لقد أنعم الله على هذه البلاد المباركة بنعم كثيرة غزيرة، الأمن والأمان ورغد العيش والعدالة والوئام الذي يسود الحياة العامة بين المواطنين والتلاحم الحقيقي بين الراعي والرعية. ونعم أخرى منها ما نعلمها ومنها ما هو خفي لا ندركه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها. ولن يكون الوطن خالياً من المتربصين الحاقدين الذين يحرصون بشدة على أذية الوطن وإشعال نيران الفتنة وضرب الوطن بأي طريقة كانت فهمهم الوحيد هو نزع استقرار هذا البلد الطيب المبارك، حيث حاولوا كثيراً الاعتداء على المصالح الحكومية والاعتداء على القادة والمسؤولين، فزاد ذلك من إصرار المواطنين للوقوف صفاً واحداً مع قيادته في وجه الإرهاب والإرهابيين واتجاههم الآن نحو ضرب المجتمع بمكوناته بعضها ببعض، خطة يائسة بائسة تدل على إفلاس هؤلاء القتلة الفجرة فكان اعتداؤهم على المصلين أثناء صلاتهم بمسجد القديح اعتداءً سافراً غادراً منكراً ينم عن حقد دفين على هذا الوطن وأبنائه ومقدراته فاستهداف المساجد والجوامع محرم في حالة الحرب الضروس فما هو حكم هذا الفعل البشع والجرم الشنيع في حالة السلم والسلام. قال المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه (ولا تقتلوا راهباً في صومعته) وهذه من وصاياه في حال الحرب فما هو الظن بها في حالة السلم والاطمئنان. إن الوطن بقادته وأبنائه يعون حجم الكيد والمكر الذي يحاك ضد استقرار وأمن هذه البلاد الطاهرة، ومدركون لغاية أعدائه البغاة المعتدين الذين لا يتمنون لهذه البلاد وأبنائها أي خير. ولن يكون هذا الجرم مؤثراً على وحدة أبناء الوطن وعلى التمسك بهذه النعمة القيمة العظيمة نعمة التعاضد والتلاحم ووحدة الصف، فمثل هذه الأحداث والاعتداءات تزيد من الإصرار على الثبات صفا واحدا بوجه أعداء الوطن الغالي النفيس ومواجهتهم ورد كيدهم في نحورهم، اللهم احفظ علينا أمننا وأماننا وولاة أمورنا واستقرارنا من كيد الكائدين وحقد الحاقدين واكفناهم بما شئت وأنت السميع المجيب. سليمان بن علي الضالع - المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بالقصيم