انفجر صالح ذو ال(11) ربيعاً بعد نهاية مباراة الهلال والنصر على نهائي كأس سمو ولي العهد وخسارة الهلال لبطولته الحصرية بالبكاء، وظل يردد وبكل براءة وعفوية (وش اللي قاعد يصير للهلال؟). يقول والده الذي حدثني بالقصة (أقسم بالله تساقطت دمعتي من عيني لا إرادياً) من هول الموقف وضخامة سؤال صغيري، وعجزي عن إيجاد إجابة شافية تجيب عن تساؤلات ابني وتخفف من صدمته وتمتص ردة فعله وتخفف من حالته.. فكان لزاماً عليّ أن أشارك صالح ويزيد الباتلي الذي انتشر مقطع بكائه وغيرهما من الهلاليين الصغار في أعمارهم والكبار في طموحهم وآمالهم ونظرتهم إلى هلالهم، وغيرتهم على ناديهم الأحزان على الحال الذي وصل إليه الهلال، وأشرح لهم الذي قاعد يصير في الهلال من وجهة نظري الشخصية بعد أن شوهه تقاعس وتخاذل بعض لاعبي الهلال ولطخه تعنت ومكابرة مدرب الفريق سامي الجابر ونرجسية وأنانية رئيس النادي!! الذي قاعد يصير في الهلال يا صغيري صالح هو نتيجة حتمية للنوايا والمجاملات المتبادلة من مسيري الهلال الرسميين والشرفيين التي تغلغلت في الهلال، وطغت على التعامل فيما بين الهلاليين وأثرت على تركيبة الكيان، حتى أصبح مقر نادي الهلال غريبا على عشاقه ومحبيه وموحشا لمرتاديه وقاصديه القدماء بعد أن تم تفريغه من أبنائه المخلصين، وأضحى مرتعاً للأصدقاء والمقربين !!. الذي قاعد يصير للهلال يا ابني يزيد هو محصلة وعاقبة قرار خاطئ اتخذه رئيس الهلال بالاستمرار بالرئاسة بموافقة ومباركة (الدائرة الضيقة) الذين فضلوا علاقتهم الشخصية على حساب مصلحة ومستقبل الكيان، على الرغم من أن الرئيس قدم كل ما لديه في أول موسمين في فترة رئاسته الأولى ثم تقهقر وتراجع طموحه ودعمه، وأصبح يؤدي عملاً تقليدياً لا يليق بكيان مثل الهلال وكانت كل المؤشرات والدلائل تدل وتؤكد استمرار رئيس الهلال بنفس الأداء السلبي والروح الانهزامية، وبالتالي القضاء وهدم ما تبقى من هيبة ووقار الهلال داخل وخارج الملعب وهو ما حدث بالفعل وبكل أسف!!. باختصار الذي قاعد يصير في الهلال هو نهاية وخاتمة هوان وتصغير كيان الهلال في نظر رئيس الهلال وبعض شرفيه الذين قرروا تعيين سامي الجابر مدرباً للهلال، وهو الذي ما زال في طور التعلم والتحصيل التدريبي ولم يكتسب الخبرة التدريبية الكافية لكي يدرب زعيم آسيا الأول، وأزعم بل وأجزم بأن هذا القرار وفي هذا التوقيت المبكر الذي كان بالنسبة لسامي نفسه صدمة لم يستطع التعامل معها بهدوء واتزان، هو من أوصل سامي لهذا التعالي الذي جعله لا يقر ويقتنع بضعف فريقه فنياً ويرفض الاعتراف بالانخفاض العام الذي أصاب مستوى لاعبي فريقه، بسبب ضعف العمل الفني والتدريبي لهم في التمارين، حتى صار سامي بعد كل مباراة يوجد ويسوق مبررات غير منطقية وبعيدة عن الواقع الهلالي المحبط الذي يشاهده ويتابعه الجميع!!. عموماً، أما وقد سقطت ورقة سامي للتشبث بكرسي الرئاسة واحترق كرت سامي بسبب العلاقات الشخصية