بعد ساعات من سيطرة قوات النظام السوري يدعمها مقاتلو حزب الله اللبناني، أمس الأحد، على مدينة يبرود الإستراتيجية في ريف دمشق، حيث اعتبرته تقدما ميدانيا مهما في الحرب مع مقاتلي المعارضة، هز انفجار مفخخ سهل البقاع اللبناني على مقربة من الحدود مع سوريا، وتحديدا في بلدة النبي عثمان بوادي البقاع شرق لبنان، ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص (على ما يبدو أنه رد على المعارك في يبرود وسيطرة النظام على البلدة). وأكدت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أن الانفجار أدى إلى مقتل 4 أشخاص. وذكر مصدر أمني آخر أن المهاجم الانتحاري فجر سيارة ملغومة عند محطة بنزين في سهل البقاع بلبنان قرب الحدود مع سوريا. وبحسب المصدر فقد وقع الانفجار في بلدة النبي عثمان الصغيرة، وهي معقل لجماعة حزب الله اللبنانية. وأضاف المصدر نفسه أن (الانتحاري فجر نفسه بعد أن لاحقه عناصر من حزب الله وحاولوا إيقاف سيارته بعد أن اشتبهوا به). إلى ذلك أعلنت مجموعة تطلق على نفسها اسم (لواء أحرار السنة في بعلبك) عبر موقع (تويتر) مسؤوليتها عن التفجير الانتحاري في مدينة النبي عثمان، حسبما ذكرت ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية، كما أعلنت مصادر لقناة العربية أيضا أن جبهة النصرة أعلنت تبنيها للعملية. وكانت القوات السورية مدعومة بمقاتلين من حزب الله اللبناني قد أعلنت سيطرتها على يبرود آخر معاقل مقاتلي المعارضة في جبال القلمون عند الحدود مع لبنان بعد معركة استمرت 48 ساعة. وقال ضابط لفرانس برس «لقد سيطرنا تماما على المدينة هذا الصباح، لافتا إلى أن المعركة كانت صعبة. وستتيح السيطرة على يبرود منع أي تسلل لمقاتلي المعارضة إلى لبنان، خصوصا إلى بلدة عرسال (شرق) ذات الغالبية السنية التي تدعم المعارضة السورية، كذلك فإن السيطرة على يبرود أمر حيوي بالنسبة إلى حزب الله الذي يقول إن السيارات المفخخة التي استخدمت في الهجمات الدامية التي طالت مناطق نفوذه في الأشهر الأخيرة في لبنان كان مصدرها هذه المدينة. وأوضح مصدر أمني في دمشق أن الجنود الذين يطاردون مقاتلي المعارضة الذين فروا إلى عرسال سيعملون على إغلاق كامل لطرق إيصال التعزيزات والإمدادات إلى مقاتلي المعارضة عبر لبنان. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد بأن قوات حزب الله اللبناني سيطرت بدعم من القوات النظامية السورية وقوات الدفاع الوطني على أجزاء واسعة من مدينة يبرود، لافتا إلى أن قوات النظام واصلت هجماتها على المنطقة الواقعة بين يبرود وعرسال ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص بينهم طفلان. كما أوضح المرصد أن خمسة مقاتلين من حزب الله قتلوا في منطقة يبرود أمس الأحد. وقال أحد مقاتلي جبهة النصرة التابعة للقاعدة على صفحته على فيسبوك إن غالبية المقاتلين المعارضين غادروا المدينة بشكل مفاجئ وتركوا مقاتلي النصرة وحدهم يقاتلون صباح أمس الأحد. وإضافة إلى الأهمية الرمزية لهذه المدينة التي سيطرت عليها المعارضة المسلحة منذ اندلاع النزاع السوري في مارس 2011 فإن وقوعها في جوار الحدود اللبنانية وطريق دمشق - حمص جعل منها معبرا لمقاتلي المعارضة وأسلحتهم. سياسيا وصل وسيط الأممالمتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي، أمس الأحد، إلى طهران لبحث النزاع السوري مع المسؤولين الإيرانيين غداة دخول هذا النزاع عامه الرابع، وبعيد وصوله التقى الإبراهيمي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شامخاني، على أن يلتقي لاحقا خلال زيارته، المقرر أن تستمر ثلاثة أيام، الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف حسب ما نقلت وكالة فارس.