تلتهب القلوب حرقة.. وتنكسر المشاعر حسرة.. مشاعر الحزن تغطينا.. وأحاسيس الأسى تكسونا.. كأنما المصاب الجلل مصابنا.. والحزن والوجل قد حل بنا.. يعلم الله ببكاء أعيننا وبكاء أهلينا وتقطع أفئدتنا.. كأنما الفجيعة فجيعتنا.. لم ولن أقول ذلك مبالغة أو زيادة عن الحد، لكنني أجزم تماماً بأنها مشاعري ومشاعر كل جوفي، ومشاعر كل من عرف إسماعيل البشري.. هذه المشاعر لم تأتِ متصنعة أو متكلفة، لكنها الفطرة التي فطر الله الناس عليها، حينما يزرع الحب، ويسود الإخاء، وينتشر العدل.. الحدث أعظم من الحديث.. حبيبنا وأستاذنا إسماعيل البشري. تعلم وأنت من أنت.. أن الصبر عند الصدمة الأولى.. وأن أعظم الناس ابتلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل.. تعلم أن الحذر لا ينجي من القدر.. تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك.. ونحن نعلم تماماً عظم المصاب.. وهول المصيبة.. لكن الله أخبرنا في محكم تنزيله بأن الذكرى تنفع المؤمنين.. الذين نحسبك - والله حسيبك - منهم.. تتدفق المشاعر وتنهمر الأحاسيس.. ومهما يكن فالحدث أعظم من الحديث.