«الربيع»..تتغى به النفوس.., والشجر, والنسيم.. يضحك العيون.., يعطر الجوانح.., يزخرف الدفاتر.. يرقَّص القصائد.. والعصافير،.. يثرى المخيلات.., ينطَّق الحروف.., يلوّن المعاني.., «الربيع» موسم الفرح، والحنين, والضحك، والسعادة..والخضرة والألوان.. «الربيع» دنيا الزهو, والشباب، والبراءة.., والعطور.., «الربيع» ليس وقفاً على الأرض الندية، تحت السماء المطيرة, في الأماكن الخضراء.. ليس زائراً موسمياً، بأماكن دون أخرى.., وأناس دون آخرين.. «الربيع» وجه لثراء الطبيعة، وقدرة الخالق, ونواميس الكون, وعلاقات الحركة في الأرض وفضاءاتها,.. يأخذ من الإنسان فيتفاعل, ويمنح هو الإنسان ما يتجدد.. يصبغ ألوان أشيائه بألوان الربيع,... يضفي على أصواته أنغام الربيع.., يقفز بفرحته كهواء الربيع, يطلق ضحكته كأصداء الربيع.. هذا «الربيع»...: مسَّه الناس على غفلة من جماله بقترة..! لسعوه في دعته بشرارة..! شوهوا خرير مائه، وعذب هوائه، وخضرة شجره، وطيوف ألوانه.. بغثائهم، وغوغائهم، ونيرانهم، وظلمتهم، وظلامهم،.. أضمومات زهوره، مزقوها أشلاءً تذروها ريح فرقتهم.. أحرقوا غصونها الخلاقة.. عفّنوا شذاها الفواح.. و..و... تنبئ الأحداث.., والحالة..., والظواهر... صوتاً, وصورة.., بواقع «الربيع «.. انتهكوه عياناً، سافراً..! أقحموه في تياراتهم المتداخلة، المضطربة..الغامضة بوضوحه النقي، وجداوله العذبة.. أيا لتعاسة الإنسان.. ما أغباه.. يتلاعب بكل شيء حتى «الربيع»...! عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855