قال خادم الحرمين الشريفين؛ الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله؛ في كلمة موجزة؛ لكنها ضافية وكافية؛ ما يقوله كل السعوديين اليوم في هذه الظروف الحالكة السواد، التي تمر بها المنطقة، والتي تمكن منها رؤوس الفتنة وأذنابها، فأحالوها إلى خراب ودمار، وأشعلوا نيران الحقد والكراهية بين أبنائها، وسفكوا دماء الأبرياء، وقوضوا دولاً قومية كانت قائمة، وجيوشاً قوية كانت داعمة، حتى مهدوا الطريق أمام العدو الإسرائيلي، ليفتك بأهل فلسطين في غزة، بذريعة الانتقام ورد الاعتبار. - هذا نحن في هذه البلاد التي هي مهبط الوحي وقبلة المسلمين من كل بلاد العالم، نقول على لسان قيادتنا مجدداً، أننا نعرف جيداً ما يحاك ضد أمتينا العربية والإسلامية من مؤامرات ودسائس، ونعرف أن الأدوات التي تنفذ هذه المخططات في كل وطن عربي؛ هي أدوات عربية وإسلامية مع الأسف، وأن ما حدث في تونس ثم مصر واليمن وليبيا، وما يجري على الأراضي السورية والعراقية، إنما هي حلقات في مسلسل نشر الفتنة بين أبناء القطر الواحد، ثم بث العداء بين كل قطر وقطر، حتى يحتدم النزاع بيننا، فتذهب ريحنا، ونضعف ونهين أمام أعدائنا، ونسلم في نهاية المطاف بما يُراد لنا من تقزيم في هذا الجزء من العالم.. - خاطب الملك المفدى في كلمته التاريخية عصر أمس؛ زعامات الدول العربية والإسلامية وشعوبها، وخاطب المجتمع الدولي بكل زعاماته ومنظماته المدنية والحقوقية، مندهشاً من سكوت هذا العالم المتحضر والمتمدن على ما يجري في أقطارنا العربية من جرائم قتل وسبي ونهب وتخريب، وكأن هذا المشهد المأساوي لا يعني شيئاً لمن ينادون بحقوق الإنسان، وينافحون عن الحريات، ويبذلون كل غالٍ ورخيص، لحماية الحيوان ورعايته..! قال عبد الله بن عبد العزيز لقادة العرب والمسلمين: ( من مهبط الوحي ومهد الرسالة المحمدية؛ أدعو قادة وعلماء الأمة الإسلامية؛ لأداء واجبهم تجاه الحق جل جلاله، وأن يقفوا في وجه من يحاولون اختطاف الإسلام وتقديمه للعالم بأنه دين التطرف والكراهية والإرهاب، وأن يقولوا كلمة الحق، وألا يخشوا في الحق لومة لائم، فأمتنا تمر اليوم بمرحلة تاريخية حرجة، وسيكون التاريخ شاهداً على من كانوا الأداة التي استغلها الأعداء لتفريق وتمزيق الأمة، وتشويه صورة الإسلام النقية). - مرة أخرى.. هذا نحن في المملكة العربية السعودية، لمن يريد أن يعرف أو لمن لا يريد أن يعرف، عانينا سنوات طوالاً التطرف والغلو، وجابهنا المشروع الإرهابي بكل ما نملك من قوة سياسية وفكرية وإعلامية وعسكرية، وسوف نجابه هذه المشاريع الإرهابية، ونقاوم كل ما تفرع عنها من جماعات ومنظمات وفئات توقد الفتن بين الناس؛ لتتسيد الموقف، وتستقطب الأوباش والمنحرفين عقائدياً وخلقياً وسلوكياً، ليخربوا ويدمروا ويفتتوا باسم الدين الإسلامي الذي هو براء منهم ومما يقترفون من آثام. - هذه هي إسرائيل، تستأسد على سكان غزة، فتقتل وتصيب آلاف الأبرياء، وتشرد الآمنين من دورهم، وتحول بينهم وبين حياة إنسانية كريمة على أرضهم، بينما العالم العربي عاجز عن فعل أي شيء لوقف العدوان، نتيجة لما وصلت إليه خطط التفتيت والتقسيم والتجزئة في عدة أقطار عربية بأدوات إرهابية متطرفة، تتستر بالدين، وترفع شعارات إخوانية وداعشية وقاعدية وحوثية .. إلى آخر قائمة المسميات في صورة هذا المخطط الخبيث. - نعرف جيداً أن هناك من لا يريد أن يعرف مثل هذا القول حتى من أولئك الذين هم ضحية لهذه المخططات، ومن الواقعين تحت نير العدوان المتكرر على أراضيهم، فأصحاب الهوى لا يمكن أن تقنعهم بما تقول، ولا أن ترضيهم حتى وأنت تقف إلى جوارهم سياسياً ومالياً وفي كل المحافل الإقليمية والدولية. أقل ما يقولون عنك إنك متأمرك ومتصهين، حتى تؤمن وتؤَمِّن على أجندتهم، وتنزل إلى الميدان لتحارب نيابة عنهم، لكن هذا نحن وهذه مواقفنا المشرفة التي لم ولن تتأثر بما يقولون وما يفعلون، لأن هذه هي مبادئنا العربية الأصيلة التي نشأنا وتربينا عليها، فهذا هو قائدنا الملك عبد الله بن عبد العزيز رعاه الله، يعبر عنها بكل وضوح وشفافية، ويضع الأمور في نصابها، ويُحمِّل كل القيادات القريبة والبعيدة مسؤوليتها عما يجري، ليس في غزة وحدها، ولكن في الأقطار العربية التي أصبحت أمام جبهات يقتل بعضها بعضاً، ويدمر بعضها بعضاً، وتنهك قواها، وتفتت أراضيها، وتقزم جيوشها، كما يجري اليوم في ليبيا وسوريا والعراق واليمن. - في الختام.. نقول مع مليكنا المفدى: (لكل الذين تخاذلوا أو يتخاذلون عن أداء مسؤولياتهم التاريخية ضد الإرهاب من أجل مصالح وقتية أو مخططات مشبوهة، بأنهم سيكونون أول ضحاياه في الغد، وكأنهم بذلك لم يستفيدوا من تجربة الماضي القريب، والتي لم يسلم منها أحد).