تركتها وفي القلب لظى، لظى يقلي تارة، ويثور تارة أخرى.. لظى وقوده تقلبات المزاج ودماء القلب المتلونة بألوان بعيدة؛ بعيدة عن طهارة القلب ونقاوته.. تركتها وقلبها يزداد كل لحظة ولعاً وحرارةً، ليس ولع الحب وحرارة الحنان، بل ولع يثير الشكوك في الصدور المحبة؛ والتي من حولها وتكن لها عظيم الحب والولاء؛ تكن لها الصدق والوفاء.. لكن هكذا هي.. طبعها لن يتغير مهما بُذل من جهود ومهما أُعطيت من عطاء، فهي لن تخرج مما هي فيه؛ لن تخرج من عالمها؛ عالم الظلمة والانغماس في رذيلة الشكوك ودناسة الأحقاد إلى عالم الضوء والنور؛ نور الوجدان والبهاء، ولن يتولد منها دفء الحنان وصدق الإخلاص وطهارة الضمير والإحساس وبالتالي لن تلبس عباءة الإيمان ولن تنصهر في أحضان التقوى..! هكذا هي طبيعتها.. تحاول التغلب على واقعها المظلم لكن شيطانها يغلب ويسيطر على ما تسعى للتغلب عليه والوصول إلى طهارة في الضمير ونظافة في الوجدان وصدق في الإخلاص.. ويبقيها هكذا.. هكذا يريد أن يكون طبعها وواقعها ..! كم هي جميلة.. جميلة في غاية الجمال لو تغلبت على طبعها ( شيطانها ) وتحولت إلى عاطفية ووجدانية نقية، وطاهرة من كل الدنائس والمدخلات وبعيدة عن رذيلة ودناءة وانحطاط الشكوك والظنون والأحقاد.. تلك الظنون الموقدة لنار الحقد والكراهية للجنس المماثل وغير المماثل.. هي جميلة بحسن فطرتها ونقاوة ضميرها وعذوبة عاطفتها.. هكذا ستكون في عالمها الجديد (لو) رجعت إلى عالمها القديم؛ فطرتها تلك الفطرة البريئة؛ براءة القمر، ورقيقة وناعمة؛ رقة الفراشات ونعومتها، ومرنة؛ مرونة الماء ،نقية وخفيفة، كنقاوة وخفة نسيم الصباح في أطلال الطبيعة.. إنها ستكون هكذا ( لو ) أرادت أن تكون..!! وهي تحاول أن تكون، لكن طبعها (شيطانها) هو هكذا لن يجعلها كما هي فطرتها الإنسانية الطاهرة.!! [email protected]