حظي قطاع التعليم العالي بدعم واهتمام لا محدود من قبل القيادة الرشيدة، وسعت وزارة التعليم العالي لترجمة رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - لتحقيق التنمية المتوازنة، حيث انتشرت مؤسسات التعليم العالي - جامعات وكليات - في جميع مناطق ومحافظات المملكة. واستمراراً لمنهج القيادة في تلمس احتياجات المواطنين، فقد أمر خادم الحرمين الشريفين بإنشاء ثلاث جامعات جديدة في كل من حفر الباطن، وبيشة وشمال جدة، لتأتي إضافة إلى الخمس والعشرين جامعة حكومية الموجودة حاليا, ليصبح عدد الجامعات الحكومية في فترة وجيزة ثماني وعشرين جامعة منتشرة في مختلف مناطق ومحافظات المملكة, تشتمل على أكثر من (500) كلية، منتشرة في (13) منطقة، وفي أكثر من (80) محافظة، كما أن هناك إحدى عشرة جامعة أهلية في عدد من المناطق في المملكة، وقد بلغ عدد المقيدين في جميع مؤسسات التعليم العالي في المملكة من جامعات حكومية وجامعات وكليات أهلية للعام الدراسي حوالي (1.141.132) طالبا وطالبة. وتشير تقارير الأمانة العامة للتعليم العالي إلى أن التوسع في انتشار التعليم الجامعي لم يقتصر على التوسع الكمي فقط، وإنما شمل ذلك التوسع النوعي والاهتمام بأسبابه؛ إذ تم التأكيد على ضرورة مراعاة المعايير التي أقرتها الهيئة الوطنية للاعتماد الأكاديمي عند إنشاء كل كلية من الكليات أو الأقسام العلمية لمتطلبات سوق العمل سواء كليات علمية أو تطبيقية أو مالية أو تربوية؛ ليس هذا فحسب؛ بل بات تقديم البرامج وتنظيم الفعاليات المعززة لتحقيق هذا الهدف القيم سمة من سمات جهود قطاع التعليم العالي؛ ولعل من أقرب الشواهد على ذلك تنظيم وزارة التعليم العالي للمعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي في الأسبوع الماضي في دورته الخامسة، والمنعقد بمدينة الرياض تحت عنوان «الابتكار في التعليم العالي»، وشارك به أكثر من 440 جهة محلية وعالمية، وشهد 75 ورشة عمل بحضور المختصين من 450 جامعة إقليمية ودولية، تمثل 36 دولة حول العالم. أما على صعيد الدارسين والمستفيدين من برامج التعليم العالي الداخلية والخارجية، فقد شهد عهد خادم الحرمين الشريفين نقلة نوعية، تتمثل في تضاعف أعداد الطلبة والطالبات السعوديين في الجامعات داخل وخارج المملكة، حتى بلغ 1,300,000 طالب وطالبة، 55% منهم من الإناث، و45% من الذكور. وبالإشارة إلى المنجزات التي حققها هذا القطاع فلا يمكن إغفال الدور الكبير لبرنامج الابتعاث الخارجي، حيث سعت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله -إلى دعم الابتعاث الخارجي؛ للإفادة من مخرجاته في التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة العربية السعودية، عن طريق تأهيل شباب الوطن وأعمدة حضارته في أفضل الجامعات العالمية وأكثرها خبرة، في جميع التخصصات التي تحتاجها التنمية الآنية والمستقبلية. وقد وفر برنامج خادم الحرمين الشريفين لأبناء المملكة العربية السعودية فرصة الابتعاث للتعليم الجامعي، والعالي في التخصصات التي يحتاجها سوق العمل في القطاع الحكومي والأهلي وشملت الطب والعلوم الطبية، الهندسة، النقل البحري، بمختلف تخصصاتها الفرعية، الحاسب الآلي ، تقنية النانو، العلوم الأساسية وتشمل: الرياضيات، والفيزياء، والكيمياء، والأحياء، إضافة