في حين كان متوقعاً أن تعود الزحمة المعهودة إلى شوارع الرياض وبقية المدن السعودية صباح يوم الأحد الماضي مع استئناف الدراسة بعد انتهاء إجازة نصف العام الدراسي، فإن الشوارع بدت على عكس المتوقع ولم تشهد ازدحاماً يُذكر بخلاف الزحمة المعتادة كما لو كانت الإجازة المدرسية لم تنته بعد!! لا أحد بالطبع يحب زحمة الشوارع، غير أنه من المؤسف أن يكون غياب الزحمة هو بسبب غياب الطلاب عن المدارس رغم استئناف الدراسة وذلك جرياً على العادة غير المحمودة المتمثلة في تجاهل الطلاب لمواعيد استئناف الدراسة وتساهل أولياء الأمور.ففي جميع الإجازات المدرسية تقريباً يقرر الطلاب أن يمنحوا أنفسهم اياماً إضافية يتغيبون فيها عن الحضور إلى المدارس وذلك قبل بدء الإجازة بعدة أيام وكذلك بعد انتهائها. وقد كنت أحد الذين توقعوا أن الأمر سيكون مختلفاً هذا العام بسبب التغيرات الإدارية في وزارة التربية والتعليم، لكن حليمة «استمرت» في عادتها القديمة رغم التهديد والوعيد من الوزارة!! إن غياب الطلاب بهذا الشكل الجماعي هو ظاهرة مؤسفة لأنه يدل على عدم مبالاة الطلاب بالأنظمة وهذا أسوأ ما يمكن أن يحدث لأجيالنا الناشئة ليس فقط لأن الطلاب سيخسرون جزءاً من أيام العام الدراسي ولكن أيضا لأن الانعكاسات التربوية السلبية لهذا الغياب ستؤثر على سلوكهم في حياتهم العملية المستقبلية حيث يتعودون على عدم الانضباط وعدم احترام الأنظمة العامة. كما أنه من المؤسف أن بعض أولياء الأمور وبعض المعلمين لا يقلقهم هذا الغياب عن الدراسة بل ربما يعجبهم! وقد سمعت من يقول إن بعض المعلمين يشجع الطلاب على الغياب لكي «ينعم» بإجازة أطول. ولو صح هذا الكلام فستكون دلالاته سيئة للغاية لأنه يوحي للطلاب المتغيبين أن سلوكهم مقبول وصحيح!! يجب أن تتوقف هذه الظاهرة السيئة، ووزارة التربية والتعليم مطالبة بأن تفرض عقوبات صارمة على الطلاب المتغيبين. فلو وقفت الوزارة وقفة حازمة وعاقبت الطلاب المتغيبين بعقوبات رادعة فإن هذه الظاهرة ستخف بالتدريج وربما ستتلاشى بالكامل.يجب ألا تتوقع الوزارة أن تكون لغة التهديد والوعيد والتعميمات الصارمة الموجهة لإدارات المدارس كافية وحدها، فهذه لن تكون سوى «كلام» يتطاير في الهواء بلا قيمة تُذكر ما لم تصحبها عقوبات واضحة يتم تطبيقها بحزم. فالطلاب مثل غيرهم في هذا المجتمع وفي كل مجتمع لا يستجيبون في الغالب إلا للعقوبات المؤلمة، وهذا ما ينبغي على وزارة التربية والتعليم - في رأيي - أن تفعله.