لم تعد مقول «اليمن السعيد» اليوم بذات الكلمة الشاعرية التي كان يرددها العرب كلما أتت سيرة اليمن. بلد البن والفن بصفاته وأشكاله.. اليمن الجار. اليوم دهته صروف الليالي والمحن التي توالت عليه لتمزق وحدته بإثارة النعرات الطائفية والقبلية التي تشكل رأس الحربة في اليمن المدجج بالسلاح والتعصب القبلي. اليمن اليوم.. في مهب الرياح العاتية المدمرة لوحدة اليمن بكامل كيانه ومكوناته التاريخية والسياسية والاقتصادية والثقافية. فما بال حال اليوم تلعب به القبلية والطائفية التي تآمرت على تقويض صروحه الشامخة.. وجعله تحت مضلة الانتماء الطائفي للارتماء بحضن المذهب الفارسي الأثني عشر.. والتنكر للبلد الأم اليمن الذي أقلتهم أرضه ونشئوا وترعرعوا ورعوا من خيراته. أنه النكران المبين بل الخيانة العظمى للوطن اليمن.. أنهم الحوثيون. الحوثيون.. هم المعزوفة النشاز ومصدر اشمئزاز عند الشعب اليمني الذين سببوا لهم القلاقل في بلدهم الذي قلنا عنه «اليمن السعيد» ست حروب مضت بين الدولة والحوثيين. والتي لم تثن هذه الحروب عزمهم الشرير لتقويض صرح اليمن وجعله تحت الوصاية الفارسية. وهاهم اليوم يعودون للعبث المبرمج بالتوجيه الفارسي للاستيلاء على العاصمة صنعاء والتمدد بالمحافظات, وهاهم يحكمون قبضتهم على أكبر ميناء بالبلاد ميناء «الحديدة» لتكملة السيناريو الإيراني بالتحكم بباب المندب الممر البحري الإقليمي الدولي.. لضمان المد الإيراني المساند لزعزعة الدولة اليمنية. إيران ماذا تريد من اليمن..؟ تريد أن تجعل من صعدة بؤرة حزبية ثالثة كبؤرتي العراق والجنوب اللبناني تحت نفس المسمى السيئ السمعة -حزب الشيطان- هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تريد أن تضمن مضايقتها للدول الخليجية في مقدمتها السعودية.. لتكملة تهديد الخليج في كلا من العراق واليمن.. أنه لذكاء إيراني خبيث ظلت تنسج خيوط التمدد بنفس طويل, حيث هي الآن في مركزية التحكم التام في عراق الرافدين واليمن. فضلاً عن تحكمها الدائم بلبنان والتخريب بشأن حريته وعروبته. دول الخليج حاولت بشت الطرق والإغراءات المعنوية والمادية تجنب اليمن مغبة الوقوع بالفك الفارسي. ولكن كما يقال «سبق السيف العذل» أن لم يكن العزل.. فشلت دول الخليج في أحتوى تداعي الكارثة اليمنية. رغم كل الجهود المبذولة من قبل اللجان الخليجية التي تطير بين ضحية وعشاها لتهدئة الوضع اليمني. ولكن كل المهدئات الخليجية أفشلت تحت خديعة الحوثيين لهم مما أصابهم بدهشة مصحوبة بفيض من غيض!! نسأل الله العلي القدير أن يجنب اليمن ويلات الحروب الطائفية.. وأن يبقى بلداً حراً سعيداً. وهذا كل ما نتمناه لليمن الشقيق.