مرّ على مسامعنا الأمر الكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - لتوسعة المسجد الحرام، وكان الهاجس للحجاج والمعتمرين والزوار هو سعة المساحة وزيادة القدرة الاستيعابية لعدد الطائفين والمصلين. فكان الأمر أبعد من ذلك وأسمى، وليس من رأى كمن سمع؛ فلقد يسّر الله لي الوقوف على هذه التوسعة ومشاهدتها والتجول فيها، فكان الواقع يفوق الخيال، فعن ماذا أتحدث؟ عن التوسعة الهائلة لمساحة المسجد الحرام، أم عن روعة التشييد وجمال البناء وراحة الحجاج والمعتمرين وزوار المسجد الحرام..؟ لقد وفق الله - عز وجل - خادم الحرمين الشريفين لهذا العمل الجليل، فكانت بحق أجمل وأكبر توسعة في التاريخ. وإن المشاهد لهذه التوسعة والمستفيد منها لا بد له من وقفة بل وقفات عدة مع خدمة حكام المملكة العربية السعودية لهذين المسجدين المباركين (المسجد الحرام والمسجد النبوي). أولاً: أن الله - عز وجل - اصطفى لهذين المسجدين من يقوم على خدمتهما والمحافظة عليهما وراحة قاصديهما، فكان هذا الشرف للمملكة العربية السعودية. ثانياً: أن الله - عز وجل - اصطفى لهما حكاماً يسهرون على كل ما هو في صالح وراحة المسلمين كافة في مشارق الأرض ومغاربها. ثالثاً: أن الله - عز وجل - جعل في نفوس حكام هذا البلد المبارك الإنفاق بسخاء على هذين المسجدين المباركين. رابعاً: شكر المنعم - جل وعلا - على ذلك، ثم الدعاء لولاة أمر المملكة العربية السعودية من الملك عبدالعزيز - رحمه الله - إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بالأجر العظيم والثواب الجزيل على ما بذلوه في خدمة الحجاج والمعتمرين، وأن يجعل ذلك موفوراً في ميزان حسناتهم. خامساً: الدعاء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على هذه الخطوة المباركة وهذا الإنجاز العظيم والقرار المسدد لتوسعة المسجد الحرام ودقة عمارته وروعة وجمال بنائه، حتى غدا راحة للعابدين وجمالاً في أعين الناظرين. وفي نظري أنه لم يخطر في قلب أو نظر أحد من المسلمين أن يكون المسجد الحرام بتوسعة الملك عبدالله بهذا الجمال والراحة، وما خفي هندسياً وخدمياً أكبر وأجمل. وعند اكتمال التوسعة سوف يظهر للمسلمين في أصقاع المعمورة ما كان يؤمله ويهدف إليه خادم الحرمين الشريفين من راحة الحاج والمعتمر والزائر لهذه البقعة المباركة، التي سوف يخلدها التاريخ، وتتعاقب على ذكرها الأجيال، وهذه من الأعمال الصالحة الباقية إلى أن يرث الله - عز وجل - الأرض ومن عليها، فهنيئاً لك خادم الحرمين الشريفين على هذا العمل الجليل والنفع العميم لما هو في صالح الإسلام والمسلمين. بوركت أيامك وحفظك الباري ومتعك بالصحة والعافية، وأجزل لك الأجر والمثوبة، وأعز بك الإسلام، ونصر بك المسلمين، وحفظ هذه البلاد المباركة من كل سوء ومكروه. - رئيس المحكمة العامة ببريدة المساعد