في الاستثمار الرياضي مقولة تردد دائماً «الراعي الذكي من يدفع أقل ويحقق أرباحاً أكثر مادية أو دعائية أو معاً». بلغة الأرقام لا يحقق هذه المقولة إلا راعي واحد فقط في السعودية بين كل الرعاة الرسميين والمشاركيين من هو؟! شركة ركاء القابضة الراعي الرسمي لدوري الدرجة الأولى للمحترفين. قد يأتي البعض ويقول: أين عبد اللطيف جميل؟! عند ما تقارن بين قيمة العقدين الموقعين مع رابطة دوري المحترفين سوف تدرك من هو الرابح الأكبر!! الراعي المشارك في دوري عبداللطيف جميل يدفع 15 مليون ريال سنوياً ولا يذكر اسمه في الدوري بجانب الراعي الرسمي ويقتصر على 4 دقائق إعلانية فقط. بينما نجد أن «شركة ركاء القابضة» يطلق أسمها على دوري بأكمله يحتضن 16 فريقاً بمجموع 240 مباراة يسمى «دوري ركاء» مقابل 6 ملايين ريال سنوياً فقط!! الأسبوع الماضي فقط تم ترديد اسم «دوري ركاء» عبر وسائل الإعلام المختلفه بما يزيد عن 10 آلاف مرة!! إلى جانب ذالك تجد أن الفرق المشاركة في دوري عبداللطيف جميل أغلبها من المناطق الرئيسية الثلاث الرياض, جدة، الشرقية. وفي الجانب الآخر الفرق المشاركة في دوري ركاء من معظم مناطق السعودية وفي ذلك قيمة تسويقية أكبر لتنوع الجماهير. لا يمكن تجاهل أن اهتمام القنوات السعودية الرياضية في نقل مباريات دوري ركاء له الأثر الكبير في رفع قيمة الدوري تسويقياً وإعلامياً. السؤال الأهم هنا: كيف تحافظ رابطة دوري المحترفين على القيمة التسويقية لدوري الدرجة الأولى لضمان تحقيق عقد رعاية أكبر في العقد القادم؟! على الرابطة أن تدرك أن أي إخلال بطريقة الدوري الحالية من حيث تقسيمه إلى مجموعتين أو زيادة عدد الفرق فإنها سوف ترتكتب خطأ فادحاً سوف يساهم في التأثير على الدوري سلبياً من الناحية التسويقية والفنية. القرارات الأخيرة بشأن مشاركة اللاعب الأجنبي ودراسة توصية مشاركة الأجانب مواليد السعودية خطوة إيجابية سيكون لها الأثر الكبير في إثراء المنافسة ميدانياً وإعلامياً وتسويقياً. ينتهي عقد «شركة ركاء القابضة» الموسم القادم من خلال دراسة كل المعطيات على أرض الواقع سوف تكون قيمة الرعاية الرسمية للدوري سنوياً مبلغاً لا يقل عن 20 ميلون ريال سنوياً. من المتوقع شركات الاتصالات سوف تتنافس لرعاية الدوري إلى جانب الراعي الحالي الذي يدرك ما حققه من أرباح دعائية خيالية. يجب هنا أن نشيد بالشاب الطموح سلمان المالك مدير عام شركة ركاء القابضة لدعمه رياضة الوطن، «المالك» صورة مشرفة وفي حضوره الإعلامي متزناً وعقلانياً نموذجاً لرقي الفكر. لا يبقى إلا أن أقول: قصة نجاح دوري الدرجة الأولى يقف خلفها المدير التنفيذي لرابطة دوري ركاء للمحترفين أحمد العقيل. هذا الشاب مكسب للرياضة السعودية بفكره الاستثماري وحسن إدارته ساهم في تطوير الدوري وجعل له قيمة تسويقية وتنافسية ملموسة, لقد فشلت الأندية الكبيرة في الحصول على راعي لكن أحمد العقيل نجح بتسويق دوري الأولى لترعاه ركاء. شكراً «أحمد العقيل» والشكر لكل الأندية في دوري ركاء التي تتفق على نجاح وتميز هذا الرجل.. ** هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.