تتهيأ المملكة لدخول مرحلة عملية جديدة في تعاطيها مع ملف «الطاقة المتجددة»، وتطلق مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة اليوم مشروع «أطلس مصادر الطاقة المتجددة في المملكة» تحت رعاية الدكتور هاشم يماني رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، وهو المشروع الأضخم والأبرز من نوعه ويتوقع أن يدفع بالاستثمار في قطاع الطاقة النظيفة واستخداماتها في المملكة. وسيتم إطلاق المشروع اليوم بفندق الفيصلية بالرياض، يتحدث فيه د. هاشم يماني في الجلسة الافتتاحية، ويشتمل البرنامج كذلك على جلستي نقاش الأولى بعنوان «كيف يمكن للمطورين والممولين استخدام بيانات موارد الطاقة الشمسية «، أما الجلسة الثانية وعنوانها «كيف تدعم بيانات موارد الطاقة الشمسية الأبحاث والتطوير»، وتتعمق هاتين الجلستين في الجوانب الفنية لمشروع أطلس الطاقة المتجددة واستخداماته, وكيفية توظيفه, والاستفادة منه بالنسبة لكافة الأطراف أصحاب المصلحة.ويهدف المشروع لقياس وتقييم مصادر الطاقة المتجددة (الطاقة الشمسية، طاقة الرياح، طاقة تحويل النفايات، طاقة باطن الأرض) في مختلف مناطق المملكة حيث تم في هذا الصدد عمل شبكة لقياس الإشعاع الشمسي تتكون من 73 محطة موزعة بشكل دقيق ومدروس حول أنحاء المملكة لرصد الإشعاع الشمسي بمختلف أنواعه مثل الإسقاط الشمسي الأفقي والإسقاط العامودي والإسقاط الأفقي المنتشر، كما ترصد الظواهر الطبيعية الجوية مثل الرطوبة والغبار ودرجة الحرارة, ويجري العمل على إنشاء شبكة قياس موارد الرياح لتندرج تحت مظلة أطلس موارد الطاقة المتجددة والتي ستضم 40 محطة لقياس سرعة الرياح على ارتفاعات مختلفة من خلال برج يبلغ طوله 100م. وستشكل القراءات التي يتم جمعها من محطات الرصد المختلفة نواة لبناء قاعدة بيانات يستفاد منها في تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة؛ لإنتاج الكهرباء وتحلية المياه، وأيضاً للاستفادة منها من النواحي البحثية لتطوير التقنيات والحلول المناسبة لأجواء المملكة ومناخها المختلف في مناطقها المختلفة، وتعول مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة على هذا المشروع الوطني الكبير في توجيه وتعزيز الاستثمارات المحلية والأجنبية في مجال الطاقة المتجددة والاستفادة من الطاقات والإمكانات الكامنة التي تزخر بها المملكة في مجال الطاقة الشمسية والحرارية وطاقة الرياح وغيرها, وذلك في سياق توجه المملكة نحو تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية «النفط والغاز» والحفاظ على هذه الثروات، والتوجه نحو مصادر الطاقة النظيفة.