استؤنف قصف مدفعي عنيف صباح أمس الثلاثاء في محيط مطار دونيتسك معقل انفصاليي شرق أوكرانيا الذي يخشى سكانه سقوط اتفاق وقف إطلاق النار الهش بعد إعلان كييف مراجعة التزاماتها بالسلام، وفق ما أفاد مراسلو فرانس برس. وقالت تاتيانا فيكتوروفنا التي تسكن على مسافة بعض مئات الأمتار من المطار الذي تدور من حوله معارك منذ عدة أشهر رغم اتفاق وقف إطلاق النار المبرم منذ شهرين، متحدثة لفرانس برس «بدأ قصف عنيف بالمدفعية هذا الصباح في الساعة 6.30 وخلال الليل سمعنا عيارات متقطعة، إنه جحيم!». ومنذ أن أعلن الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو أن كييف ستعيد النظر في التزاماتها بالسلام غداة الانتخابات التي جرت في المناطق الانفصالية الأحد، اعتبر عديدون في دونيتسك أن هذه التصريحات تعني نهاية الهدنة التي سمحت بخفض حدة المعارك في القسم الأكبر من المنطقة التي تدور فيها المواجهات. واعتبر ايفان سيرغيفتش من سكان دونيتسك أن «بوروشنكو قال إنه سيغير سياسته، من الواضح أن المعارك ستستأنف». وبعد ستة أشهر من بداية نزاع خلف حتى الآن أكثر من أربعة آلاف قتيل، انتخبت جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك المعلنتان من طرف واحد، الأحد «رئيسيهما» و»برلمانيهما». وسيعقد مجلس الأمن الوطني والدفاع الذي يرأسه رئيس أوكرانيا اجتماعا في الساعة 15.00 تغ في كييف لاقرار اجراءات عقابية تريد الحكومة المركزية اتخاذها في هذا السياق. في ذات الشأن أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تمسكها بالعقوبات التي يفرضها الغرب ضد روسيا، عقب التطورات الأخيرة في شرق أوكرانيا. وقالت ميركل اليوم الثلاثاء في مؤتمر أرباب العمل في برلين: «لا يوجد سبب حالياً لإلغاء تلك العقوبات». واعتبرت ميركل الانتخابات التي أجراها انفصاليون موالون لروسيا في منطقتي دونيتسك ولوجانسك شرقي أوكرانيا «غير شرعية».وطالبت ميركل روسيا بالتأثير بشكل أقوى على الانفصاليين في أوكرانيا، وقالت: «روسيا لا تعمل هنا بالشكل الذي نأمله».وأكدت ميركل ضرورة الالتزام باتفاقيات مينسك، موضحة أن حكومتها لا تزال تسعى إلى حل دبلوماسي للأزمة.