في يوم الجمعة 23 شوال 1434 أديت الصلاة في الحرم المكي الشريف عقب صلاة الجمعة على الفقيد معالي الشيخ الدكتور عبدالملك بن الشيخ عبدالله بن عمر بن دهيش رحمهم الله بعد حياة حافلة بالانجازات العلمية والقضائية والإدارية في وطننا العزيز. * والده هو الشيخ عبدالله بن عمر بن عبدالله بن دخيل الله بن دهيش بن عبدالله بن علي بن سليمان بن دهيش، وكان موطن الأسرة مدينة المجمعة ثم انتقلوا منها إلى حرمة، ثم إلى مرات. وقد ولد الشيخ عبدالله كما يقول القاضي في كتابه (روضة الناظرين) في الأحساء سنة 1319 ه وتعلم بها وحفظ القرآن ثم سافر إلى الهند لتلقي علم الحديث ثم عاد إلى الأحساء، ومر بقطر وقرأ على الشيخ محمد بن مانع ولازمه ثم عاد إلى الأحساء، ولازم علماءها، ومنهم حمد بن فارس، وسعد بن عتيق، وصالح آل الشيخ، وسليمان بن سحمان وغيرهم، ثم عاد إلى الأحساء بعد وفاة والده عمر ثم عاد إلى الرياض ولازم الشيخ محد بن إبراهيم ثم سافر إلى مكة ولازم علماء المسجد الحرام، ثم عاد إلى الرياض فحريملاء، ثم أصبح قاضياً وإماماً في حائل خلفاً للشيخ عبدالله بن بليهد. وفي عام 1361 ه تعين مساعداً لرئيس هيئة التمييز في مكةالمكرمة، وبعد عامين تعين قاضياً في الرياض، ثم قاضياً في الخبر، وفي عام 1371 ه تعين رئيساً لمحاكم الحجاز، وعضواً برئاسة القضاء بمكة، وفي عام 1384 أحيل للمعاش ودرّس بالمسجد الحرام زمناً وله طلبة كثيرون، وتوفي رحمه الله في عام 1406 ه وصلي عليه في المسجد الحرام. * ولد الشيخ عبدالملك في مدينة حائل في الخامس عشر من شهر رمضان 1360 ه. نشأ في بيت والده فكان ملازماً له منذ صغره في دروسه وحلقات العلم التي كان يعقدها - رحمه الله، و تلقى تعليمه الابتدائي بالأحساء ثم الخبر ثم بالمدرسة الرحمانية بمكةالمكرمة وتخرج عام 1372ه، ثم أنهى الدراسة المتوسطة والثانوية في المعهد العلمي السعودي بمكةالمكرمة عام 1377ه، و حصل على بكالوريوس الشريعة من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بمكةالمكرمة عام 1382ه، ثم نال درجة الماجستير عام 1409ه، ثم نال درجة الدكتوراه عام 1421ه. وحصل على إجازة علمية من والده في رواية الحديث عنه، وعن مشايخه الشيخ صديق خان، والشيخ شريف حسين، والشيخ محمد بشير وغيره، و حصل على إجازة في السيرة النبوية، وغيرها من الكتب العلمية من الشيخ أبو الحسن الندوي و حصل على إجازة في رواية كتب الحديث، الصحيحين، والسنن الأربعة، ومسند الإمام أحمد، وسنن الإمام البيهقي، وسنن الدراقطني، وسنن أبو داود الطيالسي من الشيخ سيد صبحي البدري السامرائي و حصل على إجازة في رواية الحديث وعلومه من الشيخ عبدالله بن الصديق المغربي، وحصل على إجازة في الحديث وعلومه من الشيخ محمد بن ياسين الفاداني من علماء الحرم المكي. * وتقلد رحمه الله العديد من الأعمال، ومنها: عمله مدرساً بالمدارس المتوسطة بمكةالمكرمة، ثم ملازماً قضائياً بالمحكمة الشرعية الكبرى بمكةالمكرمة، ثم قاضياً بالمحكمة الشرعية الكبرى بمكةالمكرمة، ثم مساعداً لرئيس المحكمة الشرعية الكبرى بمكةالمكرمة، ثم رئيساً للمحكمة الشرعية الكبرى بمكةالمكرمة، ثم نائباً للرئيس العام لشئون الحرم النبوي الشريف بالمرتبة الممتازة، ثم رئيساً عاماً لتعليم البنات بالمملكة بمرتبة وزير حتى تاريخ 2-3-1416ه. وتفرغ بعد ذلك لعضوية اللجان العلمية والخيرية والمشاركة في المؤتمرات الدولية، والندوات المحلية والتأليف والتحقيق، وإدارة أعماله الخاصة، وكان منزله وأسرته وإخوانه في حي العزيزية مقصداً لأهالي مكة وزوارها باعتباره أحد الوجهاء المرموقين في المجتمع المكي.. وقد رأيت في الشيخ عبدالملك وقاراً وسمتاً وصمتاً وحزماً وعزماً وكرماً يدرك ذلك كل من رآه ولازمه. * وللشيخ عبدالملك رحمه