أعني بالجسد هو الوطن العربي الكبير، والجراح هي تلك الحروب والنزاعات التي تشل أطراف ذلك الوطن، في فلسطين وفي سورية والعراق واليمن والصومال وليبيا. فكأن أبا الطيب المتنبي يعني حال وطننا العربي حينما قال: فصرتُ إذا أصابتني سهامً تكسَّرت النصالُ على النصالِ أما فلسطين فإنها الجرح العربي النازف منذ أمد بعيد، وها هي الحرب على غزة تزيد الآلام وتضاعف الأسقام، وأما الأزمة السورية فإنها تراوح مكانها بعد ثلاث سنوات من الكر والفر بين الفريقين المتحاربين، وقد طال شرر تلك الحرب بعض دول الجوار مثل لبنان، وفي العراق تبدو الصورة معتمة، فقد حجب غبار الحروب هناك الرؤية، إمارات إسلامية مزعومة، وألوية مهزومة، وتدخل خارجي فاضح، وشعب مل من الحروب، وتقطعت بهم الدروب. وفي شمال اليمن يعبث الحوثيون فساداً، لكن الجيش اليمني متفوق عليهم في العدد والعدة، وسيعيد الأمور إلى نصابها بإذن الله، وفي الصومال هدوء حذر، تعكر صفوه نزوات الجماعات المسلحة تهدد مستقبل البلاد بوجه عام، إلا أن يتداركهم الله برحمة منه وفضل وأملنا بالله كبير، أن ينهض هذا الوطن الكبير من كبوته، ويستعيد عافيته، وكما قيل (وربما صحَّتْ الأجسام بالعلل).