مقدس بكعبته... قارة بمساحته... معين بذهبه الأسود... شامخ بقادته... قوي برجالاته ومواطنيه... «وطن» شهد أحداث كفاح مشرفة سطرها تاريخه، ودارت على امتداد جغرافيته سهلاً وجبلاً، معلنة فجرا جديدا، ومولد أمة.وطن.. من الظلم أن نختزله في ذكرى أو في مقال أو في لوحة، فقد استعصى على الأقلام لتدون منجزه الضخم، و ضاقت الصفحات باستيعاب مراحل تأسيسه ونشأته، ولكن القلوب لم تضق بحبه، وطن استوطن حبه قلوب قادته ومواطنيه في نجد التأسيس، وفي الشرق المتدفق، وفي الجنوب الأشد، وفي الشمال الأشم، وفي الغرب المُشرَف، فنسجت تلك المحبة ملحمة وطنية قلما يُرى لها مثيل، بدأت ببطولة ملك مؤسس حول خوف المكان إلى واحة أمن، فحل العلم مكان الجهل، والغنى محل الفقر، والصحة مكان المرض، فأضحى الوطن قبلة المليار مسلم، وتوالى الإنجاز والعطاء بإخلاص ملوك صالحين، ضربوا أروع الأمثلة في خدمة وتنمية الأرض والإنسان، إلى أن تبوأت المملكة مركزا مرموقا في التنمية في مجالات عدة، رغم قصر عمرها الزمني. في الذكرى الرابعة والثمانين نحتفل بيوم الوطن، وحُق لنا ذلك.. فقد رسم قادة البلاد ومواطنيها لوحة نادرة من الولاء واللحمة في أوضاع مضطربة تحيط بالوطن، فأسكتوا ألسنة المندسين، وكان الوطن فوق كل شيء، إذ وقف الجميع صفا واحدا ضد من يحاول النيل من أمنه، بل واستشهد البعض من رجاله في سبيل استقراره. وفي هذه الذكرى تتضاعف علينا المسؤولية نحن رجال التربية والتعليم، حيال تنمية المواطنة لدى النشء، وتعزيز الولاء للقيادة، واستشعار منجزات الوطن ومقدراته. ولاء نجدده لقائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهد الأمين، وسمو ولي ولي العهد وتهنئة نرفعها لمقامهم الكريم بحلول هذه الذكرى، قاطعين العهد على أنفسنا بمواصلة بناء الوطن، في ظل توجيه ودعم سمو وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل، وسمو أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد.