لا أحد ينكر البصمة الذهبية التي وضعها المدرب بيب جوارديولا في النادي الكاتالوني التي على أثرها تمكن المنتخب الإسباني بقيادة نجوم برشلونة (تشافي، وأنييستا، وبوسكيت، وبيدرو، وبيكيه، وبويول) مع زملائهم من نجوم ريال مدريد والأندية الأخرى من تحقيق الفوز بلقب كأس العالم الماضية في جنوب إفريقيا عام 2010م عندما اعتمد مدرب «الماتدور الإسباني» على أسلوب البلوجرانا في تناقل الكرات القصيرة والسريعة مع الحركة الدؤوبة وسط الميدان بصورة ممتعة مكنت المنتخب الإسباني من الفوز بالنهائي بهدف دون رد في مرمى المنتخب الهولندي وبقدم الرسام المتميز اندرياس أنييستا. الفيلسوف (كما يلقب جواردويلا) عندما حضر لألمانيا لتدريب بايرن ميونخ قال عن طريقته بأنها سهلة للغاية وليست معقدة حسب ما يعتقده بعضهم، وأضاف حول فلسفته (حسب ما أشارت صحيفة الماركا الإسبانية) بأنها تتلخص في دوران الكرة بين أقدام المجموعة دون فقدانها حتى يتم الوصول إلى المرمى، وتشمل تلك الطريقة أسسا معينة يعمل المدرب المحنك بجهد كبير على تطويرها لدى لاعبيه، ومن أهم تلك الأسس هي عملية استلام وتسليم الكرة بشكل صحيح، والارتقاء بشخصية وثقة اللاعب للاحتفاظ بالكرة وعدم فقدانها إلا بالحصول على خطأ حتى لا تتضرر المجموعة خاصة في حال تحركها نحو الأمام أو عند ارتدادها إلى الخلف، بالإضافة إلى مفهوم تضييق المساحات على لاعبي الخصم وسرعة افتكاك الكرة ومن ثم بدء عملية الاستحواذ عليها من جديد. أبهرت الأرقام التي حققها فريق بايرن ميونخ أمام خصمه مانشستر سيتي في دوري الأبطال قبل أيام كلاً من المحللين والصحفيين، وكذلك خبراء ونقاد اللعبة حيث دك الفريق البافاري حصون السيتيزنز بثلاثة أهداف أمام أنصارهم، ووصلت نسبة الاستحواذ على الكرة (69%) مقابل (31%) للسيتي وكأن الفريق الألماني يلعب على أرضية ميدانه وأمام أنصاره، ولم يقبل جوارديولا التقليل من الخصم وأوضح خلال المؤتمر الصحفي بعد اللقاء بأن الأرقام لا تعكس قوة أو ضعف فريق على الآخر وانما هي طريقة اللعب هي السبب الحقيقي لتحقيق الفوز. يتأمل مدرب المنتخب الألماني السيد يواكيم لوف طريقة وأداء الفريق البافاري دون أدنى شك، وأشاد لوف بحضور جوارد يولا لتدريب بايرن ميونخ، كما أنه ألمح إلى أن المدرب الإسباني لديه القدرة لتطوير اللاعبين بشكل سينعكس على المنتخب الألماني، وقال «لوف» لصحيفة بيلد الألمانية رأينا كيف تطور لاعبو برشلونة، وكيف استفاد المنتخب الإسباني من ذلك حيث تحققت النجاحات على مدار بضع سنوات. مدرب المنتخب الألماني أعاد كلاً من لاعب الوسط المخضرم باستيان شفاينشتايجر وزميله جودزه لتشكل «الماكينات» بعد التألق مع جوارديولا، كما أنه ثبت أقدام المدافع الأسمر جيروم بواتينغ كأساسي بعد أن شارك احتياطيا في الفترة الأخيرة، وتكمن الخطوة الكبيرة والمنتطرة من قبل المدرب الألماني في إشراك قائد المنتخب فيليب لام كمحور ارتكاز وصانع لعب في وسط الميدان وليس كظهير أيمن، وذلك بعد أن تألق «لام» في مركزه الجديد الذي ابتكره جوارديولا ليقوم «لام» بنفس دور قائد البارشا تشافي هيرنانديز، وفيما لو تمت تلك الخطوة فإن يواكيم لوف يتطلع بالفعل لأن يستفيد من جوارديولا كما استفاد منه مدرب المنتخب الإسباني (ديل بوسكي) وحقق كأس العالم 2010م. يشعر لوف (حسب وصفه لصحيفة البيلد) أن هناك توارد خواطر بينه وبين المدرب جوارديولا وأن مدرب بايرن ميونخ يقدم له عوناً كبيراً لتغيير طريقة لعب المنتخب الألماني حتى يكتسب صفة الغموض في أدائه بعد أن عرفت كل المنتخبات طريقة لعب «المانشافت»، وأن المدرب الإسباني يوظف اللاعبين بطريقة ستساعد المنتخب الألماني لأن يكون خصماً يصعب الاطاحة به في المناسبات الدولية.