حسناً فعلت الإدارة الشبابية وهي تقدم رسمياً شكوى للجنة الانضباط على ما تفوهت به الرابطة الأهلاوية تجاه حارس المنتخب الأول والفريق الشبابي المبدع وليد عبد الله.. حيث وصفته وعبر المايكات وبترديد جماعي بلفظ يعف اللسان عن ذكره. وهو اللفظ الذي سمعه الجميع عبر مقطع مصور تم تداوله بكثافة عبرشبكات التواصل الاجتماعي.. في حين وكعادتها ومن تجارب سابقة كانت لجنة الانضباط هي الوحيدة الذي لم تسمع ولم تر وحتما لن تُصدر قرارا أو تتكلم.. ولذا اضطرت معه إدارة الأمير خالد بن سعد للتقدم بشكوى رسمية لتضع لجنة الانضباط أمام مسؤولياتها.. ولتحفظ حقوق لاعبها.. خصوصاً وأن كل المقاطع الذي تم عرضها للحادثة تؤكد أن اللاعب تعامل برقي حقيقي مع تلك التجاوزات. ويبدو للمتابع الرياضي ومن أحداث سابقة ومتعددة وللأسف متكررة أن لجنة الانضباط تكيل بمكيالين في قراراته.. بل إن عودة للوراء قليلاً تجعلنا نقع بفخ ما يردده بعض الجماهير وهي أن الفريق الأهلاوي لديه حظوة خاصة لدى اللجنة.. ولن أعود لحكاية رفع النقود من قبل الجماهير قبل ثلاثة أعوام، فهناك ربما من سيخرج ويبرر بأن ذلك الحدث كان في عهدة لجنة سابقة.. لكني أتساءل كغيري: أين كانت عقوبات هذه اللجنة تحديداً وبرئيسها الحالي وهي ترى تجاوز الجمهور الأهلاوي بنهائي كأس الملك وبحضور القيادة.. عندما قامت بقذف الإدارة الشبابية وقتئذ قبل المباراة.. وإصابة حسن معاذ بقارورة أثناءها؟!.. لكن للأسف مر ما حدث وعلى مرأى من الجميع مرور الكرام على اللجنة.. وكأن على رأسها الطير. ولذا فلن نستغرب أن تراق الكثير من الاستفهامات ويسأل الكثير من الحبرحول عمل هذه اللجنة.. والتي نُقضت أهم قراراتها العام الماضي فيما عرف بقضية السي دي ثم معاقبتها للرئيس السابق خالد البلطان.. حيث اتضح الضعف في التكييف القانوني للحالتين.. فضلاً عن الاستناد على أدلة لم يكن بعضها موجودا.. علاوة على تجاوزها للكثير من الأحداث في الموسم المنصرم كتصريحات رؤساء العديد من الأندية والتي كانت تقدح بنزاهة المنافسة.. قبل أن تهرول نهايته انتصاراً لرئيس اتحادها.. وهذا الكلام ليس إنشائياً أو استنتاجاً مني.. لكنه ورد على لسان عضو اللجنة الإعلامية الأستاذ حسين الشريف حيث ذكر في صحيفته أن الاتحاد هدد لجنة الانضباط بالحل إن لم تتدخل وتعاقب البلطان. الغريب العجيب أنه مع هذا الكم الهائل من الأخطاء والملاحظات على عمل اللجنة في العام الماضي وبداية هذا العام.. إلا أننا لم نشاهد حراكاً إعلامياً حولها.. أو حتى التوقف عند جوانب تقصيرها.. بخلاف ما يحدث الآن مع لجنة الاحتراف.. فالبرامج جيشت لهذه المعركة.. والإعلاميون أصبحوا جنداً لخدمة هذه القضية.. ولست هنا أعترض على تبيان الحقيقة بل على العكس نطالب بالشفافية وإيضاح كل الملابسات.. لكن موطن استغرابي أن التعاطي كان مبالغاً فيه تجاه الاحتراف.. عكس الصمت المطبق أو يكاد حول كوارث لجنة الحكام مثلاً.. أو قرارات لجنة الانضباط.. حيث كان المرور عليها على استحياء.. وهناك ممن حمل القلم الآن تجاه البرقان وحجته البحث عن الحقيقة.. هو ذاته من وضع رأسه في الرمل العام الماضي، وكان ما يحدث إذ ذاك - من لجنتي الانضباط والحكام - برداً وسلاماً عليه. من هنا وهناك - حادثة سقوط ناشئ اتحادي في الملعب ووفاته رحمه الله دليل كبير على ما نعانيه من تهاون.. فرغم أن هذا الأمر حدث سابقاً.. إلا أنه للأسف لازال بعض المسؤولين والعاملين في الأندية مستهترين بأرواح البشر.. وكالعادة ستتحدث البرامج يوماً أو يومين أو حتى أسبوع.. وسيصرح المسؤول بتشكيل لجنة للتحقيق.. ثم تمضي الحكاية كسابقاتها لتعود لتطل بوجهها مستقبلاً وبلا أي حلول جذرية.. إلى متى؟ - مع هذا الجو المشحون في الرياضة.. والدخان الذي يعكرصفو التنافس الشريف من تشكيك في الضمائر واتهامات بالذمم.. يظهر لنا بين فينة وأخرى رئيس حطين الأستاذ فيصل مدخلي بعفويته سواء بالتصاريح أوحتى بالاحتفالات ليقدم لنا صورة جميلة نحتاج إليها.. لتعيدنا إلى مربع أن الكرة بالأخير هي ترفيه ويجب ألا تخرج من هذا الإطار.. كرة القدم أجمل بعيداً عن الرسميات وبمنأى عن الاتهامات. - لازالت عدسات المخرجين في كثير من لقاءات الشباب تتجاهل الحضور الجيد لجمهوره في الكثير من المباريات.. وهذه الشكوى ليست وليدة اليوم.. بل أصبحت أشبه بالصدى الذي يتكرركلما كان الحضوركبيراً، ولعل آخر ذلك هو تهميش الكاميرات للجمهور الأبيض في ملعب الجوهرة رغم أنه ملأ المنطقة المخصصة له وبشكل لافت. خاتمة: قيل: قد ينصحك شخص بأمر وهو لا يفعله.. ليس لأنه متناقض.. بل ربما تمنى لك الخير في أمر لم يستطع فعله.