خبر مؤلم وموجع جدا وفي يوم محزن ومؤثر في أجواء حلقة مدارس الشيخ ابن صغير -رحمه الله- لتحفيظ القرآن الكريم في حي الشفاء بمحافظة الرس، الذي عم فيه الحزن بوفاة تلميذ ومعلم الحلقة الشاب (يزيد بن عبدالرحمن البلي) -يرحمه الله- الذي لقي وجه ربه في حادث مفجع وهو في طريقه لحفر الباطن لأداء عمله كمعلم، الذي عيّن فيه حديثا في إحدى مدارسها، وكعادته قضى إجازة الأسبوع بين أهله وأقاربه ليودعهم الوداع الأخير وهو ابن الخامسة والعشرين من العمر، قضاها في طاعة الله ودراسة وحفظ كتاب الله، وهو الشاب الذي بحق ولا نزكي على الله أحداً بأنه شاب نشأ في طاعة الله مطيعا لولديه مخلصا في أداء عمله في حلقة القرآن طوال ثماني سنوات، تخرج على يديه عدد من حفظة كتاب الله، ولقد تأثر الكثير لفقده وخاصة زملاء وجيران الحلقة، وإنني أتذكره يوميا، وخاصة بعد صلاة العصر وهو قادم للحلقة وهو يقابلك بابتسامته المعهودة التي كانت لا تفارق محياه، وتزيدنا عبرة وطاعة في تقوية الإيمان والإخلاص له سبحانه وتعالى بأن هذه الدنيا دار ممر والآخرة هي دار القرار، نسأل الله أن يختم لنا جميعا في هذه الدنيا بكل خير وأن يرزقنا جنات النعيم، وقد كان لي لقاء مع مدير الحلقة الأستاذ ثامر بن محمد العطا الله الذي تحدث ووضح عليه التأثر والحزن، وقال بداية لا نقول إلا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، وكل نفس سوف تلاقي ربها ولن يبقى إلا وجه الكريم لقوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}، وقال لقد كان خبر وفاة (يزيد البلي) وهو أحد الطلاب ثم من معلمي مجمع ابن صغير -رحمه الله-، كان فراقه له أثر على نفسي شديد، وعزاؤنا أنه من العاملين المخلصين المشهود لهم في هذا المجمع المبارك أكثر من ثماني سنوات، لم يتغيب أو يتوانَ أو يستبدل غير كتاب الله وخدمته، رغم ما عرض عليه من وظائف ومرتبات دنيوية إلا أنه كان يأتي للعمل خدمة لهذا الكتاب العظيم، حقيقة (يزيد) الرجل التقي النقي الطاهر الذي لا يعلم بأعماله وجهوده في هذا المجمع إلا من كان عاكفا للعمل بعد مغادرة الجميع وأخص منهم الأقربين منه، رحمك الله يا يزيد ونحن شهداء الله في أرضه، وكان خبر وفاته له أثر بالغ على الجميع، وعاش أبناء الحلقة أيام حزن على فراقه، وما عهدنا منه إلا الإخلاص والوفاء وأحسبه والله حسبه أنه شاب نشأ في طاعة الله، ولله ما أذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار، (اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها، اللهم ارحمه فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض، اللهم قه عذابك يوم تبعث عبادك، اللهم انقله من ضيق اللحود ومن مراتع الدود إلى جناتك جنات الخلود لا إله إلا أنت يا حنان يا منان يا بديع السموات والأرض، تغمده بواسع رحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم الهم أهله وذويه الصبر والسلوان {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.