من الظواهر غير الحسنة الشائعة في قائمة من السلوك التي كشفتها مواقع التواصل ظهرت لدى كثير من أفراد المجتمع أضيفت ظاهرة سوء التفسير..، وفساد التأويل لكثير مما يقرأونه, أو يسمعونه، أو يصوّرونه ومن ثم يشيعونه على الملأ..، ومن ثم يذهبون ينشئون عنه الروابط، ويتسابقون في إعادتها، والتعليق عليها، وفي كثير بأساليب ركيكة، ولغة مفرغة من القيم، وبألفاظ سوقية، أو جارحة، أو فاضحة، منها تتحسر على ما كنا نظنه من خيرية كل الأفراد، وأدبهم، وحسن خلقهم، وخلو صدورهم من الغش والحقد، والضغينة.. فالحب الذي دعت إليه مسالك التعامل بما جاء عن رسول الهدى عليه الصلاة والسلام بين الناس وجعله مدار الإيمان في الصدور حين قال: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» مفاده أن من لا يحب لنفسه أن تُساء مراميه مما يقول، ويفعل، أو لا تُفهم خطأ مقاصده مما يوجه إليه, وينصح به، أو يكتب، ولا يرغب في أن يقع تحت طائلة الإشاعات، والتشهير، واللوك والأذى، فإنه أيضاً بإيمانه يفترض أنه لا يحب أن يقع أيٌ من هذا على الآخرين عرفهم، أو لا يعرفهم، يتفق معهم، أو يختلف..، لا من قبله، ولا من آخرين.., ذلك لأن صدق الإيمان محبة الرحمن، ومحبته تعالى تفضي إلى التراحم بين الناس، وأول مبادئ، وسلوك التراحم حماية الناس بعضها بعضاً من أذى التأويل، وقلب المفاهيم، وتحميل المقاصد غير ما تحتمله من التفسير، في كل ما يصدر عن الواحد، والآخر.. لاحظت هذه الظاهرة بانتشارها على ملأ التواصل وأساليبه.. وبأعداد تجلب الحسرة، وتوقظ الأسئلة.. إنها ظاهرة تتفشى على الرغم من أن هناك ضوابط َ قد صدرت رسمياً ذات عقوبات..، إلا أن أصحابها يتمادون تنأى مسالكهم عن الاقتداء الصادق بما هدى إليه الدين من السلوك، بل مما تقره الأخلاق في جميع الشرائع، ومنظومات الفضائل بين البشر قاطبة على الأرض.. ويتساءل من الناس من يتساءل كيف تمارس أخلاق المسلم بين أفراد الشعوب الراقية..؟، بينما تعج في المجتمع نماذج لا هوية لسلوكها..؟ لأولئك الذين يشوهون بهذه الظاهرة نقاء الظن، أن يكافحوا ضعف نفوسهم بتهذيبها، والعمل على رقيها، وتطهيرها.. فهي توجع، وتؤلم..، وتطمس الألوان المشرقة بظلمة تجاوزها ..