لقد شدّني وغيري من قرّاء جريدتنا الجزيرة، دعوة طفلة مصابة بداء السرطان؛ لأمير منطقة القصيم الذي لبّى دعوتها وزارها في مركز الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز بمنطقة القصيم، الذي يُعد من أحدث المراكز وأفضلها؛ لاكتشاف، وعلاج أمراض السرطان؛ لتقديم الخدمات التشخيصيَّة، والعلاجيَّة، والوقائيَّة، والتأهيليَّة بدرجة عالية من الجودة الطبيَّة. فقد كتبت الطفلة أسماء ناشي الرشيدي المنوّمة في المشفى لأمير المنطقة خطاباً بخط يدها لا تزيد أسطره على سطرين، وهي تدعوه كما تدعو والدها؛ لكي يزورها في غرفتها داخل عنابر المشفى المنوّمة فيه، للاطمئنان عليها، وشكره على جودة العناية التي حصلت عليها من المركز الذي يحمل اسمه. فكّ الأمير أحرف الرسالة حرفاً حرفاً، وقرأ أسطرها سطراً سطراً، وعرف مضمونها، وأدمُع عينيه تتساقط من محاجرها؛ لأنها كُتبت بأنامل طفلة مداد يراعها دماء قلبها الذي يتدفق حباً لأميرها؛ لكي يرى بعينيه، ويعيش بقلبه ثمار مركزه الذي غرس بذرته بيده خدمةً لها ولغيرها من الذين يعيشون معاناتها قبل أن تدخله. لبّى الأمير الدعوة وقدمه تُسابق الأخرى إلى مركبته التي تُوصله إلى المشفى الذي تؤوى فيه، والدخول من بوابته الرئيسيَّة، والاتجاه إلى عنابر التنويم، والوصول إلى غرفتها التي استقبلته وهي على سريرها الأبيض ببسمة فرح خرجت من سويداء قلبها الصغير، لتصل إلى قلبه قبل أن يقبّل جبينها؛ لأنها تعلم أنه أمير يحمل حباً كبيراً فردّ البسمة ببسمة أفضل منها مخاطباً لها أنني لبّيت الدعوة يا بُنيتي، وحضرتُ لكي ألتقي فيكِ، وأعدكِ أنكِ سوف تخرجين من المشفى بعافية جيّدة إلى منزلكم بمركبة تنتظرك بمدخل المشفى. كما أعدك يا صغيرتي أنني أوّل زائر إليك بعد خروجك منه. إنها الإنسانيَّة التي جسّدها ولي أمرها فيصل بن بندر بن عبدالعزيز التي أعطتها قوّة خروج من عزلة المرض وهمّه القاتل إلى رحب الأهل وبلسمه الشافي فالإنسانيَّة التي جسّدها الأمير هي الجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضواً تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى. أدام الله الشفاء لطفلة السرطان ولجميع المرضى الذين يُعانون المعاناة التي عانتها الطفلة في المشفى. كما نرجو من الله العليّ العظيم أن يُديم الصحة والعافية على أمير منطقة القصيم لأعماله الإنسانيَّة المتوالية التي من الصعب تقصّيها في هذه الأسطر.