من الذي يتحمل مسؤولية خطأ الحكام، إنها لجنة الحكام بلا شك، ومهما قيل في أخطاء الحكم فلا يلتفت إليه نظراً للمقولة المشهورة «الحكم سيد الملعب»، وكم من أهداف ضاعت نتيجة لخطأ من رجل الخط أو مساعد الحكم، وكم من أهداف احتسبت خطأ بسبب خطأ الحكم أو سوء تقديره. إن الرياضة من الأشياء المكملة لطبيعة الإنسان لحبه للرياضة في مختلف أنواعها وكذلك التحدي، وفي النهاية هي مجرد لعبة كرة قدم، ولكن ما يحز في النفس أن يكون الحكم منحازاً إلى فرق دون أخرى، أو يسكت على أخطاء لاعب مقابل التشديد على أخطاء آخر. وتقدم الرئاسة العامة لرعاية الشباب الكثير من أجل رفعة الرياضة وعلى وجه الخصوص رياضة كرة القدم لما لها من شعبية لدى الصغار والكبار، فلماذا لا تكون ساحات الملاعب خلوا من الأخطاء، فإن هذا التقصير يجعل لعبة كرة القدم كالمسخ لمن يلعب ولمن يشاهد بدلاً من أن يكون التحكيم متمكناً وقادراً على إدارة المباريات. ولقد تحدث الكثيرون عما يحدث في الملاعب من سوء التحكيم، ولكن ما زال الوضع على ما هو عليه لم يتغير شيء، ولجنة الحكام تلتزم الصمت ورئيسها عمر المهنا لا يتخذ أي إجراء فيما حدث ويحدث في الملاعب، وإننا لنجد بعض العذر للفرق التي تطلب طاقم تحكيم أجنبياً رغم التكاليف الباهظة، فهل تصل الأمور إلى هذا الحد رغم أن لدينا حكاماً دوليين معروفين على مستوى العالم، وبعضهم حكم في مباريات دولية في الخارج كالحكم عبد الرحمن الزيد وخليل جلال. وما نشر في جريدة الجزيرة يوم السبت الموافق 1 ربيع أول 1435ه من أن أهداف النصر في مرمى الرائد غير شرعية وطاقم التحكيم بالكامل يتحمل المسؤولية، حيث إن الهدف الأول كان أساسه خطأ للرائد .. والثاني قام فيه عماد الحوسني لاعب النصر بالتحايل على الحكم المساعد فقام باحتساب ركلة جزاء وهذه الركلة غير صحيحة، وأيضاً الهدف الثالث جاء نتيجة تسلل لم يحتسب على الحوسني. كما أشار رئيس نادي النصر سمو الأمير فيصل بن تركي إلى أن الفريق استفاد من أخطاء الحكام وأن هدف النصر الأول غير صحيح لوجود خطأ على محمد نور لصالح لاعب الرائد!! وقبل هذا أخطأ الحكم عبد الرحمن العمري الذي سحبت منه الشارة الدولية لتجاوزه السن القانونية وأسندت له مباراة الهلال والاتحاد يوم الخميس الماضي الموافق 8 ربيع الأول 1435ه حيث لم يحتسب ضربة جزاء صحيحة لصالح الاتحاد كما أشار إلى ذلك الحكم الدولي عبد الرحمن الزيد!! وقبل هذا كله وفوق هذا كله فالكل يعلم مهزلة التحكيم في مباراة الشباب والنصر في الدول الأول وكتبت عنها معظم الصحف السعودية في وقتها. ولقد كنا دائماً نستبشر خيراً بالحكام السعوديين ونقدرهم وما زلنا ونؤيدهم خاصة عندما يحصلون على الشارة الدولية من الفيفا، ولكن الأمر وصل إلى نوع من المهزلة بكل المقاييس لا يمكن السكوت عليها. وإننا نناشد الاتحاد السعودي لكرة القدم ورئيس لجنة الحكام عمر المهنا، أن يتخذ من الإجراءات ما يعود بالتحكيم إلى سابق عهده، وأن يكون الحكم قادراً على الوصول إلى مكان الكرة ويرى بعينيه تحايل اللاعبين للحصول على ضربات الجزاء، أو يتم وضع أكثر من مساعد ويتم توزيعهم على الملعب حتى لا تصل الأمور إلى هذا الوضع السيئ في التحكيم.