«العبقري»، «الأسطورة»... بكلمات من هذا النوع ودعت الصحف الإسبانية أمس الثلاثاء نجم كرة القدم الفريدو دي ستيفانو، مهاجم ريال مدريد سابقا، الذي توفي أمس الأول الاثنين عن 88 عاما بعد يومين من إصابته بأزمة قلبية ودخوله في غيبوبة. واختارت الصحيفة الرياضية المدريدية «ماركا» على صفحتها الأولى صورة للاعب الكبير مديرا ظهره والرقم التسعة على قميصه الأبيض الشهير، وهو يرفع يده كما لو أنه يقول وداعا. وإذ كرست له كتيبا خاصا من 40 صفحة، طلبت «ماركا» من ريال مدريد «سحب القميص الرقم 9 وتخصيصه لدي ستيفانو كتحية أبدية». وعنونت الصحيفة الإسبانية الأولى «ال باييس» تحت صورة بالأسود والأبيض لدي ستيفانو قافزا في الهواء ورافعا يديه نحو السماء بعد هدف في نصف نهائي كأس أوروبا 1958: «وفاة عبقري كرة القدم». وكتبت «ال باييس»: «كان ألفريدو دي ستيفانو غير محدود بزمن، وهو سيبقى كذلك إلى الأبد، سيبقى دي ستيفانو دوما أول أساطير كرة القدم». وكتبت «إل موندو» على صفحتها الأولى: «الرجل الذي أحدث ثورة في عالم كرة القدم»، مع صورة للاعب وهو متقدم في السن. ووجهت الصحيفة تحية الى «أول مثال عن اللاعب الكامل». وفي ملحق خاص افتتح بالصورة عينها من العام 1958، كتب أحد الصحافيين: «غياب العبقري ترك فراغا كبيرا، لأن الجميع كانوا مقتنعين بأنه لن يرحل أبدا، وقد يكون هذا الأمر صحيحا لكونه لن يغيب عن بالنا على الإطلاق». وخصصت صحيفة «أس» المدريدية غلافها المزدوج للصورة التاريخية من العام 1958. وكتب مدير الصحيفة ألفريدو ريلانو: «في إسبانيا النصف الثاني من خمسينيات القرن الماضي، الفقيرة والمعزولة والهرمة والمنطوية على نفسها، كان في إمكاننا التشبث ببعض الأمور: ريال مدريد وكأس أوروبا، والمباريات البعيدة في بلغراد وفيينا وميلانو وبروكسل وغلاسكو، ولم تكن القارة العجوز بعراقتها تنحني أمامنا إلا حين كان ريال مدريد يلعب... ودي ستيفانو». وكان الإجماع على تقديم التحية لدي ستيفانو بارزا أيضا على صفحات الصحيفتين الكاتالونيتين «موندو سبورتيفو» و»سبورت»، اللتين أطلقتا «وداعا لأسطورة»، ول»بطل غير وجه التاريخ». وذكرت الصحيفتان بانتقاله الذي لم ينجز إلى النادي الكاتالوني، فتحدثت الأولى عن «منعه من اللعب لبرشلونة»، فيما كتبت الثانية: «وقع للبرشا، لكنه انتهى في جعل مدريد بطلا».