يسعى أتباع الإسلام السياسي دوما إلى البحث عن الزلات، وذلك في حربهم الضروس ضد الدولة، وأحيانا لا يجدون ما يشفي غليلهم، فيلجؤون إلى الكذب، وهو، كما تعلمون، مباح في شريعتهم، وفي قضية الهيئة الأخيرة، التي تم اتهام بعض أعضائها بمطاردة شابين، في اليوم الوطني، وانتهى الأمر بمأسأة إنسانية لا تخفى على أحد، بدأ الحركيون، وبتعزيز من المغرر بهم، بالحديث عن فضائل الهيئة، وهو أمر مفروغ منه، فالقضية لا تتعلق بالهيئة، من حيث أهمية وجودها من عدمه، بل بجريمة محددة، تم ارتكابها، واتهم أعضاؤها بالتسبب فيه، والأمر برمته لدى الجهات الأمنية، والجميع يثق في عدالة الشرع، وفي خضم كل هذا أجلب «المتلونون» بخيلهم، وكانت لهم جولة، والمتلونون هم فئة كانت متشددة في زمن مضى، وذلك عندما كان التشدد يحقق الكثير من المصالح الشخصية، ثم ادعت التنوير، والانفتاح عندما اقتضت المصلحة ذلك، أيضا!، فماذا تراهم فعلوا، مع فئات أخرى من المزايدين تعيش على الفرقعات، والدجل في كل حين؟! هؤلاء المتلونون يحاولون منذ فترة أن يكفروا عما يعتبره أتباعهم من الخطايا، وذلك مثل فتاواهم «المتسامحة» في بعض المسائل الخلافية، ولذلك تجدهم يتخذون المواقف المتشددة، ويزايدون باسم الدين في كل قضية، لأنهم يريدون أن يمسكوا بالعصا من المنتصف، أي يكسبوا ولاء الأتباع، وفي ذات الوقت، يحققون مصالح شخصية بحتة، وفي ظني أن هذه الإستراتيجية أصبحت مكشوفة، ولكن الأحبة «المغيبين من الدهماء» تفوت عليهم مثل هذه الألاعيب. وبجانب المتلونين، هناك الباحثون عن التصفيق، وهؤلاء لا لون لهم، ولا طعم، ولا رائحة، وليس لهم موقف من شيء، فهم مع الريح، ومع المصلحة حيث مالت، ولكن أحدهم، تحديدا، يزايد دوما بطريقة بائسة، بحثا عن شعبية، وعندما قرأت عن قضية الهيئة، توقعت أنه ستجلى بإبداع جديد، وأظنني توقعت ما سيقوله بالضبط، ولم يخب هذا الجهبذ، المأخوذ بنفسه، ظني، فماذا فعل؟! بعد تفكير عميق قال هذا الجهبذ إن تصعيد الإعلام لقضية مطاردة الشابين من قبل الهيئة، كان بسبب أن الهيئة طرف فيه!!، ثم قارن، بذكاء خارق، بين هذه القضية، وقضية تقصير الدفاع المدني في إنقاذ من يتيهون في الصحراء!!، فهل رأيتم عبقريا لديه القدرة على مقارنة الأحداث مثل هذا؟!، وقد حصل ما كتب لأجله، فقد جاءه التصفيق، ولم يعدم التبجيل، وأنه محب للخير، والغريب أن هذا الجهبذ ذاته، لم تسلم أي دائرة حكومية من لسانه، وقلمه، فكيف يكون الإعلام مقصراً في نقد الجهات الأخرى، ومتحمسا لنقد الهيئة يا كاتبنا الجهبذ؟، وختاماً، أقول للمتلونين، ويرقاتهم من المزايدين، إن الهيئة جهاز ضبط اجتماعي هام، ويسيء له - عن قصد أو عمد - بعض موظفيه الميدانيين، والكل يعلم ذلك، ويتحدث عنه، بما في ذلك مسؤولو الهيئة أنفسهم، وختاماً، ليعلم كاتبنا الجهبذ، وغيره ممن يقرؤون النوايا، أن لدى كاتب هذه السطور عدة خطابات شكر من الهيئة، أرسلت في أزمنة مختلفة، ولم يمنع نقدي للهيئة، من منطلق حرصي على بقائها، وتطويرها، من توجيه تلك الخطابات، فرجاء توقفوا عن المزايدة، وابحثوا عن شيء آخر تحصلون من خلاله على التصفيق، فقد انكشف أمركم، وأصبح نفاقكم وبالا عليكم، فهل تعقلون؟! [email protected] تويتر @alfarraj2