جاءت حالة «المعاناة» التي تتزامن مع سعي الفتيات للتزين والتجمل بأساور الذهب والألماس، لتخلق مبتكرة ومبدعة يفخر بها تعليم القصيم، ساهمت في تخفيف حجم الاعتماد على الغير، وبشرت بمخترعة تضع قدمها على طريق التميز والإبداع. الاعتماد على النفس، وضرورة الانفكاك من مساعدات الغير في كثير من الأحايين، هي ما دعت بالطالبة رفا بنت عبد الله بنت عبد الكريم العثيم طالبة الصف الثاني ثانوي بالمدرسة العشرون «مقررات» بمدينة بريدة، لأن تحقق المركز الرابع على مستوى المملكة في مسار «ابتكار» للبنات، ليتم تكريمها في ختام منافسات الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي «إبداع 2015» في مساري البحث العلمي والابتكار، خلال الحفل الذي أقيم في مسرح جامعة الأميرة نورة بمدينة الرياض، مساء أول أمس. حيث كرم الدكتور حمد آل الشيخ نائب وزير التعليم للتعليم العام المكلف، أصحاب 72 مشروعا من الطلاب والطالبات الفائزين والفائزات بجوائز الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي «إبداع 2015» في مساري البحث العلمي والابتكار، والفائزين بالجوائز الخاصة المقدمة من 7 جهات، وذلك في الحفل الختامي للمهرجان السعودي للعلوم والإبداع. تتذكر الطالبة رفا العثيم تجربتها الُمتعِبة في لبس «إسوارتها» وحاجتها الدائمة لمساعدة أحد إفراد أسرتها في إحكام إغلاقها على معصم اليد، وهو تردد بيقين أن «الإبداع يخرج من رحم المعاناة» لتؤكد أن تلك الوقفات الجزئية لها، واللمحات الخاطفة، خلال محاولاتها في لبس الإسوارة، هي التي دعتها لأن تعقد العزم على إيجاد «مُبتَكر» يقضي على تلك المعضلة الحركية والمهارية التي تعاني منها معظم النساء والفتيات. وتتحدث رفا، بأنها أطلقت على اختراعها اسم «داوود كي» استذكاراً لمعجزة «مفتاح داوود» عليه السلام، ولاعتباره نوع من أنواع المفاتيح، والذي يتكون من ثلاثة أجزاء، منها الغطاء البلاستيكي الذي يمسكه المستخدم بذات اليد التي يراد إلباسها السوار، والمشرط الذي يصل بين الصنارة والغطاء، والسنارة التي تدخل بأحد حلقات السوار. مضيفة أن النموذج يعمل من خلال إدخال حلقة السوار بصنارة «داوودكي» وإمساكه بواسطة الغطاء البلاستيكي باستخدام ذات اليد التي ستلبسها السوار، ثم باليد الأخرى تتناول مفتاح السوار المتصل به وتربطه بحلقة السوار المتصلة بالسوار أيضًا، وهكذا بيسر وسرعة تامة. وتجيئ البيئة الحاضنة والمثالية التي احتوت الطالبة رفا العثيم، لتعزز من قيمة المجتمع المحيط بالطالب والطالبة، في تشكيل الإطار العام للنجاح والتميز، فوالدها الأكاديمي الدكتور عبد الله بن عبد الكريم العثيم، أستاذ التطوير التربوي المساعد، بجامعة القصيم سابقاً، وصاحب كتاب « أريد طفلي مبدعاً» ووالدتها صفية البراك المدربة المعتمدة بإدارة التدريب التربوي في الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة القصيم. وتقدم الطالبة رفا شكرها وتقديرها لمدير عام التربية والتعليم بالقصيم عبد الله الركيان، والمساعدة التعليمية «بنات» هيفاء اليوسف، وللمشرفة على نشاطها بالثانوية العشرون مقررات ببريدة معلمة الموهوبات ليلى السليم، ونائبة مسار ابتكار تهاني الميموني، ونائبة مسار البحث العلمي هند النويصري، على دعمهم ومساندتهم لها خلال مشوارها البحثي والابتكاري. من جانبه قدم المدير العام تهانيه وتباريكه للأسرة التعليمية في القصيم على تحقيق الطالبة رفا العثيم لهذا المركز المتقدم في مسابقة الأولمبياد الوطني، وهو ما عكس الجهود الكبيرة المقدمة من قبل البيت والأسرة والمدرسة تجاه رعاية وتنشئة مثل تلك العقول المبتكرة والمبدعة، وهو تأكيد على أن البيئة التعليمية في القصيم ولادة للإبداع.