وانتهت صلاحية المبررات التي كانت تفرض على جمهور الهلال أن يقبل ويرضى وهو يشاهد ويرى فريقه بهذه الصورة الهزيلة، بحجة إعطاء الفرصة لسامي، اعتقد بل أزعم انه جاء الوقت أن يقول الهلاليون المخلصين (للكوتش) سامي: كفى.. وقف هنا.. وان يستعينوا بمدرب الفريق الأولمبي رينارد ستامب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وان ينزل سامي من برجه العاجي ويتخلى عن غطرسته ويعرف واقعه ويستشير ويأخذ بنصائح ستامب، لعل الفريق يستطيع أن ينهض من جديد ويختم سامي موسمه الأول والأخير مع الهلال بلقب يحفظ له اسمه وتاريخه الذي هوى وسقط بفعل (الأنا) التي قضت عليه مبكراً بكل أسف !!. الرمز النصراوي فيصل بن تركي تشجع الأمير فيصل بن تركي ودخل في قضية خاسرة مسبقاً أحرجته مع جمهور النصر كثيراً عندما تبنى مع الأميرين عبد الله بن مساعد وتركي بن خالد استفتاء شركة زغبي الأمريكية لإحصاء جماهيرية وشعبية الأندية، التي جاءت نتائجها كاسحه للهلال وبأرقام وفوارق كبيرة عن النصر ومتطابقة مع جميع مثيلاتها التي قام بها العديد من الشركات الأخرى السعودية والأجنبية.. وعندما شعر الأمير فيصل بن تركي انه خسر شعبيته لدى المدرج النصراوي بادر وبسرعة على إعادة حساباته وتكفل بإقامة حفل اعتزال لنجم النصر الأول ماجد عبد الله ليستعيد من جديد حب وعشق جمهور النصر، وهذا يدل على أن فيصل بن تركي يستفيد من الملاحظات ويتدارك عثراته.. وظل كحيلان على هذا المنوال بعد أن أصبح رئيساً لنادي النصر يتعلم من سلبيات عمله ويتطور في قيادة إدارته موسما بعد موسم، حتى بلغ مراده في السنة الأخيرة له في فترة رئاسته ويحقق بطولة كأس سمو ولي العهد التي عجز عن تحقيقها جميع الرؤساء الذين سبقوه منذ (40) عاما، ويعيد فريق النصر لمسار البطولات الكبيرة بعد غياب وصيام عنها دام (20) سنة!!. مما يحسب للأمير فيصل بن تركي انه صريح وواضح في تعامله وقوي وشجاع في قراراته فيما يخص ناديه وحقوقه وتلبية متطلباته؛ لذا وجدناه يستقطب اللاعبين لفريقه دون تردد أو تفكير في ردة فعل أحد ويجدد عقود جميع لاعبي فريقه دون تصاريح أو ضجة إعلامية أو تبريرات استباقية كما يفعل ويحدث من غيره!!. أخيراً صبر رئيس النصر فيصل بن تركي ونال مبتغاه بفضل عمله الجيد التراكمي الذي أوصله إلى أن يكون رمز النصر الحقيقي، بعد أن استطاع أن ينتشل النصر من القاع الذي كاد أن يضيع لولا أن الله قيض له فيصل بن تركي فعاد النصر إلى مصاف الأندية الكبيرة من جديد من بوابة البطولات. بكل تجرد: غياب رئيس نادي الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد ونائبه وأعضاء إدارته عن أهم مباراة للفريق أمام الشباب بعد صدمة وانتكاسة نهائي كأس ولي العهد، يعكس الحال المزري الذي وصل إليه نادي الهلال.. لذا أتمنى من رجال الهلال الأوفياء أن يعملوا ويجهزوا من الآن رئيسا قادما لناديهم للموسم القادم من أجل مصلحة الهلال والهلال فقط!.