات تزيدني إصراراً وحماساً وأعطتني دافعاً في المباراة. * أيضا بعد المباراة أصبح الهلاليون يرددون اسمك في كل مكان لإثارة النصراويين؟ - ضحك وقال بالفعل وهذا لا يغضبني بل هذه كرة القدم وهذه حلاوتها وفي الأخير نحن إخوان وأبارك لجماهير الهلال التي سعدت بي وأسعدتها ولله الحمد. * ماذا عن عائلتك كيف تعاطت مع المباراة والهدف الذي سجلته؟ - لا تتخيل فرحتهم بالهدف وفوز الهلال لدرجة أن بعض أفراد العائلة الذين لا يشجعون الهلال أصبحوا هلاليين متعصبين تعاطفاً معي. * في أول لقاء لك بعد انتقالك للهلال ومعنا في (الجزيرة) قلت ديقاو وكواك لن يقفا في وجهي للعب كأساسي ونجحت كيف حصل ذلك؟ - حصل ذلك بالاجتهاد في التمرين وكان يقول لي المدرب دونيس أنت تؤدي بشكل ممتاز في التمارين وستأخذ الفرصة ولكن المدافعين الأجانب مميزون، لذلك لا أستطيع أن أشركك حالياً كأساسي وفي مباراة فولاذ وبعد أن غاب كريري والفرج للإيقاف غيّر المدرب تكتيكه ولعب بثلاثة قلوب دفاع وعندها نجحت في تلك المباراة وبعد المباراة اجتمع المدرب مع اللاعبين في التمرين وقال أمامهم إن جحفلي قدم مستوى وتألق وإني سأغير خطتي وسأستمر باللعب بثلاثة قلوب دفاع وبصراحة هذا الأمر أسعدني من المدرب الذي قدر ظهوري بهذا المستوى واجتهادي وأنا أشكره كثيراً. * ما الفرق بين اللعب في الهلال عن الفيصلي؟ - الفريق والمجموعة في الهلال تلعب كرة قدم بشكل مبهر والإمكانات تفرق كثيرا في بناء الهجمة واللعب في الخلف وكل شيء وهنا لا أقلل من الفيصلي الذي أقدره كثيراً ولا أنسى هذا النادي الذي قدمني للكرة السعودية. * جمهور الهلال ماذا تقول لهم؟ - جمهور عظيم وأفتخر أني في يوم من الأيام لعبت أمام هذه الجماهير الهادرة التي تحرجنا بحضورها ومؤازرتها لنا في كل ملعب وكل مدينة وصدق من قال إنهم الرقم الصعب. * الكثير من الجماهير عملوا مقارنة بين هدفك في النصر وهدف سامي في الشباب عام 1418ه ماذا يعني لك ذلك؟ - مشاركة سامي في الذكريات أتشرف بها وذكر اسمي بجانب سامي شرف كبير لأن سامي الجابر اسم كبير في نادي الهلال والكرة السعودية. * ماذا تغير في حياتك بعد هدفك الأخير؟ - بعد الهدف هذا تغيرت حياتي كثيراً، الكل الآن يبحث عني لالتقاط الصور التذكارية معي ويسلم عليّ ويساندني ويشكرني وبكل صراحة في السابق كانت الجماهير الهلالية غير مهتمة بي كثيرا ولا ألومها لأن الهلال مليء بالنجوم ولكن جماهير الزعيم لم تكن قاسية معي بل على العكس كانت تمنحني الفرصة ولكن بعد الهدف تغير الأمر ودخلت قلوبهم وأشكرهم على كل ما قالوه عني وأتمنى أن أسعدهم دائما. * تهدي البطولة لمن؟ - لأمي وأبوي وعائلتي وجمهور الهلال والإدارة وأعضاء الشرف واللاعبين وأهديه للأمير عبدالرحمن بن مساعد الذي كنت أتمنى أنه معنا في النهائي ومحمد الحميداني وفهد المفرج وأهديه للمدرب الوطني القدير الحميدي العتيبي الذي كان معي في كل لحظة منذ أن بدأت كرة القدم.. وكذلك لوكيلي محمد الخليفة الذي لم يقصر معي. * من أول من هنأك بالبطولة؟ - أخوي الكبير ناصر وكان لاعبا في الهلال. * لاعبو الفيصلي هل تواصلوا معك بعد النهائي؟ - الأغلبية هنأوني بالفوز وكانوا متعاطفين مع الهلال في النهائي من أجلي فقد عشت معهم سنوات طويلة منذ الفئات السنية وكانت أيام رائعة. * يوجد أحد إخوانك لاعب في النصر؟ - بالفعل شقيقي عامر جحفلي يلعب في الأولمبي لفريق النصر ومركزه في الوسط وسينجح وأعتقد أنه سيكون لاعبا ذا شأن قريبا وتذكروا اسمه. * البعض يخشى عليك من الغرور بعد هذا الهدف واحتفاء الجماهير بك؟ - إن شاء الله لن يؤثر فيني وطموحي كبير جدا، وإن شاء الله أحقق كل البطولات مع الهلال والآسيوية وكذلك مع المنتخب السعودي الأول، ولن أتغير أعد جماهير الهلال بذلك بل سيكون تغيري للأفضل بتوفيق رب العالمين.