نفحة من هذا اليوم, يا عرفات.. «3»

اليوم عرفات, اليوم مكة تفتح لاتجاهات القبلة في أرض الله الواسعة أواصرها..
اليوم تتجه لها الأعناق وتشرئب بطموحها نحو السماء..
اليوم كلهم ملابس بيضاء يتحررون بها عن اختلافات الطبقات والألوان والقدرات..
اليوم كلهم حفاة عراة يرتجون رحمة رب السماء..
اليوم حج الله الأكبر يجتمع فيه كل من استطاع إليه سبيلا..
مكة كلها عرفات اليوم..,
تفتح بواباتها هذه البلاد لتقول للعالم كله:
الطريق لهنا لن تُغلق أبدا..,
فقد أسلمنا الله المكان والرسالة.., بعث فينا الإسلام، وشرف الأولية فيه..,
كلفنا بخدمته فخصنا.., وخصنا بالتكليف فشرفنا..
هنا الملاذ لكل المؤمنين المسلمين،
هنا الاختيار الأعظم لخير أمة أخرجت للأرض..
اليوم مكة كلها عرفات..,
حيث الدعوة السماوية أطلقت, والنبي المختار ولد وترعرع, والخلفاء الراشدون، والصحابة الأكرمين تعاضدوا..
صلى الله عليه وسلم، ورضي عنهم جميعهم.
اليوم عرفات مكة, مصدر الهجرة، وموئل الدعوة, ونُزل الوحي, ومكمن الشعائر..تلمَّ الأجساد، والأرواح، والأنفس, والوجدان, والعقول, والقلوب على هيئة واحدة..، فثراها مسجدٌ، وبطحاؤها مرقدٌ, وحصْيها مَضربٌ.., وزمزمها سقيا..
فاجعل اللهم هذا المكان آمنا مطمئنا, واسعا رغدا, عليل الهواء منعما, لكل الوافدين لطاعتك..
من تباهي بهم ملائكتك..
بارك اللهم حجهم، و أجب دعاءهم..
ضاعف اللهم أجرهم، وحقق قبولهم، ويسر طاعتهم، وأعنهم على غربتهم بالأنس فيها مكة عرفات..
اللهم الرضا منك..يارب..
فارض عنا أجمعين، يا كبير يا الله في كل الأوقات أكبر..
لا تردهم خائبين ولا خاسرين..