** يشهد الأسبوع الحالي مواجهة ديربي مدينة ميلانو ضمن منافسات بطولة الدوري الإيطالي لكرة القدم (سيريا أ) حيث يصطدم انترميلان (صاحب المركز العاشر) بغريمه التقليدي آي سي ميلان (صاحب المركز التاسع). ويعكس لنا ترتيب الفريقان في مسابقة الدوري مدى التخبط الذي يعاني منه كل منهما تحت قيادة الرئيس الإندونيسي إيريك توهير لنادي الإنتر، والرئيس الإيطالي سيلفيو برليسكوني لنادي ميلان. ** لم يحقق الرئيس الاندونيسي الآمال والطموحات التي كانت تنشدها جماهير «النيراتزوري» منذ توليه مهام الرئاسة وحتى يومنا الحاضر وسط تعاقدات أقل من عادية أجراها النادي في عهده القصير الذي بدأ ببداية منافسات الموسم الماضي، وقد يكون إعلان بناء الملعب الخاص بنادي الانتر والذي قيل بأنه سينتهي في عام 2019م هو أحد الأخبار المسكنة «للانتريستا» وسط تخبط ناديهم وتردي نتائجه وابتعاده عن المنافسة في الكالتشيو. إضافة لخبر الدعم المادي الكبير الذي خصصه ايريك توهير وقدر بمبلغ 60 مليون يورو لدعم صفوف الفريق في الصيف القادم بصفقات من شأنها أن تعيد للانتر هيبته المفقودة. ** في المقابل حقق الرئيس الإيطالي كل الآمال والطموحات التي كانت تحلم بها جماهير «الروسونيري» منذ توليه مهام الرئاسة وحتى يومنا هذا طوال 25 عاماً مضت كانت حافلة بالانجازات والبطولات بعد أن فاز خلالها نادي ميلان بثمان بطولات دوري، وخمس بطولات دوري أبطال أوروبي من بين 18 بطولة دوري وسبع بطولات دوري أبطال توج بها النادي خلال تاريخه الطويل. وتكمن المشكلة الحقيقية في توقف برليسكوني عن ضخ الأموال في النادي العملاق وعدم إهتمامه تماماً بدعم صفوف الفريق بلاعبين مميزين من شأنهم حمل لواء النادي في المنافسات المحلية والقارية (كما فعل برليسكوني سابقاً). ولم يتمكن أحد من تفسير ذلك الإهمال من قبل الرئيس الإيطالي بالرغم من اتفاق الجميع على معرفتهم وثقتهم بحب الرئيس وعشقه للونين الأحمر والأسود. ** مما سبق -وبشكل مختصر- يتضح لنا أن انترميلان يعاني ولكنه يحاول ويضع الحلول ويصدر القرارات التي من شأنها إصلاح أوضاع النادي المتردية. لكن في الطرف الأخر ميلان (لا حياة لمن تنادي) فالفريق يعاني ولكنه لا يحاول ولا يضع الحلول ولا يصدر القرارات وكأن شيئاً لم يكن، وكأن ميلان بتاريخه الطويل والعريق.. حاله حال جنوى وسامبدوريا وبقية أندية الوسط التي لا تستطيع أن تضع ميزانية تعيدها لاعتلاء منصات التتويج. ** عدم وضع ميزانية أو تخصيص مبلغ لدعم الفريق الميلاني هو السبب الرئيسي في هيجان الجمهور وشنه لحملة كبيرة ضد الرئيس برليسكوني بعد تعادل ميلان مع سامبدوريا في الجولة الماضية، وهو ما دفع «الميلانيستا» لارتداء قمصان كتب عليها للبيع.. وطالبوا برليسكوني ببيع النادي لمن يمتلك القدرة على الاستثمار فيه بدلاً من إهماله بهذه الطريقة المخزية، ولم تكتف الجماهير بذلك.. بل إنها أطلقت عبر موقع التواصل الاجتماعي توتير «هاشتقاً» كتبت فيه «أنقذوا آي سي ميلان». ومن اللافتات التي كتبت أيضاً: «رئيسنا العزيز.. بالنسبة لنا النادي أكثر أهمية». وأجمل ما في تلك الحملة هو صنع الجماهير للافتات صغيرة كتبت عليها أسماء النجوم العمالقة الذين مروا على تاريخ النادي أمثال مالديني، باريزي، فان باستن، ريكارد، جوليت، بوبان، جورج وياه.. والعديد من النجوم اللامعة الذين حققوا الكثير مع برليسكوني. ** الإستقرار الفني والإداري في انترميلان سيكون له الأثر الايجابي بكل تأكيد حتى وإن لم يحقق الانتر نتيجة إيجابية في مباراة الديربي.. بينما الفوضى الفنية والإهمال الإداري في ميلان ستنعكس سلباً على مستقبل الفريق مالم يتحرك الرئيس لإعادة الفريق لمكانته الطبيعية بين عمالقة القارة العجوز. ** الانتر الأقرب لكسب نتيجة الديربي.. وفيما لو تحقق عكس ذلك فإن إسم «ميلان العظيم» هو من ساهم في ذهاب النقاط الثلاث لرصيده.