سعادة الأستاذ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة وفقه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد. لا شك أن الكاريكاتير من الفنون المعبرة بأبسط عبارة موجزة وله متابعون كثيرون، وعلى سبيل المثال لا الحصر الكاريكاتير المنشور بجريدة الجزيرة العدد رقم (15246) قي 28-8-1435ه الموافق 26-6-2014م صفحة الرأي 33 بريشة الماضي. والحقيقة أنّ طموحات المواطن والمواطنة لا يحققها إلاّ الله سبحانه وتعالى ثم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وهو الذي قرر مساعدة مالية شهرية للعاطلين والعاطلات عن العمل وهو نفسه الذي يملك أن تُصرف هذه المساعدة المالية للمستفيدين بدون شروط، وأرجو أن يكون هذا العمل حسنة من حسنات (الملك الصالح) وهدية من هداياه الكثيرة إلى شعبه، ولا سيما بهذا الشهر الكريم شهر رمضان المبارك الذي كان الرسول صلى الله عليه وسلم فيه من أجود الناس مثل الريح المرسلة كما ورد في الحديث، وحسب مفهومي للمساعدة المالية التي قررها ولي الأمر للعاطلين والعاطلات فإنها مكرمة ملكية كريمة إلى أبناء شعبه، ونحن السعوديون محظوظون؛ لأنّ بلادنا تحكمها أُسرة آل سعود ملكاً بعد آخر، حتى وصلت الأمانة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، أدام الله عزّه ومجده، وقد تميّز الملك عبد الله بالكثير من الخصال الحميدة والإنجازات المفيدة التي استفاد منها معظم الشعب السعودي؛ بل استفاد منها كل مواطن ومواطنة، وسأركز موضوعي على ميزة واحدة فقط من مميزات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله وهو إيجاد إعانة شهرية لمن لا يجد العمل، وقد صدر بهذا الشأن التوجيه الملكي الكريم بإعطاء العاطلين عن العمل والعاطلات إعانة شهرية مقدرة لمدة سنة كاملة وقد استفادوا منها خلال السنة وبعد انتهاء تلك المدة أعيدت الإعانة مرة أخرى ولكن باجتهادات غير مناسبة، أضف إلى ذلك التدرج في إنقاص المبلغ حتى يصل إلى ألف ريال في آخر السنة ثم يقطع بالكامل، ومن وجهة نظري أقول: اذا كانت هذه الإعانة الشهرية من ملك كريم الى العاطلين والعاطلات من أبناء شعبه، فإنه من غير المستحب وضع شروط أيا كانت هذه الشروط مادام المواطن أو المواطنة لم يتوظف بأي وظيفة سواء في القطاع العام أو الخاص، وأستند في هذا الرأي على أن هذه الإعانة صدرت من ولي الأمر إلى من يستحقها من أبناء شعبه، فيجب أن تصل إليهم هذه الإعانة بكل يسر وسهولة بعيدا عن الاجتهادات من بعض المسؤولين. أقول: إن ايصال الإعانة إلى مستحقيها من دون تعقيدات فيها مصلحة عامة لأبناء الشعب السعودي؛ لأن هذه الإعانة مكرمة ملكية لعل الله سبحانه وتعالى يكتب الأجر لهذا الملك الصالح في كل هللة ينفقها المواطن أو المواطنة والخير كل الخير في الإنفاق والإحسان إلى الناس، ونحن نعرف أن الرحماء يرحمهم الله وأن الدين الإسلامي يحث على عمل الخير، وكل من يعمل الخير يجده أمامه على أن يجعل المسلم عمله خالصا لوجه الله راغبا في بذل الخير. إن تلك الإعانة التي تصرف لمن يستحقها تسد حاجة مواطن أو مواطنة وتغنيه عن التطلع إلى الغير ومن الممكن أن ألخص ما سبق بعبارة موجزة قائلاً: أتمنى أن يصدر توجيه سام بمنح العاطلين عن العمل والعاطلات مكافأة شهرية بدون شروط؛ لأن العاطل أو العاطلة قد استحقها لعدم وجود العمل فإذا وجد العمل تُقطع عنه هذه المكافأة وأتمنى أيضا أن تسد كل الاجتهادات التي تعيق الإعانة عن مستحقيها وأنا أجزم بأن الله سيعوض الدولة أكثر مما أنفقت في هذه الإعانة انطلاقاً من الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله: أنفق يا ابن آدم أنفق عليك)) رواه البخاري ومسلم. ولاشك أن الأمر لله سبحانه ثم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ونائبيه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد والأمير مقرن بن عبد العزيز ولي ولي العهد حفظهم الله وهم الذين يحرصون على مصالح شعبهم وفقهم الله لكل خير.