إلى العلوم الإدارية والعلوم الأخرى وتشمل جيولوجيا التعدين والإعلام الرقمي. وبلغ عدد الطلاب والطالبات المبتعثين إلى مختلف دول العالم أكثر من 150000 مبتعث ومبتعثة. ومن منطلق الاهتمام بالتوثيق الأكاديمي، وتقديم الخدمات المعرفية، أنجزت المكتبة الرقمية السعودية، تسجيل أكثر من 260 ألف عنوان كمحتوى رقمي، إضافة إلى توثيق 14 ألف رسالة علمية للماجستير والدكتوراه في الجامعات السعودية والملحقيات الثقافية . وقد تَشَكَّل هذا الحراك التطويري للتعليم العالي السعودي في منظومة ذات منهجية متكاملة توجه جهود وزارة التعليم العالي وبرامجها، عبر هدف محدد يتمثل في بناء مجتمع المعرفة والاستثمار في اقتصادياتها؛ انطلاقاً من حقيقة مفادها أن التحدي الكبير الذي تواجهه مؤسسات التعليم العالي هو وجوب التحول المركزي في رؤيتها وأدوارها كي تصبح عنصراً فاعلاً ومؤثراً في تطوير (اقتصاديات المعرفة)، ولعل من أبرز ما تم في هذا الجانب إعداد خطة إستراتيجية مستقبلية للتعليم الجامعي للخمس والعشرين سنة القادمة، وهو المشروع الذي اتخذ اسم (مشروع آفاق) الذي يتم بناءً عليه تحديد آليات وأساليب التوسع في التعليم العالي، وفقاً لمعايير دقيقة ومدرسة. ويأتي تدشين خادم الحرمين الشريفين مؤخرا للمراحل الأولى من مشروعات المدن الجامعية ووضع الحجر الأساس للمراحل الثانية بتكلفة 81,5 مليار ريال ليؤكد الدعم الكبير والمتابعة المستمرة من قبل القيادة الرشيدة للتعليم العالي وحرصها على الاستثمار في العنصر البشري الوطني المؤهل ما يعزز النهضة الشاملة التي تشهدها المملكة، فيما تبلغ المساحة الإجمالية لمشاريع المدن الجامعية (112) مليون متر مربع ، تضم إلى جانب المنشآت الأكاديمية (12) مستشفى جامعيا ، في كل من جامعة جازان ، جامعة حائل ، جامعة الجوف ، جامعة تبوك ، جامعة الحدود الشمالية ، جامعة نجران ، جامعة سلمان بن عبدالعزيز ، جامعة شقراء ، جامعة المجمعة ، جامعة الباحة ، مدينة الطالبات بجامعة الملك سعود ، مدينة الملك عبدالله للطالبات بجامعة الإمام ، جامعة جدة ، المدينة الطبية بجامعة طيبة ، وجامعة الطائف . وتواصل وزارة التعليم العالي جهودها الحثيثة في تنفيذ مباني عاجلة لكليات البنات في الجامعات السعودية، والتي صدر توجيه المقام السامي الكريم بتنفيذها بصورة عاجلة وبتوفير الاعتمادات المالية لها بمبلغ قدره أربعة مليارات ريال، وقد بدأت الدراسة في عدد من هذه الكليات. مبادرات الجودة التطويرية تبنت الوزارة عددا من السياسات التي تهدف إلى تعميق المعرفة والارتقاء بها إلى المستويات المعيارية العالمية لخدمة التنمية الوطنية ، وذلك بتنفيذ عدد من المبادرات التطويرية التي تهدف إلى دعم الجامعات ونشر ثقافة التطوير والتخطيط ، وخاصة ما يتعلق منها بالجودة وتنمية المهارات وكذلك الاهتمام بنشاط البحث العلمي , ومن أبرز هذه المبادرات: « مبادرة تنمية الإبداع والتميز لدى أعضاء هيئة التدريس « مبادرة مراكز التميز البحثي « مبادرة مراكز الأبحاث الواعدة « مبادرة تطوير برامج وخدمات الإرشاد الطلابي « مبادرة البرنامج الصيفي لرعاية الطلاب المتميزين « مبادرة تطوير الأقسام العلمية في الجامعات السعودية « مبادرة القيادة النوعية وإدارة مؤسسات التعليم العالي « مبادرة تطوير برامج وأنشطة