في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن والمدلهمات وتداعت علينا الأمم من كل صوب وحدب، وتكالب علينا الأعداء من كل مكان لابد لنا من وقفة تأمل وحذر وانتباه لما يدور حولنا في هذه البلاد المباركة، ومعرفة الصديق من العدو، وماذا يجب علينا فعله عند ظهور الفتن وتلاطم الأمواج والرياح العاتية؟ خاصة ونحن نرى من حولنا قد وقعوا في تلك الفتن وأصبحوا في حيرة من أمرهم بعد أن أصبحت بلادهم مرتعا للحروب والاختلاف، وتبدل أمنهم خوفا، وغناهم فقرا، وهكذا يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار. إننا على خطر إن لم نتدارك الأمر ونفكر كيف النجاة من تلك الفتن التي باتت قريبة منا، وتكاد تقع وتكون بين أظهرنا بل إن بعضها قد وقع حقا، ولاشك أن المسلم الحق ليس له نجاة من الفتن إلا بالتمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الذي أمرنا بذلك، ونبذ الخلافات بتوحيد الصف وجمع الكلمة، ووضع أيدينا في أيدي دولتنا حفظها الله التي تسعى جاهدة لوحدة الصف واستمرار الأمن وما نحن فيه من رغد العيش، ونكون صادقين في نصحنا وتوجيهنا وفي الحب والقرب من حكامنا وكل ذلك في صالحنا جميعا، ووالله ثم والله لن نجد مثل حكومتنا في تعاملها وتحقيقها لشرع الله، والحرص على استتباب الأمن، والبقاء بأمن وأمان ورغد من العيش، وهذا أمر يشاهده الجميع على أرض الواقع حتى أصبحت بلادنا ملاذا آمنا لكل من أراد العيش الرغيد والأمن وراحة البال وطمأنينة القلب، وعبر هذه الصحيفة الرائدة جزيرة الخير والعطاء أناشد كل مواطن غيور على بلاده ويحب أن تبقى سليمة من الردى، ويرغب استمرار هذا الخير العميم الذي لا يوجد إلا فقط في بلادنا بلاد الحرمين ومهبط الوحيين أن يدعو الله أن يديم هذا الخير العظيم، ويبتعد كل عن المعاصي التي هي سبب رئيس في حلول النقم والعذاب من رب الأرباب، ويرفع أكف الضراعة للمولى أن يحفظ حكامنا وعموم بلادنا من كل متربص وحاقد يريد المساس بهم وبهذه الأرض المباركة، ممن تلبسوا بلباس الإسلام وهم أعداء له ولبلادنا سواء أكانوا من أبناء جلدتنا ويعيشون بين أظهرنا أومن خارج هذه البلاد، وقد رأينا وللأسف الشديد من حاول ذلك ممن امتلأ قلبه حقدا من أصحاب الفكر المنحرف كالخوارج وغيرهم، وكذلك ممن يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ممن ينادون بالليل والنهار بتغيير ملامح هذا الدين، ويطالبون الدولة بتطبيق ماهو مخالف للشرع الحنيف سواء بطريق مباشر أو غير مباشر، وما نراه بين الفينة والأخرى من أصحاب الفكر الضال وغيرهم دليل قاطع على الخطر الذي يحيط بنا من تخطيط وتدبير وتدمير وتفجير وتسيير للأمور على أهوائهم، وكتابات سيئة تريد الهدم والقضاء على معالم هذا الدين وتشويه صورته وصورة بلادنا المباركة التي شرفها الله بالحرمين وبحكام مخلصين لشرع الله محكمين وبه عاملين، وياليتنا نفوق من سباتنا وندرك حجم هذا الخطر ونعمل جاهدين على الوقوف ضد هؤلاء قبل أن نؤخذ على حين غرة فنندم وحينها لا ينفعنا ندمنا بتوحيد الصف وقمع كل من يسيء لديننا ولبلانا ومحاربة كل حاقد يكتب ضد المملكة حكومة وشعبا عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل، وبإذن الله سندحركل شيطان بدعواتنا وتعاوننا مع حكومتنا لصد هذه الفئات المفسدة كي تبقى بلادنا آمنة مطمئنة بإيمان أهلها وطيبتهم وتآلف قلوبهم واتحاد صفهم، والله أسأل أن يحفظنا جميعا حكومة وشعبا من تربص المتربصين وكيد الكائدين ومكر الماكرين وخيانة الخائنين، وحيلة المنافقين، وأن يديم علينا نعمة الدين والأمن والأمان ورغد العيش.