ذرفت أعين حجاج بيت الله الحرام بالدموع ولهجت ألسنتهم بالتكبير وخشعت قلوبهم أمس على صعيد عرفات، الذي جمعهم من كل حدب وصوب على صعيد واحد في مكان واحد وزمان واحد وبلباس واحد لا فرق بين عربي ولا عجمي إلا بالتقوى، حيث توحّدت قلوبهم في مشهد عظيم، ملبين لله تعالى، وارتفعت أياديهم بالتضرَّع إلى الله طلبًا للمغفرة والرحمة. وأكَّد عددٌ من حجاج جمهورية الصين الشعبية وتوغو ل «الجزيرة» أن هذه المرة الأولى التي يؤدون فيها فريضة الحج وأن المملكة العربيَّة السعوديَّة لاتألو جهدًا في تقديم الخدمات التي تقدمها لهم وأنّهم في أتم راحة، يؤدّون مناسكهم في أمن وأمان واستقرار، مشيرين إلى أنهّم يريدون الرجوع إلى الديار المقدسة عدَّة مرات عند توفر الاستطاعة. وأعرب الحاج المهندس يانغ من الصين الشعبية عن شكره لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- على ما وفرته المملكة العربيَّة السعوديَّة للحجاج من تسهيلات، مشيرًا إلى أن هذا ليس بمستغرب على حكومة المملكة التي تسعى كل عام للرقي بخدمة ضيوف الرحمن وتأمين ما يلزمهم من خدمات وتسهيلات ليؤدوا مناسكهم بسهولة ويسر. وأوضح يانغ أنّه أول مرة يُؤدِّي فريضة الحج مرجعًا السبب إلى أن والده كان ينوي أن يُؤدِّي فريضة الحج قبل ثلاث سنوات إلا أن المرض الذي ألم به ولم يمهله حيث وافته المنية في شهر رمضان الماضي. وقال يانغ: خشيت أن أؤجل الحج للسنة القادمة ولكن عزمت أن أحج هذا العام والحمدلله أنا اليوم أقف في مشعر عرفات وسط أجواء روحانية مع اخوان لنا جاؤوا من بقاع الأرض. وقال الحاج الياس محمد الياس وإبراهيم بن الشيخ يحيى من جمهورية توغو: إن هذه السنة تُعدُّ أول سنة نؤدي فيها فريضة الحج والحمدلله ليس هناك أيّ مشكلات وقفت أمامنا من حين نوينا أن نحج وتقدمنا للسفارة وأخذت الإجراءات مجراها وجاءت الموافقة على أننا نحج لبيت الله الحرام، وأشارا إلى أن هناك عددًا كبيرًا من المسلمين في بلادهم ولا بُدَّ للإنسان أن يتجه إلى بلاد الإسلام وخصوصًا الأماكن المقدسة وتأدية فريضة الحج التي فرضها الله سبحانه وتعالى على عبادة المسلمين. وقدَّموا الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وسمو النائب الثاني الأمير مقرن بن عبد العزيز على الخدمات التي قدّمت لهم أثناء وصولهم إلى أرض المملكة وفي المشاعر المقدسة، إضافة إلى جميع العاملين في موسم الحج قدَّموا الغالي والنفيس في سبيل راحتهم. ولقد كان لرجال الأمن جهودٌ كبيرةٌ في عملية تنظيم الحجاج وإرشادهم إلى الطريق الصحيح حتَّى يتفادوا عملية التدافع، فقد كانوا صفًا واحدًا في عملية تفريق الحجاج وتسهيل الطريق للوصول إلى جبل الرحمة والعودة منه بسلام. وقال قائد قوة الطوارئ الخاصَّة اللواء خالد بن قرار الحربي ل»الجزيرة»: إن رجال الأمن في أتم استعداد لمواجهة الطوارئ ونجاح الخطة الأمنيَّة والحد من التدافع والاختناقات، مشيرًا إلى قوة كبيرة من رجال الطوارئ تقوم بعمليات لحماية الحجاج من التدافع وتنظيم الطرق للقادمين من جبل الرحمة.