الجمعيات العلمية في الجامعات السعودية « مبادرة تطوير إستراتيجيات وطرق التعلم المتمركز حول الطالب « مبادرة المشروع الوطني لقياس مخرجات التعليم العالي « مبادرة ترجمة الكتب الجامعية في المقررات المنهجية « مبادرة تنمية الإبداع والابتكار في الجامعات السعودية « مبادرة تعزيز المسؤولية الاجتماعية للجامعات السعودية التعاملات الإلكترونية ولتطوير كفاءة العمليات والإجراءات الإلكترونية الداخلية، تبنت الوزارة عددا من السياسات والخطط الجوهرية، وقامت بتنفيذ مشاريع ومبادرات بهدف الارتقاء بالجودة في العمليات الداخلية؛ فسعت لتحقيق التحول الرقمي داخل الوزارة، والملحقيات، والجامعات، وتطبيق التعاملات الإلكترونية، وهي تقوم حالياً بإدارة جميع أعمالها من خلال منظومة إلكترونية متكاملة بين مركز الوزارة والملحقيات والجامعات، مما يُيَسّر على المستفيدين الحصول على الخدمات على مدار الساعة، وبكفاءة وسرعة عالية. ومن أبرز الخدمات . منظومة سفير توفر منظومة سفير مجموعة من الخدمات الإلكترونية عن طريق الإنترنت وبمرونة عالية. وتمثل الملحقيات الثقافية في الخارج والطلاب المبتعثين المستفيد الرئيس من هذه المنظومة، إضافة للمستخدمين من داخل الوزارة وخصوصا الجهات المسئولة عن الابتعاث. قامت وكالة التخطيط والمعلومات بالوزارة بتنفيذ مشروع لتوحيد إجراءات العمل وتبسيطها في منظومة سفير، ومن ثم تحسين الإجراءات الدراسية والمالية والإدارية في الملحقيات الثقافية التي تتبع وزارة التعليم العالي، وأسهم هذا المشروع في تحقيق الأهداف الإستراتيجية للوزارة، إذ تنص على تحديث الأنظمة وتطويرها مما وفر البيئة المناسبة، لرفع كفاءة أداء منظومة التعليم العالي، وواكب التطورات والمستجدات العلمية والاحتياجات التنموية. ونتج عن المشروع حصر الإجراءات الدراسية والمالية والإدارية في الملحقيات الثقافية والمطبقة في منظومة سفير الإلكترونية، وتوحيدها وتبسيطها لتكون جاهزة للأتمتة . وتم عن طريق منظومة سفير تنفيذ ستة ملايين خدمة للطلاب المبتعثين لتسهيل دراستهم وإجراءاتهم. كما تم رصد الوثائق المؤرشفة التي تم تناقلها من وإلى الملحقيات، وقد زاد عددها عن 2 مليون وثيقة في الملحقيات الثقافية حول العالم. مرصد التعليم العالي سعت وزارة التعليم العالي وتسعى دوماً للارتقاء بالتعليم العالي في المملكة، حيث قامت مؤخراً بإنشاء مرصد معني بالبحوث والدراسات والتقييم والتقويم. وقام المرصد بإعداد تقرير «التعليم العالي في المملكة العربية السعودية: مؤشرات محلية ومقارنات دولية» لعام 2013وطباعته ونشره، كما قام بمراجعة محتويات الموقع الإلكتروني لمرصد التعليم العالي وبيانات للعام الحالي إضافة إلى إنجاز تقارير الدارسين في الخارج بواقع تقرير عن كل شهر طول العام، وبهدف إتاحة البيانات والأرقام لشرائح المستفيدين منها، قامت وحدة إدارة المعلومات بتحديث البيانات الخاصة بالموقع الإلكتروني للمرصد، وذلك بتجهيز ونشر المؤشرات وقيمها وتحليلاتها لآخر خمس سنوات، إضافة إلى رفع جميع المطبوعات الصادرة عن المرصد، ومئات الأخبار اليومية المحلية والعربية والعالمية. كما قامت هذه الوحدة بإعداد نظام إدارة المطبوعات والمنشورات لإدارة العمليات الإنتاجية للمطبوعات والمنشورات التي يصدرها مرصد التعليم العالي.