الله نشاط علمي متميز، وقد جعل من منزل الأسرة بمكةالمكرمة منارة ثقافية، وأنشأ بها دارة علمية لنشر مؤلفاته، وتوزيعها مجاناً على المراكز العلمية والأفراد، ومن أبرز أعماله العلمية ما يلي: - حقق كتاب ((أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه)) للفاكهي في ستة مجلدات. - صنف بحثاً بعنوان: ((الحرم المكي الشريف والأعلام المحيطة به))، ويعد هذا أول دراسة تاريخية وميدانية في هذا المجال. - حقق كتاب ((جامع المسانيد والسنن الهادي لأقوم سنن))، للإمام ابن كثير في اثني عشر مجلدا. - حقق كتاب ((شرح الزركشي على مختصر الخرقي)) في أربعة مجلدات. - حقق كتاب ((معونة أولي النهى شرح المنتهى))، لابن النجار الفتوحي الحنبلي، في ثلاثة عشر مجلداً. - حقق كتاب ((الأحاديث المختارة)) للمقدسي، في ثلاثة عشر مجلداً. - حقق كتاب ((المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح)) للدمياطي. - علق على كتاب ((وظائف شهر رمضان)) لابن رجب الحنبلي. - حقق كتاب ((إرشاد أولي النهى لدقائق المنتهى)) للشيخ منصور بن يونس ين إدريس البهوتي الحنبلي (ت 1051ه) وهو حاشية على متن المنتهى قبل أن يشرحه، ويقع في مجلدين. - حقق كتاب ((الممتع في شرح المقنع)) للشيخ زين الدين أبي البركات المنجي بن عثمان بن أسعد بن المنجي التنوخي المصري الدمشقي الحنبلي (631-695ه) في ستة مجلدات. - صنف كتاباً عن المشاعر المقدسة بمكةالمكرمة اسمه ((حدود وأحكام المشاعر المقدسة (منى - عرفات - مزدلفة))) يبين فيه حدودها وأحكامها. - صنف كتاباً سماه ((مصطلحات الفقه الحنبلي)) اعتمد فيه على علماء الحنابلة ومصطلحاتهم في مؤلفاتهم ويقع في مجلد واحد. - حقق كتاب ((الواضح في شرح مختصر الخرقي)) لنور الدين عبد الرحمن بن عمرو أبي القاسم ابن علي بن عثمان الضرير، ت (684ه)، في خمسة مجلدات. - حقق كتاب ((المستوعب)) لنصير الدين الحنبلي في ثلاثة مجلدات. - حقق ((مسند أبي هريرة)) للإمام ابن كثير الدمشقي في مجلدين. - حقق كتاب ((الدر الكمين بذيل العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين))، لعمر بن فهد الهاشمي المكي، في ثلاثة مجلدات. - حقق كتاب ((أخبار مكة)) للأزرقي في مجلدين. - حقق كتاب ((تحصيل المرام في أخبار البيت الحرام والمشاعر العظام ومكة والحرم وولاتها الفخام)) في مجلدين. - حقق كتاب ((إفادة الأنام بذكر أخبار بلد الله الحرام)) للشيخ عبد الله بن محمود الغازي، في سبعة مجلدات بتكليف من دارة الملك عبد العزيز بالرياض. - صنف بحثاً عن تعليم البنات في مجلد واحد. - له العديد من المقالات العلمية المنشورة في الصحف والمجلات العلمية المتخصصة. وقد حصل خلال مسيرته العلمية على العديد من الأوسمة والجوائز التقديرية داخل المملكة وخارجها، بالإضافة إلى أعماله وأعمال والده رحمهما كان لشقيقه الأستاذ الدكتور عبداللطيف أستاذ الدراسات العليا التاريخية بجامعة أم القرى إسهامات علمية جليلة في الإشراف على عشرات الرسائل العلمية للباحثين والباحثات في التاريخ السعودي والتاريخ الحديث بالإضافة إلى أعماله التاريخية في خدمة تاريخ الحرمين الشريفين، وكنت بحكم صداقتي وزمالتي للدكتور عبداللطيف حفظه الله دائم الحضور إلى منزلهم العامر بمكةالمكرمة فألتقي الشيخ عبدالملك وإخوانه الدكتور عبداللطيف والدكتور خالد وهو أحد رجال التربية والتعليم عمل وكيلاً للرئاسة العامة لتعليم البنات مدة من الزمن والأساتذة عبدالرحمن وعبدالعزيز ومنصور ،وأبناء الشيخ عبدالملك الدكتور عبدالمحسن ومحمد وسامي وهشام ويوسف وفيصل. رحم الله معالي الشيخ عبدالملك وغفر له وبارك في عقبه وإخوانه ووفقهم للاستمرار في أداء رسالة والدهم الشيخ عبدالله وأخيهم الشيخ عبدالملك. - قسم التاريخ بجامعة الإمام