الطائف هذه المدينة الحالمة التي تسكن على هامة جبال السروات بارتفاع يصل إلى أكثر من 2000 متر عن مستوى سطح البحر.. عانقت الغيم وامتدت جذورها في عمق التاريخ الإنساني بين حضور جغرافي مميز بالقرب من مكةالمكرمة أكسبها كثيرا من التميز فهي ملتقى للطرق الرئيسية القادمة من الجنوب والشمال والشرق. وبين حضور اقتصادي وزراعي وأجواء ربانية فاتنة على مدار السنة أكسبتها قيمة سياحية عالية, ولم يقل الحضور الثقافي للطائف عن بقية المجالات التي امتازت بها, فسوق عكاظ بالطائف من أشهر أسواق العرب في الجاهلية وبعد الإسلام، حيث كانت العرب كل عام تجتمع فيه يتعاكظون ويتفاخرون ويتناشدون وهو ملتقى الشعر والأدب والفن بل ملتقى الحياة.. أما سوق عكاظ في نسخته الحديثة فكانت انطلاقته قبل ثمانية أعوام حضر فيه الفعل الثقافي بشتى مجالاته (الشعر والأدب والمسرح والفنون الشعبية) من أول دورة له وتأخر حضور الفنون التشكيلية الذي بدأ من الدورة الثانية له فكان حضور الفنون التشكيلية من خلال جائزة لوحة وقصيدة التي قامت على فكرة (تراسل الأجناس) بين اللفظي والبصري واستلهام العمل التشكيلي من قصيدة شعرية في قراءة بصرية للمنجز الشعري, فتميزت بخصوصية بين المسابقات التشكيلية المحلية لكونها تأسست على فكر ومنهجية واضحة منذ بدايتها, وتطورت على مدار عمر المسابقة في توزيع الجوائز من جائزة واحدة إلى ثلاث جوائز, ولكن الطموح والتطلعات للحضور التشكيلي والنمو للمسابقة أكبر مما هو حاصل... فالمحاضرات والندوات التشكيلية تتطلع للحضور ضمن البرنامج الثقافي, والمعارض الجماعية والمزادات الفنية والسوق التشكيلية أحق أن تجد مساحة في فعاليات سوق عكاظ .. التطلعات كثيرة والنمو للفنون التشكيلية والفعل الثقافي في سوق عكاظ وفي الطائف بشكل عام كبير ومطلب ملح لدعم السياحة الثقافية التي تمارسها الطائف باقتدار في هذه الأيام ولعل مبادرة وزارة الحرس الوطني في إعادة النشاط المسرحي الذي غاب عن المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية لأكثر من عام وعاد هذا العام في صيف الطائف وبمبادرة مشكورة من سمو الأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني الذي دعم حضور نشاط الجنادرية المسرحي بالطائف بثمانية عروض مسرحية تتنافس فيها الفرق المسرحية من مختلف مناطق المملكة وتعيش في كرنفال ثقافي فني يحضر فيه أبو الفنون في عاصمة المصايف العربية، وهو ما يفتح المجال لحضور وزارة الحرس الوطني ممثلة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالكثير من المناشط الثقافية في صيف الطائف للأعوام المقبلة, وخلق أجواء ثقافية داعمة للسياحة الثقافية التي تعمل عليها محافظة الطائف بدعم ورعاية من محافظ الطائف وسمو أمير المنطقة الأمير مشعل بن عبدالله الذي صافح مثقفي وفناني الطائف لأول زيرة لهم بدعمه لفرع جمعية الثقافة والفنون بالطائف ليمكن الفرع من التغلب على حالة التقشف المفروضة من الإدارة العامة للجمعية.