نعلم أنه لا يمكن أن تتغير سلوكيات الناس جميعاً وبالذات المسلمين منهم في شهر رمضان الكريم وخاصة من تمكن منهم الشر واستوطن الإجرام في ذواتهم، إلا أنه أن يتصاعد القتل والإجرام في العديد من البلدان الإسلامية فهذا ما لم نكن لا نحن ولا أي مسلم يتوقعه، فقد ارتفعت كمية الإجرام وارتفع عدد الضحايا الأبرياء في العديد من البلدان الإسلامية وبالذات في مصر وسوريا والعراق وليبيا وتونس، ففي مصر ينقسم المصريون بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، وقوى التغيير الجديد الذي يقوده الفريق أول عبد الفتاح السيسي. وحتى الآن ماكنة القتل تتواصل في مصر إذ سقط قرابة مئتي ضحية بريئة نتيجة صراع القوى بين المؤيدين لعزل محمد مرسي والرافضين له. أما في سوريا فنظام بشار الأسد يواصل غيه وإجرامه الذي لا حدود له بقتل السوريين وبأساليب شتى من قصف بالطيران والصواريخ وإلقاء البراميل المتفجرة وتدمير المدن والمنازل وحرق المزارع ليتجاوز عدد القتلى في سوريا منذ بدء الثورة حتى الآن وحسب أرقام الأممالمتحدة إلى أكثر من مائة ألف قتيل في حين تشير أرقام الثوار والسوريين إلى أن العدد ربما أكثر بكثير مما ذكرته الأممالمتحدة. في العراق تصاعدت عمليات القتل حتى وصلت في هذا الشهر فقط 840 قتيلاً وهو رقم مرشح للارتفاع والوصول إلى الآلاف في شهر واحد فقط. أما في ليبيا فقد بدأت موجة من القتل والاغتيالات والتفجيرات استهدفت كبار قادة الأمن والقوات المسلحة في مؤشر على انفلات الأمن وارتفاع روح الانتقام في هذا الشهر الفضيل، وهو نفس الوضع والحال في الجارة تونس التي أخذت تشهد حالات من الاغتيال السياسي الذي لم تكن تعرفه تونس إلا أن اغتيال السياسي المعارض محمد البراهمي الذي يأتي بعد أشهر من اغتيال زميله رشدي بن عياد قد أدخل تونس في دوامة الاغتيالات والعنف السياسي الذي اندلع في شكل مظاهرات ناقمة. وهكذا بدلاً من أن يتفرغ المسلمون للعبادة في شهر رمضان المبارك انشغلوا في تفخيخ السيارات ونصب كمائن وقتل بعضهم البعض والتظاهرات إذ يقضي الكثير من مسلمي الدول التي ذكرناها لياليهم في التظاهر بدلاً من العبادة والتهجد وهو وضع مأسوي وخطير ينبئ بأن المجتمعات الإسلامية بدأت تفقد الكثير من سماتها. [email protected]