رجحت منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» أمس أن يكون الطلب العالمي على خام المنظمة في العام المقبل أقل من المتوقع وأقل بكثير من مستويات الإنتاج الحالية، مشيرة إلى فائض كبير في المعروض في ظل استمرار مستويات الإنتاج الحالية للمنظمة وطفرة النفط الصخري في الولاياتالمتحدة. وتوقعت «أوبك» في تقريرها الشهري انخفاض الطلب على نفطها إلى 28.92 مليون برميل يوميا في 2015 بما يقل 280 ألف برميل عن توقعاتها السابقة. وتقل التقديرات الجديدة للطلب عن مستوى الانتاج الحالي بأكثر من مليون برميل يوميا. أمام ذلك، تجاهل وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي تلميحات إلى أن المملكة قد تخفض الإنتاج لوقف انهيار الأسعار، قائلا: إن انتاج السعودية ظل مستقرا خلال الشهر الماضي. وردا على سؤال عما إذا كان يعتقد أنه سيكون من الضروري خفض الإنتاج قبل اجتماع «أوبك» القادم المقرر في يونيو قال «لماذا ينبغي لنا خفض الانتاج؟». جاء ذلك في تصريحات للصحفيين أمس على هامش مؤتمر سنوي للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ في ليما عاصمة بيرو، وهي الأولى للنعيمي بشأن السوق منذ اجتماع «أوبك» في 27 من نوفمبر الماضي حين قاوم دعوات لخفض الإنتاج. وتمسك النعيمي بما أعلن في السابق وهو أن السوق ستترك لتوازن نفسها دون تدخل المملكة. ورغم تراجع أسعار النفط أكثر من عشرة دولارات منذ اجتماع فيينا لم يبد النعيمي أي قلق، وقال: إن إنتاج المملكة بلغ 9.6 - 9.7 مليون برميل يوميا في نوفمبر وهو رقم يتسق مع تقديرات أكتوبر. وأضاف «لن يتغير هذا إلا إذا طلب زبائن آخرون المزيد من النفط». وعند سؤاله هل تعاني السوق من تخمة في المعروض رد قائلا «يمكنك أن تعرف من السعر»، مضيفا «أنتم من بلدان رأسمالية، تعلمون ما تفعله السوق بالنسبة لأي سلعة.. ماذا تفعل؟ إنها ترتفع وتنخفض.. ترتفع وتنخفض». وعندما سئل عما إذا كان يشعر بالقلق بشأن أسعار النفط، قال «هل رأيتموني قلقا قط؟». ووسعت أسعار النفط خسائرها المستمرة منذ شهور عقب اجتماع «أوبك» وهوت أمس لأقل مستوى في أكثر من خمس سنوات دون 65 دولارا للبرميل. وبالعودة لتقرير «أوبك» الشهري، فقد قلص توقعاته لنمو الطلب العالمي في 2015 بسبب توقعات أضعف بالنسبة لأوروبا وآسيا وتوقع نمو المعروض من النفط الصخري ومن خارج»أوبك»، لكنه قال إن النمو قد يتباطأ إذا استمرت الأسعار منخفضة. وذكر التقرير «إذا استمر التراجع الحالي في أسعار الخام لفترة أطول فإنه سيؤثر على المعروض من خارج أوبك في 2015 خاصة النمو المتوقع في النفط الصخري». ورغم ذلك أشار التقرير إلى أنه في ظل إنتاج «أوبك» 30.05 مليون برميل في نوفمبر وفقا لمصادر ثانوية استشهد بها التقرير سيشهد السوق فائضا قدره 1.13 مليون برميل في 2015 و1.83 مليون برميل في النصف الأول من العام. ومن المتوقع أن يكون متوسط الطلب على نفط أوبك في العام المقبل الأقل منذ بلغ 28.15 مليون برميل في عام 2004 وذلك بناء على تقارير ديسمبر التي تنشرها المنظمة على موقعها الإلكتروني كل عام.