** دعم كبير وغير محدود يقدم من قبل الأندية الأوروبية للرموز الكروية التي نجحت وسطرت أسماءها بأحرف من ذهب في الصفحات التاريخية، وسط مباركة تامة من قبل الوسائل الإعلامية التي «اتفقت» على رفع الهمم وشحذها لأن يواصل كل من بدأ مسيرته الرياضية منذ نعومة أظافره في المراحل السنية وتدرج حتى وصل للعب في التشكيلة الأساسية لفريقه، ومن ثم انطلق لتمثيل منتخبات بلاده الوطنية ليحقق أكبر النجاحات ويسجل أبرز الإنجازات التي من شأنها أن ترفع اسمه واسم ناديه وعلم بلاده لأن يرفرف عاليا وسط سماء الكرة العالمية. رغم تميز إنجلترا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا في دعم منسوبيها من اللاعبين والمدربين والإداريين إلا أن إسبانيا كانت فوق الجميع وسط الدعم اللامحدود للاعبين في الفئات السنية وبصورة انعكست داخل المستطيل الأخضر، حيث يقدم البراعم والناشئون والشباب مستويات فنية مذهلة تساعد أنديتهم على الاستفادة منهم في سن مبكرة مما ينعكس إيجابا على المنتخب الإسباني (حامل لقب بطولة أوروبا ولقب كأس العالم) والمرشح الأول للفوز بالمونديال المقبل حيث إن ذلك لم يأت من فراغ. يتخطى اللاعب مراحل الفئات السنية منتقلا لمرحلة الاحتراف الحقيقية حيث يتم الاعتماد عليه كلاعب أساسي وبعقد احترافي يدافع من خلاله عن لقمة العيش ليضمن مستقبله، مما يجعله منضبطا بصورة مثالية رغم انفتاح الحياة وتوافر ملذاتها حوله إلا أنه يأبى الانغماس واللهو والضياع ويركز على عمله بحثا عن التطور والتحسن والدعم والإشادة من قبل ناديه وأنصاره، ووسائل الإعلام المختلفة، حيث إنها الأدوات الحقيقية لإظهار العمل المميز من الرديء. يعتزل اللاعبين كرة القدم ويتجه بعضهم لتولي مهام التدريب والإدارة والإشراف بعد الحصول على الدورات التدريبية التي من شأنها تجهيز الكوادر الرياضية لتولي أهم المناصب الإدارية والتدريبية وسط دعم متواصل أيضا من قبل الأندية ووسائل الإعلام، ويعتبر بيليه، وميشيل بلاتيني، وفرانس بيكنباور، ورومنيغيه، وتشيزاري مالديني، وأليكس فيرجيسون، وبيب جوارديولا من أهم وأبرز الأسماء التي وجدت الدعم منذ البداية وحتى النهاية، وفي السراء والضراء، وبصورة رفعت أسماء بلدانهم بشكل مثالي يحتذى به من قبل الوسط الرياضي في أي دولة. جوارديولا على سبيل المثال بدأ ناشئا ومن ثم شابا في «برشلونة بي» ليحترف بعد ذلك مع الفريق الأول ويسجل مسيرة احترافية مميزة مع ناديه ومنتخب بلاده، لم يحقق خلالها دوري أبطال أوروبا أو كأس أوروبا أو كأس العالم (لاعبا)، ولكنه اكتسب الخبرات اللازمة التي من شأنها أن تنعكس مستقبلا على الأجيال التي أشرف على تدريبها ليمنحها العوامل التي من شأنها أن تضمن لبرشلونة حصد كل البطولات وبطريقة مذهلة لعشاق اللعبة، وبصورة انعكست على أفراد المنتخب الإسباني الذي استفاد من عمل جوارديولا (مدربا لبرشلونة) بعد أن تمكن اللاعبون من نقل أسلوبهم لزملائهم في المنتخب الإسباني الذي سيطر على الألقاب الدولية. لم يجد جوارديولا من يحاربه لاعبا، ولا مدربا من قبل أنصاره أو إعلام بلاده، بل وجد النقد البناء الذي يعتبر من أهم عوامل النجاح للمدرب الشهير، وهو نفس العامل الذي وجده بيليه حتى أصبح وزيرا للرياضة في بلاده، ووجده بلاتيني حتى أصبح رئيسا للاتحاد الأوروبي، ووجده بيكنباور حتى أصبح رئيسا لبارين ميونخ وعضوا هاما في «الفيفا»، ووجده جميع رموز الأندية الذين قدموا كل ما لديهم من أجل خدمة أوطانهم. ولماذا نتحدث عن الماضي؟ فلا ننظر إلى الحاضر.. فها هو الإعلام الإسباني بدأ حملته في دعم الأسطورة الكروية «راؤول غونزاليس» ليصبح مدربا، وأشاد جورجي فالدانو المدير الرياضي لريال مدريد بأن راؤول يتم إعداده لأن يعود للظهور في استاد سنتياجو برنابيو مدربا للميرنجي، وتوقع أن يحقق النجاحات تماما مثل جوارديولا ولكن بأسلوبه المختلف، حيث إن لكل مدرب أسلوبه الذي يليق به، ولم تقصر وسائل الإعلام هناك في دعم رمز المنتخب الإسباني الذي يجد الاحترام في إسبانيا (حتى في إقليم كاتالونيا)، واستعرضت تاريخه الطويل منذ بدايته ناشئا وحتى اعتزاله لاعبا. الدعم اللامحدود في إسبانيا سجل نجاحات منقطعة النظير في انتشار لاعبيها ومدربيها في البطولات الإنجليزية والإيطالية والألمانية بشكل ملحوظ، وبتفوق تام على بقية المنافسين، وزال الكثير من الأسماء البارزة داخل إسبانيا مرشحة بقوة للانتقال والعمل في أقوى البطولات الأوروبية.