لم يكن مستغرباً أن يتجاوب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله مع نداء اتحاد القدم ويأمر بتسديد ديونه البالغة ثمانية وثمانين مليوناً كما رفعه الاتحاد لوزارة المالية التي قامت بتسليم المبلغ بعد أن طالبت برفع جميع المديونيات لها, وتسجل هذه الخطوة لأحمد عيد الذي استطاع ايصال المعاناة التي يمر بها اتحاد القدم للقيادة، هذه المعاناة التي ظل يشتكي منها لعدة أشهر قبل أن تنفرج، لكن بكل أسف رغم التزام وزارة المالية بتسليم المبلغ لاتحاد القدم الذي هو بدوره لم يلتزم بإعطاء المدربين الوطنيين في المنتخبات حقوقهم البالغة ثلاثة عشر شهراً، كذلك حقوق الحكام لمدة أربع سنوات إضافة لبعض الجهات الأخرى. وقد ذكر ل(الجزيرة) أحد الحكام أن أحمد عيد عندما اجتمع بهم قبل ثلاثة أشهر و قام الحكم مرعي العواجي وشرح لعيد معاناة الحكام بتأخر الاتحاد في صرف مستحقاتهم لأربع سنوات ووعده عيد أن مستحقاتهم ستدخل في حساباتهم خلال أسبوع وكان عمر مهنا رئيس لجنة الحكام قد طلب من الحكام بأرقام حساباتهم في البنوك قبل ستة أشهر لتحويل حقوقهم في حساباتهم إلا أن عيد والمهنا لم يلتزما بما وعدا به , الغريب أن عدنان المعيبد المتحدث الرسمي باسم اتحاد القدم نفى لإحدى الزميلات كثيراً من المديونيات وقد أشار أن المدربين الوطنيين في المنتخبات لم يتبق لهم سوى سبعة أشهر، وهذا ينافي الحقيقة، حيث إن المدربين لم يستلموا رواتبهم من شهر 5-1434 ه حتى يومنا هذا، كما ذكر أن الحكام يستلمون حقوقهم من بعد المباريات مباشرة، وهذا يحدث فقط في دوري جميل للمحترفين حيث يتسلم الحكام حقوقهم من النادي المستضيف وليس من اتحاد القدم الذي يقع على عاتقه تسليم حكام المباريات التي ليس فيه دخل مثل دوري الدرجة الأولى وكأس الأمير فيصل للفرق الأولمبية، وكذلك دوري الشباب والناشئين للممتاز والدرجة الثانية ودوري المناطق بجميع درجاته. عدنان المعيبد لم تكن المرة الأولى التي يخرج ويتحدث للإعلام بمعلومات تنافي الواقع، وهذا أمر مؤسف حيث سيفقد الاتحاد مصداقيته أمام الرأي العام، وبخاصة أن الجميع يعلم أن ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين أمر بتسديد جميع الديون وكأن من الأولى على المتحدث الرسمي أن يعتذر عن التأخر في عدم الالتزام بالتسديد، ويعلل السبب لا أن ينفي مستحقات الآخرين ولا اعتقد أنه يجهل ما يدور في أروقة الاتحاد بحكم منصبه, السؤال الذي يفرض نفسه: هل يرضى أحمد عيد رئيس الاتحاد المنتخب أو أحمد الخميس الأمين العام أن تتأخر رواتبهم يوماً واحداً؟ أشك في ذلك كثيراً بل من حرصهم على حقوقهم وضعوا لائحة جديدة تحفظ حقوق أعضاء الاتحاد فقط، فيما العاملون حقوقهم في مهب الريح، معقولة؟! مدربون وطنيون في المنتخبات حتى الآن لم توقع معهم عقود؟! من يحفظ حقوق هؤلاء؟ اسألوا الكابتن خالد القروني لماذا ترك المنتخب هو وجهازه المساعد وتوجهوا لتدريب نادي الاتحاد؟ أعتقد لو كانت لديهم عقود لن يغادروا بهذه السهولة , اتحاد القدم في الوقت الراهن يعتبر من أغنى الاتحادات، حيث بلغت مداخليه مائتي مليون من إعانة الرئاسة وعقود رعاية والنقل التلفزيوني إضافة لمبلغ الثمانين مليونا التي أمر بها خادم الحرمين لتسديد الديون, يجب أن تدرك إدارة اتحاد القدم أن الشفافية والوضوح يجب أن تكون من سمات عملهم حتى لا يفقدوا مصداقيتهم أمام المسئولين والشارع العام والرياضي.