الإبداع هو من صميم الكتابة الصحفية الذي عادة يبحث عنه القارئ والذي يجده عند بعض الكتاب الذين يكتبون في الصحافة فكم من كاتب فرض نفسه على القارئ والذي يعود إلى إبداعه، فكتابة المقالة إذا تضمنت كلمات وعبارات نابعة من فكر الكاتب بعيداً عن النقل والاقتباس تسجل له حضوراً أكثر وقبولا عند القارئ ولكن ما نشاهده الآن في معظم صحفنا العربية عند الكتاب يأخذ النزعة المتكررة التي تجعل الكاتب في أجواء بعيدة عن الإبداع ويقع رهينة لها بل أصبحت أمراً عادياً عنده وجعلها سمة له عند القراء بالرغم من استطاعته أن يتحرر منها من خلال مراجعة كتاباته وتقييمها وزيادة سقف القراءة عنده في محيط الثقافة الشاملة التي تلعب دوراً مهماً في تشكيل شخصية الكاتب التي تقوده إلى الإبداع بدلاً من أخذ الإبداع من الآخرين حتى وإن أشار إلى توثيقه إلى ما أخذه، لأن هذا يدخل في الأمانة والمصداقية، أما الإبداع الذي يتفنن به وبصنعة هو الكاتب، وهنا أتساءل عن دور المؤسسات الأكاديمية المعنية بأعداد الكوادر الصحفية ولاسيما الذين لديهم الموهبة يفترض ان تركز في برامجها ومناهجها العلمية التي تقدم لطلابها حتى عندما يمتهنون أحد مصادر الإعلام تكون لديهم الدراية الكاملة التي يستطيعون بها استيعاب متطلبات الكتابة الصحفية التي المحك الرئيسي لها هو ميدان العمل الصحفي، فمتى ما كان الكاتب الصحفي ملما بمقومات الكتابة في أعلى درجاتها تحرر من الرتابة المتفشية في الكتابة عنده، وأصبح الإبداع مطلباً يسعى إليه في كل مقالة يكتبها مما يجعل الصحف تبحث عنه للظفر به ليكون كاتباً في إحدى زوايا الجريدة التي تتعامل بها جميع الصحف اليوم سواء كانت محلية ودولية ولم يتوقف الأمر على ذلك حيث إن معظم الصحف تصرف مكافأة مجزية وتغريه بالحوافز الأخرى التي تقدمها الجريدة لبعض الكتاب المتميزين الذي يقود إلى الاحتراف في العمل الصحفي فكم من كاتب أصبح مصدر رزقه هو ما يتقاضاه من راتب خصصته له الجريدة، ولاشك أن إبداع الكاتب أوجد منافسة بين الصحف للبحث عنه حتى وإن كان يكتب في صحيفة مجاورة باعتبار أن هذا العصر عصر الاحتراف الذي يسجل للجريدة لا عليها كما يحدث في الساحة الرياضية اليوم سواء كان محلياً أو دولياً تجد النادي الفلاني يغري لاعبا من ناد آخر ليكون محترفاً فيه، ويقابل هذا من الجمهور برضا وإعجاب وتقديرا، طالما أن هذا اللاعب سوف يقدم إضافة جديدة، فلهذا أقول لكل كتب المقالة ولاسيما الذين قل إبداعهم عليهم أن يتخلصوا من أساليب الكتابة الروتينية وأن يطوروا أنفسهم من خلال الإبداع الذي يبحث عنه القارئ. والله من وراء القصد ...