** بعد الإعلان الرسمي الذي بادر به رئيس ريال مدريد السيد فلورنتينو بيريز خلال المؤتمر الصحفي الذي أُقيم خلال مجريات الأسبوع الماضي، والذي يقضي بإقالة السيد كارلو أنشيلوتي من منصبه مديراً فنياً للفريق الملكي، لم يحدد حتى الآن المدرب الإيطالي المحنك وجهته القادمة رغم أن العروض انهالت عليه من إيطاليا (عبر نادي ميلان)، وإنجلترا (عبر ناديي مانشستر سيتي وليفربول)، وكان أنشيلوتي قد صرح قائلاً: «إما تدريب ريال مدريد لموسم جديد أو الراحة لمدة عام». ** ذلك التصريح الذي دفع بعض وسائل الإعلام الإيطالية إلى أن تشير إلى عدم رغبة المدرب كارلو أنشيلوتي في تولي مهام الإشراف الفني على إيه سي ميلان (بيت أنشيلوتي الأول لاعباً ومدرباً)؛ وهو ما أخرج أنشيلوتي من صمته لأن يحدد سبب طلبه للراحة لمدة عام بعد أن قال: «إنني سأجري عملية في الرقبة لتخفيف الآلام التي أحس بها، وتؤثر سلبياً على حركة يدي وقدمي. وفي حال عودتي لإيطاليا فإني لن أتجه لتدريب أي فريق غير ميلان»؛ ليضع بذلك النقاط على الحروف. ولكن استمرار وسائل الإعلام في ربط اسم المدرب الإيطالي بأكثر من نادٍ إنجليزي دفع جالياني (المدير الرياضي والمسؤول عن التعاقدات في الروسونيري) إلى أن يطير إلى مدريد للتأكد من إقناع أنشيلوتي بتولي المهمة في ظل رغبة مالك النادي سيلفيو برليسكوني في إعادته لتدريب ميلان. ** صحيفة «آس سبورت» سألت جالياني عن زيارته لمدريد، وأفاد الذئب الخبير في سوق الانتقالات الكروية بأنه زار نادي أتليتكو مدريد فقط. وعندما سُئل عن المهاجم الكرواتي الدولي ماريو ماندزوكيتش أجابهم ضاحكاً بأنه «يعجبني»، دون أن يضيف أي كلمة تعكس فيما إذا كان مهتماً باللاعب أم لا. وعند عودته لإيطاليا تجمهر الإعلام الإيطالي على جالياني، وسأله عن أنشيلوتي، وأفاد بأن الرجل يحتاج لأسبوع لكي يتخذ قراره فيما إذا كان سيجري العملية أم سيتجه للتدريب. ورفض بعد ذلك جالياني الإدلاء بأية معلومات أخرى عن رحلته السريعة لإسبانيا. ** أنشيلوتي الذي وجد الدعم من قِبل لاعبيه (بقيادة كريستيانو رونالدو ورفاقه) قبل إقالته لم يتم إنصافه من قِبل مسؤولي ريال مدريد. ويتفق أنصار الفريق الملكي ولاعبوه على أن استمرار أنشيلوتي مع دعمه بلاعبين مميزين في سوق الانتقالات الصيفية القادمة سيعيد ريال مدريد لاعتلاء منصات التتويج بعد أن ابتعد عنها في الموسم الحالي. ولكن القرار قد اتُّخذ بما يحقق المصلحة العامة للميرنجي ولأنشيلوتي حسب وصف الرئيس بيريز. ** أعتقد أن ريال مدريد بإقالته لكارلو أنشيلوتي فقد عنصراً مهماً للغاية، وهو عنصر الاستقرار الفني، وبات الفريق يبحث الآن عن مدرب جديد يتولى مهام الإشراف فنياً على رونالدو ورفاقه. ويتصدر اسم المدرب الإسباني رافائيل بينتيز أسماء المدربين المرشحين لقيادة الدفة في سفينة الريال. وسيحتاج المدرب الجديد للوقت خلال المعسكر التدريبي الصيفي لتحديد النهج الذي سيطبقه مع اللاعبين. وسيبحث أيضاً المدرب الجديد بكل تأكيد عن تحقيق الثبات في التشكيل، وخلق الانسجام بينه وبين اللاعبين خارج وداخل المستطيل الأخضر؛ وهو ما قد يبعد الفريق الملكي عن مستواه الجيد الذي ظهر عليه خلال الموسم المنصرم، بعد أن أنهى منافسات الليغا في المركز الثاني بفارق نقطتين فقط عن المتوج باللقب (برشلونة)، وبعد موسم مليء بالإصابات المؤثرة التي عانى منها المدرب كارلو أنشيلوتي أكثر من أي شخص آخر داخل القلعة المدريدية. ** أعتقد أيضاً أن أنشيلوتي لا يرغب في العودة لتدريب ميلان لعوامل عدة.. أبرزها هو عدم تأهل الفريق لأي مسابقة أوروبية، إضافة لشك أنشيلوتي في جدية إدارة الفريق في دعم صفوفه بالشكل الذي يرضي طموحاته بوصفه مدرباً كبيراً. وفيما لو اتخذ أنشيلوتي قراره بالعمل على حساب الراحة - والعملية الجراحية - فإن وجهته بكل تأكيد ستكون إلى إنجلترا دون أن يتردد.