اتهم البيت الأبيض القيادة الروسية بالتورط عن حادث إسقاط طائرة الركاب الماليزية شرقي أوكرانيا وحمّلها المسؤولية عن هذه الكارثة, في وقت تنسق فيه الولاياتالمتحدة مع الاتحاد الأوروبي وشركائها في مجموعة السبع خططاً لتشديد العقوبات على موسكو التي اعتبرت أن العقوبات الأوروبية الجديدة تهدد التعاون في مجال الأمن الدولي. وقال جوش إيرنست، المتحدث باسم البيت الأبيض «ما نعرفه أيضاً أن الطائرة الماليزية أسقطت بصاروخ أطلق من الأرض.. وأطلق من منطقة يسيطر عليها الانفصاليون.. وهي منطقة لم يكن الأوكرانيون أنفسهم يشغّلون فيها فعلياً أسلحة مضادة للطائرات في ذلك الوقت». وأكد أن «هذه الأسباب جعلتنا نخلص إلى أن فلاديمير بوتين والروس مذنبون في هذه المأساة». وهذه هي المرة الأولى التي تتهم فيها واشنطن القيادة الروسية بشكل مباشر في الضلوع في حادث إسقاط الطائرة الماليزية، إذ سبق وأن أكد مسؤولون في الاستخبارات الأميركية الثلاثاء 22 يوليو/تموز أنهم لا يمتلكون أدلة على تورط روسيا في إسقاط الطائرة الماليزية شرقي أوكرانيا بخلاف وزارة الدفاع الروسية التي قدمت لجميع الأطراف المعنية أدلة ووثائق ومعلومات جمعها عسكريون روس تثبت أن الطيران والدفاعات الجوية الأوكرانية قامت بتحركات نشطة يوم الحادث. وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن قمر مراقبة أميركيا كان فوق المنطقة في اليوم نفسه، لابد وأن يكون قد التقط صوراً تلقي الضوء على جوانب من حيثيات هذه الكارثة، مطالبة الأميركيين بالكشف عن هذه الصور وتقديم أدلة ملموسة لأي اتهامات يوجهونها إن كان لروسيا أو لقوات الدفاع الشعبي شرقي أوكرانيا. وحذرت موسكو من أن واشنطن تحاول قدر الإمكان استغلال الحادث لأغراض سياسية ضيقة واللعب بورقة «الماليزية» وقال نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إن الولاياتالمتحدة تنسق مع الاتحاد الأوروبي وشركائها في مجموعة السبع خططاً لتشديد العقوبات على روسيا. وأفاد المكتب الصحفي للبيت الأبيض أن بايدن ناقش مع الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو هاتفيا الجمعة «الوضع الداخلي في أوكرانيا» والمسائل المتعلقة بضمان ممر آمن لخبراء التحقيق في ملابسات تحطم الطائرة الماليزية إلى موقع الحادث شرقي البلاد. كما بحث الجانبان ما أسماه البيت الأبيض «استمرار تسليح روسيا لقوات المتمردين في شرقي أوكرانيا». وأوضح البيان أن بوروشينكو أطلع الجانب الأميركي على نتائج مكالماته الهاتفية الأخيرة مع «قادة كل من هولندا وأستراليا وماليزيا حول مسألة تأمين الدخول إلى موقع كارثة «الماليزية» وكذلك «الجهود الرامية إلى المساعدة في إنهاء التحقيق الدولي في الكارثة بأسرع وقت». وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأوكراني أكد لبايدن أيضاً أن «روسيا تواصل نقل المعدات العسكرية الثقيلة والأسلحة للانفصاليين في شرق أوكرانيا وأن القوات الأوكرانية تتعرض أكثر وأكثر للقصف من الجانب الروسي». ومن جانبه أكد بايدن أن «الولاياتالمتحدة ستواصل تنسيق العمل مع الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع بهدف فرض ثمن إضافي على روسيا» أي فرض عقوبات جديدة عليها «مقابل أعمالها غير المسؤولة التي تزعزع الاستقرار في أوكرانيا». وفي هذا السياق, قدمت المفوضية الأوروبية ليل السبت 26 يوليو/تموز مقترحات تشريعية تتضمن فرض عقوبات على قطاعات معينة في الاقتصاد الروسي على خلفية الوضع في أوكرانيا. ومن جهتها, قالت الخارجية الروسية السبت 26 يوليو/تموز إن الاتحاد الأوروبي الذي فرض عقوبات إضافية على روسيا عرّض للخطر التعاون الدولي في مجال الأمن. واعتبرت في بيان أن «الاتحاد الأوروبي الذي يساير من جديد واشنطن في مسألة فرض عقوبات إضافية على روسيا عرض في حقيقة الأمر التعاون الدولي في مجال الأمن للخطر». وأشارت إلى أن قائمة العقوبات الموسعة تعد «دليلاً مباشراً على تحرك بلدان الاتحاد الأوروبي في اتجاه تجميد كامل للتعاون مع روسيا في مسائل الأمن الدولي الإقليمي بما في ذلك مكافحة نشرأسلحة الدمار الشامل والإرهاب والجريمة المنظمة والتحديات المعاصرة الأخرى». ميدانياً, تعتزم بعثة منظمة الأمن والتعاون استخدام الطائرات دون طيار لمراقبة الحدود الروسية الأوكرانية. وكان الجانبان الروسي والأوكراني قد رحبا بفكرة استخدام الطائرة دون طيار.