جاء الفوز المذهل لكل من ريال مدريد وأتلتيكو مدريد بالدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم ليمهد الساحة أمام ديربي مدريدي جديد ولكن هذه المرة في البطولة الأوروبية المهمة، لذا فقد كان شعور الجماهير الإسبانية بالفخر بهذا الإنجاز أمر مفهوم تماماً. وتستضيف مدينة لشبونة البرتغالية نهائي دوري الأبطال لهذا الموسم في 24 أيار - مايو الجاري.وكان ريال مدريد فاز 4 / صفر على حامل اللقب الألماني بايرن ميونيخ الثلاثاء في إياب الدور قبل النهائي لدوري الأبطال ليحجز مقعده في المباراة النهائية بعد تفوقه 5 / صفر في مجموع مباراتي الذهاب والعودة. أما أتلتيكو فقد أطاح بتشيلسي على نفس نهج جاره ريال مدريد، فقد فازالفريق الإسباني على مضيفه اللندني 3 / 1 مساء الأربعاء في إياب الدور قبل النهائي بعدما كانت مباراة الذهاب انتهت بالتعادل السلبي في العاصمة الإسبانية. وجاء العنوان الرئيسي لصحيفة «آس» الرياضية الصادرة في مدريد الخميس: «أتلتيكو المجيد، ديربي تاريخي». بينما اختارت صحيفة «ماركا» المنافسة لها عنوان: «أتلتيكو العظيم، نهائي تاريخي». وتصدر النهائي المدريدي المرتقب لدوري الأبطال جميع الصحف الإسبانية. فقد وصفت صحيفة «إل بايس» انتصار أتلتيكو بأنه «أنباء رائعة للكرة الإسبانية. فيما علقت شبكة «آيه بي سي» التليفزيونية على الأمر قائلة إنه «المكافأة العادلة لامتلاك فريقين بهذه الكفاءة العالية». وسيكون هذا أول نهائي إسباني خالص بدوري الأبطال منذ عام 2000 عندما تغلب ريال مدريد على بلنسية 3 / صفر في باريس. بينما سيكون هذا اللقاء ثاني ديربي مدريدي تشهده البطولة الأوروبية، فقد سبق أن التقى الجاران المدريديان في قبل نهائي البطولة عام 1959 وحسم حامل اللقب ريال مدريد المواجهة لمصلحته بالفوز 2 / 1 في الملحق الفاصل بسرقسطة بعدما انتهت مباراتي الذهاب والعودة في مدريد بالتعادل 2/2 . ولكن تاريخ كل من الفريقين مع بطولة دوري أبطال أوروبا مختلف تماماً عن الآخر. فقد أحرز ريال مدريد لقب البطولة تسع مرات قياسية، بينما لم يصل أتلتيكو إلى النهائي سوى مرة واحدة من قبل في عام 1974 عندما خسروا صفر / 4 أمام بايرن ميونيخ في النهائي المعاد بمدينة بروكسيل بعدما انتهت مباراة النهائي الأصلية بالتعادل 1/1 بهدف ألماني قاتل قرب نهاية المباراة. وقال الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد مساء الأربعاء: «استحق أتلتيكو التأهل للنهائي لأنه لعب أفضل من تشيلسي. الناس في مدريد سعيدة لأن النهائي سيكون مباراة ديربي». وأضاف : «لا يوجد مرشح أقوى من الآخر للفوز في النهائي، خاصة أن أتلتيكو مستواه رائع حالياً. لا يمكن الجزم بالنتيجة». وسيحصل كل طرف من طرفي النهائي على 17 ألف تذكرة من اتحاد الكرة الأوروبي، على أن يتم توزيع التذاكر بطريقة اليانصيب على أعضاء كل ناد. وأكدت صحيفة « إل موندو» أنه من حسن الحظ أن النهائي سيجرى بمدينة لشبونة البرتغالية وليس في مدينة أخرى أكثر بعداً. ويتوقع أن يسافر نحو 25 ألف مشجع لكل فريق لحضور النهائي، الكثيرون منهم بدون تذاكر. ويخطط كلا الناديين لنقل المباراة على شاشات عملاقة باستاديهما من أجل الجماهير التي تفضِّل البقاء في مدريد. ولكن رغم كلمات أنشيلوتي الدبلوماسية، هناك شعور سائد بأن كلا الفريقين ربما كانا يفضّلان مواجهة خصم مختلف في النهائي. فقد أظهرت استطلاعات الرأي التي أجرتها صحيفتا «ماركا» و»آس» على الإنترنت قبل مباراة تشيلسي مع أتلتيكو تفضيل الغالبية العظمى للمشاركين في هذه الاستطلاعات من جماهير ريال مدريد في أن يلتقي فريقهم في النهائي مع تشيلسي. وكان أتلتيكو تغلب على ريال مدريد في عقر داره «ستاديو بيرنابيو» في نهائي كأس إسبانيا الموسم الماضي، في أول فوز له بلقاء ديربي منذ عام 1999. كما اقتنص أتلتيكو أربع نقاط من مواجهتيه أمام ريال مدريد بالدوري الإسباني هذا الموسم، وإن كان النادي الملكي فاز مرتين على أتلتيكو بمسابقة الكأس. ويتصدر أتلتيكو ترتيب الدوري الإسباني لهذا الموسم، حيث يتقدَّم بفارق ست نقاط أمام ريال مدريد (صاحب المركز الثالث وله مباراة مؤجلة) بما يرشحه بقوة للفوز باللقب للمرة الأولى منذ عام 1996. ولكن استطلاع للرأي أجرته «آس» بموقعها الإلكتروني أظهر أن 62% من قرائها يرون أن ريال مدريد هو المرشح الأقوى للفوز في لشبونة. وأكد إنريكي سيريزو رئيس أتلتيكو مدريد قبل وقت قصير من مواجهة تشيلسي أنه كان يفضل مواجهة بايرن ميونيخ في النهائي الأوروبي. وقال سيريزو بعد فوز ناديه المذهل في ملعب «ستامفورد بريدج» : «إنها أسعد ليلة بالنسبة لي كرئيس لهذا النادي. ولكنني آمل أن أشعر بسعادة أكبر في 24 أيار - مايو». وأضاف: «لم نصل النهائي منذ 40 عاماً، ولكننا الآن نستحق أن نكون هناك.. الفوز هنا ليس أمراً سهلاً، ولكننا تفوقنا عليهم منذ الدقيقة الأولى». وأشاد سيريزو بشدة بالمدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني الذي نجح في تحويل أتلتيكو إلى فريق فائز خلال فترة العامين ونصف العام المذهلة التي أمضاها هناك. وقال المدرب الأرجنيتني الذي يتمتع بشعبية عريضة: «أنفق العديد من مشجعينا أموالاً طائلة لحضور هذه المباراة، وأنا الآن سعيد للغاية من أجلهم. لقد حققنا هذا الفوز من أجلهم، فهم رائعون حقاً».